يرتكب المسلم في حياته العديد من الأخطاء والمعاصي التي تُغضب الله سبحانه وتعالى، ولكنه بعد فترة من الوقت يعترف بذنوبه وخطاياه ويبحث بشدة لمعرفة الطرق لرضا الله سبحانه وتعالى عنه، فيلجأ الفرد إلى الاستغفار، ذلك لأن الاستغفار له تأثير كبير في تغيير حياة المسلم، ويجعل الفرد قريب من الله عز وجل، ولأهمية الاستغفار في حياة المسلم أوصى به الرسول صلّ الله عليه وسلم حين قال ” يا أيها الناس استغفروا الله وتوبوا إليه فإنّي أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة.

كيف يتم الاستغفار

يتم الاستغفار بالتلفظ بعدة عبارات خاصة توجه إلى الله عز وجل، ومن بينها استغفر الله العظيم أو دعاء سيد الاستغفار ” اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت”.

 أهمية وفوائد الاستغفار في حياة المسلم

ـ للاستغفار في حياة المسلم أهمية كبرى، وأهمها أنه يشعره بالطمأنينة والراحة النفسية، ويجعل المسلم يشعر بانشراح صدره وتيسير أموره، حيث قال الله سبحانه وتعالى ” اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً”.

ـ يسبب الاستغفار الاتساع والزيادة في الرزق، ويُزيد من الذرية الصالحة.

ـ يتقبل الله سبحانه وتعالى دعوة المستغفر ويستجيب له.

ـ يزيد الاستغفار من السرور والفرح في المنزل، كما أنه له دور إيجابيًا في إزالة الهموم وحل المشاكل مهما صعب حلها.

ـ يعمل على استبدال السيئات بالحسنات.

ـ الاستغفار هو سببًا لدخول المسلم إلى الجنة، فهو يُهذب النفس ويجعل الفرد يستشعر بالخالق بجميع ما يقوم به من أقوال وأفعال.

ـ يشغل الاستغفار المسلم عن الغيبة والنميمة والباطل.

ـ ينزل المطر من السماء، حيث أن الكثير من الدول تُعاني من قلة الماء، وتستعين بالاستغفار ليُرسل الله عليه المطر، فقال الله سبحانه وتعالى ” اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً”.

كيف يداوم المسلم على الاستغفار

يمكن للمسلم المداومة على الاستغفار عن طريق :

ـ جعل الاستغفار من أول الأمور التي يفعلها عند الاستيقاظ من النوم، ذلك لأنه مع الوقت سيصبح روتين بالنسبة له لا يمكن نسيانه.

ـ تحديد ساعة معينة أثناء فترات النهار للاستغفار، وعليه أن يضبط المنبه على تلك الساعة كي لا ينسى، فعندما يسمع صوت المنبه يبدأ في الاستغفار وذكر الله سبحانه وتعالى.

ـ إعطاء النفس وقت للتفرغ بكتابة مجموعة من أقوال الاستغفار في عدة أوراق، وإلصاقها على جدران المنزل والعمل، ذلك لأنه في كل مرة ينظر إليها المسلم يقرؤها ويستغفر الخالق، وتكون تلك الوسيلة وسيلة هامة للحصول على أجرين وليس أجر واحد، وهما أجر لكتابها، وأجر عندما يقرؤها هو أو غيره.

ـ تحديد بعض أقوال الاستغفار والمواظبة عليها بعد كل صلاة.

كيف كان استغفار الرسل

استخدم الأنبياء والرسل الاستغفار كوسيلة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، والدعوة بهداية أقوامهم، ومن بين هؤلاء الرسل :

ـ سيدنا موسى عليه السلام، وذلك عندما دعا الله أن يغفر له عندما قتل رجلًا من الأقباط، وجاء ذلك في القرآن الكريم، “قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”.

ـ سيدنا نوح عليه السلام.

ـ سيدنا آدم عليه السلام.

ـ سيدنا شعيب عليه السلام.

أثر الاستغفار في الحياة

تتعدد عجائب الاستغفار في الحياة فهو من الأمور التي يجب على المسلم أن يُشغل بها لسانه، لما له من فوائد كبيرة لا تُعد ولا تحصى، حيث أن المستغفر يُطبق ما أمر به الله سبحانه وتعالى ويقتدي بسنة الرسول صلّ الله عليه وسلم، ويحصل على المتاع الحسن ورغد العيش في الدنيا ويوم القيامة، ويفتح الله له أبواب الرزق.