حجاب بن نحيت [ 1944/1363 – 1439/ 2018] شاعر ومغني وملحن من أبناء القصيم، عاش حياة حافلة بالأعمال الغنائية والشعرية الرائعة تميز بين أبناء جيله بقدرته العجيبة على تصوير المواقف وتحويلها إلى شعر تشعر معه وكأنك داخل لوحة تعبيرية فنية متميزة، حتى أطلق عليه رائد الفن توفى رحمة الله عليه بعد أن ترك إرثًا ضخمًا من الأعمال الراقية والمتميزة لمحبيه في جميع أنحاء الوطن العربي.

نشأته وحياته

حجاب بن عبد الله بن عقاب بن نحيت المزيني السالمي الحربي، ولد في 26 أغسطس عام 1944 ميلادية، الموافق 1363 هجريًا، بمركز الفوارة غرب مدينة القصيم بالمملكة، وعندما بلغ خمسة عشرة عام من عمره، اتجه إلى أحد رواد الفن والشعر عبد الله بن نصار، وذلك بمدينة المقيبرة بالرياض، حتى يقوم عبد الله باختبار مدى موهبته الغنائية، وهناك تمكن حجاب من تسجيل أسطوانته الأولى، وقد حصل من تسجيله لتلك الأسطوانة على احدى عشرة ألف ريـال سعودي، حيث أن هذا المال كان يعد أكبر أجر تقاضاه فنان وقتها.

حجاب بن نحيت رائد الفن

مارس حجاب بن نحيت الغناء في بداية عام 1380هجريا، أي في الستينات الميلادية، وكان يمتلك العديد من المواهب الأخرى غير الغناء كالشعر والتلحين، ومن أكثر المواهب التي كان أشد براعة فيها هما موهبتي الفن الشعبي والشعر، وقد اشتهر شعره باحتوائه على نوع من التوظيف المثالي للحوار، مما يجعل من يستمع إلى القصيدة أو يقوم بقراءتها يشعر بأن الكلمات قد تحولت إلى صور تروي الكثير من الأحداث المشوقة.

ولذلك فقد اشتهر بتقديمه للفن الشعبي داخل مدينة نجد في عام 1380 هجريًا، وقد قام بغناء الكثير من القصائد الوطنية التي قام بكتابتها، وكذلك قصائده العاطفية، وقد تم تعبئة تلك الأعمال داخل مجموعة من الأسطوانات التي ذاع صيتها في فترة السبعينات والثمانينات، والتي قد وصل عددها إلى مئة وعشرون قصيدة تقريبًا، منها قصيدة وما ريد إلا سعودية، وقصيدة بالله يا اهل العيادة، وقصيدة طرقت باب الهوى، وغيرها، وأغلب تلك الأغنيات هو من قام بتلحينها وليس كتابتها فقط، وقد اطلق عليه اسم رائد الفن.

اعتزاله الفن

في عام 1390 هجريًا قرر حجاب بن نحيت اعتزال الحياة الفنية، واتجه لممارسة العمل الاجتماعي، وابتعد تمامًا عن كل ما يخص الفن من تلحين وغناء وكتابة شعر وغيرها، كما قام بسحب أعماله من الأسواق، ولكنه قام البعض من محبي فنه الراقي بنشر أعماله عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي كنوع من التقدير لفنه وشعره.

حجاب يرثي نفسه

 وبعد اختفائه لسنوات طويلة عن الأنظار، يعود حجاب فجأة ليكون سبب في إسقاط دموع الكثير من محبيه، وذلك من خلال قصيدة رثاء، كان يقوم من خلالها برثاء نفسه، تصور فيها أن الرجال يقومون بحمله متجهين إلى قبره، و يصف نفسه وهو داخل القبر ليس له حيلة ولا يمكنه تحريك جسده البالي، وقد اتبع في تلك القصيدة طريقة القصيبي، حيث أنه وجه تلك القصيدة إلى احدى بناته، في إحساس يجعل المتلقي يدخل في حالة من الحزن الشديد والبكاء الغير منقطع، بسبب أسلوبه الرائع والمميز الذي لم يفارقه حتى في آخر قصائده.

وفاته ووصيته

كتب حجاب قصيدة الرثاء تلك قبل أن يفارق الحياة بثمانية أعوام، وقد أوصى بتغيير اسمه عند وفاته، وطلب من المقربين إليه أن يكتبوا، على قبره اسم عبد الغفور بدلا من حجاب، وهذا من شدة طمعه في إرضاء ربه والفوز بمغفرته، وقد توفى الشاعر القدير حجاب بن نحيت في يوم الأحد 26 من شهر أغسطس، عام 2018 ميلادية، عن عمر أربعة وسبعون عام، بعد أن فاجئه المرض، الذي لم يستمر طويلا، وسرعان ما توفى رحمة الله عليه حتى أنه قيل أنه قبل وفاته كان مشتاق للقاء ربه، غير مهتم بالحياة ولا بملذاتها، وإنما كل ما كان يسعى إليه خاصةً في آخر أعوامه هو الفوز برضاء ربه والجنة.