كتاب رحلتي من الشك للإيمان للدكتور مصطفى محمود تم نشره في عام 1970 وقد حاز على تقبل جماهيري عالي منذ اللحظة الأولى لعرضه حتى يومنا هذا لما يتناوله من قضية هامة تتعلق بعقيدة الإنسان حول خلقه والتساؤلات التي قد تمر بخاطره وذلك بشكل تفصيلي ناتج عن تجربة شخصية له، ويتألف الكتاب من ثمانية فصول.
اقتباسات من كتاب رحلتي من الشك الى الايمان
– لكل واحد رتبة واستحقاق ومقام ودرجة .. ولا يستوي اثنان . ولا يكون الانتقال من درجة إلى درجة إلا مقابل جهد وعمل واختبار وابتلاء .. ومن كان في الدنيا في أحط الدرجات من عمى البصيرة فسيكون حاله في الآخرة في أحط الدرجات أيضا .
– الله لا يلزم أحدا بخطيئة ولا يقهره على شر .. وإنما كل واحد يتصرف على وفاق طبيعته الداخلية فعله ه وذاته .. وليس في ذلك أي معنى من معاني الجبر .. لأن هذه الطبيعة الداخلية هي التي نسميها أحيانا الضمير وأحيانا السريرة وأحيانا الفؤاد ويسميها الله (( السر )) .
– إن الله أنزل الإنسان إلى الدنيا بفضول مفطور فيه .. ليتعرف على مجهولاتها ثم يتعرف على نفسه . ومن خلال إدراكه لنفسه يدرك ربه .. ويدرك مقام هذا الرب الجليل فيعبده ويحبه وبذلك يصبح أهلا لمحبته وعطائه .. ولهذا خلقنا الله .. وهذا الهدف النهائي .. ليحبنا ويعطينا .. وهو يعذبنا ليوقظنا من غفلتنا فنصبح أهلا لمحبته وعطائه .
– النظرة الضيقة المحدودة التي تتصور أن الدنيا كل شيء .. هي التي تؤدي على ضلال الفكر .. وهي التي تؤدي إلى الحيرة أمام العذاب والشر والألم
– إذا خفيت عنا الحكمة في العذاب أحيانا فلأننا لا ندرك كل شيء ولا نعرف كل شيء من القصة إلا تلك الرحلة المحدودة بين قوسين التي اسمها الدنيا .. أما ما قبل ذلك وما بعد ذلك فهو بالنسبة لنا غيب محجوب، ولذا يجب أن نصمت في احترام ولا نطلق الأحكام.
– حينما نطبع من الكتاب طبعة ثانية فإننا لا نطبع صفحة أو فصلا ، وإنما نطبعه كله في أصوله ليصدر ك له في أصوله . وهكذا يكون بعث الروح ككل بكل فصولها وأصولها كما تنبت البذرة من ظلام الأرض حاوية لكل إمكانيات الفروع والأوراق والثمار .
– العقل معذور في إسرافه إذ يرى نفسه واقفا على هرم هائل من المنجزات وإذ يرى نفسه مانحا للحضارة بما فيها من صناعة وكهرباء وصواريخ وطائرات وغواصات وإذ يرى نفسه قد اقتحم البر والبحر والجو والماء وما تحت الماء .. فتصور نفسه القادر على كل شيء وزج نفسه في كل شيء وأقام نفسه حاكم ا على ما يعلم وما لا يعلم
مقتطفات من كتاب رحلتي من الشك الى الايمان
– وأخطأ مرة ثالثة حينما تصور أنا الكيمياء والطبيعة والكهرباء علوم وأن الدين خرافة . ولوانه فكر قلي لا لأدرك أن الكيمياء والطبيعة والكهرباء هي في الواقع علوم جزئية تبحث في الجزيئات والعلاقات والمقادير والكميات .. وأن الدين علم كلي يبحث في الكليات .. بل هو منتهى العلم لأنه يبحث في البدايات الأولى للأشياء والنهايات المطلقة للأشياء ، والغايات النهائية للوجود ، والمعنى العالم للحياة والمغزى الكلي للألم.
– وأذكر في هذه المناسبة: النكتة التي رويت عن تشرشل حينما رأى شاهد مقبرة مكتوبا عليه: هنا يرقد الرجل الصادق، والسياسي العظيم” فقال ضاحكا: هذه أول مرّة أرى فيها رجلين يدفنان في تابوت واحد. فلم يكن من الممكن إطلاقا في نظر تشرشل أن يكون الرجل الصادق والسياسي العظيم رجلا واحداً… إذ أن أول مؤهلات العظمة السياسية في نظر تشرشل هو الكذب.
– الجاذبية غيبٌ لا أحد يعرف كنهها.. لم ير أحدٌ الأعمدة التي ترفع السماوات بما فيها من نجوم وكواكب. ونيوتن نفسه وهو صاحبُ النظرية يقول في خطاب إلى صديقه بنتلي:
“إنه لأمر غير مفهوم أن نجد مادة لا حياة فيها ولا إحساس تؤثر على مادة أخرى وتجذبها مع أنه لا توجد بينهما أي علاقة!” فها هي ذي نظرية علمية نتداولها ونؤمن بها ونعتبرها علمًا، وهي غيبٌ في غيب! ليس للعلم أن يحتجّ على الغيبيات بعد أن غرق حتى أذنيه في الغيبيات!.
– فليكن كل منا كما تملي عليه طبيعته ﻻ أكثر. وسوف تدله طبيعته على الحق. وسوف تهديه فطرته إلى الله بدون جهد. كن كما أنت. وسوف تهديك نفسك إلى الصراط.
– لا تنزل السكينة على القلب و لا تعمر الروح بالطمأنينة و الأمان إلا بوسيلة واحدة هي الاعتقاد بأن هناك إلها خلق الكون و أن هذا الإله عادل كامل .. وأنه هيأ الكون نواميس تحفظه وقدر فيه كل شيء لحكمة وسبب وأننا راجعون إليه . وأن آلامنا و عذابنا لن تذهب عبثا.