مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي العمري الشهير بمصطفى صادق الرافعي، ينتمي إلى مدرسة المحافظين الشعرية التي تتبع الشعر الكلاسيكي، وقد أطلق عليه لقب ” معجزة الأدب العربي ” .
الشاعر مصطفى صادق الرافعي
ولد الشاعر مصطفى صادق الرافعي في الأول من يناير عام 1880في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية إحدى محافظات مصر، وتوفى في العاشر من مايو عام 1937، وكان والده رئيس محكمة طنطا الشرعية، وقد كانت والدته سورية الأصل، وقد كتب الرافعي العديد من المؤلفات مثل : ديوان الرافعي المكون من ثلاثة أجزاء، وديوان النظرات، وتاريخ آداب العرب المكون من ثلاثة أجزاء، وحديث القمر في الأدب والإنشاء، وغيرهم .
أفضل قصائد الشاعر مصطفى صادق الرافعي
1- قصيدة مدادُكِ في ثغرِ الزمانِ رضابُ
مدادُكِ في ثغرِ الزمانِ رضابُ وخطكِ في كلتا يديهِ خضابُ
وكفُّكِ في مثلِ البدرِ قد لاحَ نصفهُ فلا بدعَ في أنّ اليراعَ شهابُ
كلحظكِ أو أمضى وإن كانَ آسيا جراحَ اللواتي ما لهنَّ قرابُ
يمجُّ كمثلِ الشهدِ مجتهُ نحلةٌ وإن لم يكن فيما يمجُّ شرابُ
ويكتبُ ما يحكي العيونَ ملاحةً وما السحرُ إلا مقلةٌ وكتابُ
فدونكِ عيني فاستمدي سوادها وهذا فؤادٌ طاهرٌ وشبابُ
أرى الكفَّ من فوقِ اليراعِ حمامةً وتحتَ جناحيها يطيرُ غرابُ
كأنَّ أديمَ الليل طرسٌ كتبتهِ وفيهِ تباشيرُ الصباحِ عتابُ
كأنَّ جبينَ الفجرِ كانَ صحيفة كأنَّ سطورَ الخطِّ فيهِ ضبابُ
كأنَّ وميضَ البرقِ معنىً قدحتهِ كأنَ التماعَ الأفقِ فيهِ صوابُ
كأنكِ إما تنظري في كتابةٍ ذكاءٌ وأوراقُ الكتابِ سحابُ
أراكِ ترجينَ الذي لستِ أهلهُ وما كلُّ علمٍ إبرةٌ وثيابُ
كفى الزهرَ ما تندَّى بهِ راحةُ الصبا وهل للندى بينَ السيولِ حسابُ
وما أحمقَ الشاةَ استغرتْ بظلفها إذا حسبتْ أنّ الشياهَ ذئابُ
فحسبكِ نبلاً قالة الناسِ أنجبتْ وحسبكِ فخراً أن يصونكِ بابُ
لكِ القلبُ من زوجٍ ووُلدٍ ووالدٍ وملكُ جميع العالمينَ رقابُ
ولم تخلقي إلا نعيماً لبائسٍ فمن ذا رأى أن النعيمَ عذابُ
دعي عنكِ قوماً زاحمتهم نساءُهم فكانوا كما حفَّ الشرابُ ذبابُ
تساووا فهذا بينهم مثلَ هذهِ وسيَانَ معنىً يافعٌ وكعابُ
وما عجبي أنَّ النساءَ ترجّلتْ ولكنَّ تأنيثَ الرجالِ عجابُ .
2- قصيدة يا ليتَ قلبي لم يُحبَّ ولم يَهِمْ
يا ليتَ قلبي لم يُحبَّ ولم يَهِمْ
بل ليتني ما كانَ لي أحبابُ
إني رأيتُ أخا الغرامِ كأنما
صبتْ عليهِ وحدهُ الأوصابُ
لكنَّ عينَ المرءِ مفتاحُ الهوى
فإذا رنا فتحتْ لهُ الأبوابُ
وإذا أرادَ اللهُ أمراً بامرئٍ
سدتْ عليهِ طريقَهُ الأسبابُ .
3- قصيدة لأمرٍ فيهِ يرتفعُ السحابُ
لأمرٍ فيهِ يرتفعُ السحابُ ولا يسمو إلى الأفقِ الترابُ
وما استوتِ النفوسُ بشكلِ جسمٍ وهل ينبيكَ بالسيفِ الترابُ
وما سيانَ في طمعٍ وحرصٍ إذا ما الكلبُ أشبههُ الذئابُ
رأيتُ الناسَ كالأجسادِ تعلو لعزتِها على القدمِ الرقابُ
فليسَ من العجيبِ سموُّ أنثى على رجلٍ تُرَجِّلُهُ الثيابُ
ولو نفساهما بدتا لعيني لما ميزتُ أيّهما الكعابُ
إنَّ لباطنِ الأشياءِ سرّاً بهِ قد أعجزَ الأسدَ الذئابُ
فيا لرجالِ قومي من شموسٍ إذا قُرِنوا بها انقشعَ الضبابُ
نساءٌ غيرَ أنَّ لهنَّ نفساً إذا همّتْ تسهلتِ الصعابُ
فإن تلقَى البحار تكنْ سفينا وإن تردِ السما فهي الشِّهابُ
ضعافٌ غيرَ أنَّ لهنَّ رأياً يسددهُ إلى القصدِ الصوابُ
وما من شيمةٍ إلا وفيها لهنَّ يدٌ محامدها خضابُ
وقومي مثلُ ما أدري وتدري فهمْ لسؤالِ شاعرهمْ جوابُ
رجالٌ غيرَ أنَّ لهمْ وجوهاً أحقُّ بها لعمرهمُ النّقابُ
غطارفةٌ إذا انتسبوا ولكن إذا عُدُّوا تصعلكَ الانتسابُ
جدودهمُ لهم في الناسِ مجدٌ وهمْ لجدودهمْ في الناسِ عابُ
ومن يقلِ الغرابُ ابنُ القماري يكذبهُ إذا نعبَ الغرابُ
عجيبٌ والعجائبُ بعدُ شتَّى بأنّا في الورى شيءٌ عجابُ
تقدمنا النسا ونفوسُ قومي من اللائي عليهنَّ الحجابُ
وما غيرُ النفوسِ هي البرايا وأنثاها أو الرجلِ الإهابُ .
4- قصيدة علمَ اللهُ أنني بكَ صبٌّ
علمَ اللهُ أنني بكَ صبٌّ ولذكرى حماكَ ما عشتُ أصبو
يا خليفَ الوفا أما ليَ عذرٌ يغفرُ الذنبَ إن يكنَ لي ذنبُ
قد سعوا بي إليكَ بالعيبِ فالعيبُ وما لي سوى المحبةِ عيبُ
وأرادوا أن يلزموا القلبَ صبراً لهم الويلُ هل لذي الحبِّ قلبُ
أتَخذت السحابَ داركَ في الجو فليست تجيئنا منكَ كُتْبُ
أم فما أوجبَ القطيعةَ والبغضا وقلبي كما عهدتَ محبُّ
لو سألتَ النسيمَ عني لأمسى بزفيري على حماكَ يَهِبُّ
أو أذنتَ السحابَ ان تذكرَ الدمعَ لباتتْ من الدموعِ تَصُبُّ
أو تعرضتَ للحمامِ بذكري طالَ منهُ على جفائكَ عتْبُ
سقمي قاتلي وأنتَ طبيبي ما لسقمي سوى رضائكَ طِبُّ .