تعد نظرية الإنفجار العظيم من النظريات الهامة التي أكد عليها الفيزيائيون بأنها من النظريات الحقيقية، كما أنها تعتبر من النظريات التي تفسر الكثير من الظواهر الواقعية التي ترتبط ببعض الحقائق الكونية، وتعتبر أيضًا من أكثر النظريات التي تفسر نشأة الكون بطريقة واضحة، ولقد لقت تأييد كبير من جانب بعض المجموعات الدينية في حين نجد أن البعض الأخر رفض هذه النظرية أو تجاهلها بشكل كلي، وسنتعرف من خلال المقال على أهم المعلومات على نظرية الإنفجار العظيم في الدين الإسلامي وسوف نتعرف بالتفصيل أيضًا على نشأتها ومراحل تطورها بالتفصيل.
نبذة بسيطة عن نظرية الانفجار العظيم في الاسلام
تعتبر من النظريات العلمية التي يتوقف درجة قبول هذه النظرية أو رفضها على الأرصاد، ولقد ارتبطت تلك النظرية وفق رؤية الكثير من علماء الدين والفيزيائيين بأنها تعد من الدلالات على الألوهية، ومن الملاحظ أن نظرية الإنفجار العظيم لا تقف فقط عند حدود تشكل الكون باعتباره مفهوم نظري، ولكن تقوم على سياق معرفي واضح يرتبط بوجود الإنسان بهذا الكون، وأما فيما يتعلق بأصحاب نظرية الخلق المستمر ووفق رؤية الفلاسفة الماديين بأن الكون يعتبر شيء أزلى واعتمدوا في هذا التفسير على منطق الفلسفة.
ومن الجدير ذكره أن فكرة تلك النظرية تقوم أيضًا على أن الكون كان مضغوط بشكل كبير وذات حجم صغير لا يتجاوز حجم قبضة اليد، وأما عن قوة الجاذبية فهي توجد بين أجزاء الكون بصورة مخفية، ولقد انتشر مصطلح نظرية الانفجار العظيم بشكل كبير بين علماء الفيزياء الفلكية، وزاد شهرته بطريقة كبيرة في عام 2007، حينما تم عرض المسلسل الكوميدي على قناة سي بي إس القناة الأمريكية والذي يحمل هذا المسلسل نفس اسم النظرية، ومن الملاحظ أن أحداث المسلسل تدور حول الحياة الجامعية لمجموعة كبيرة من الباحثين المهتمين بعلم الفيزياء.
مضمون نظرية الإنفجار العظيم في الاسلام
تقدم نظرية الإنفجار العظيم شرح كامل لمجموعة كبيرة من الظواهر المرئية المختلفة، والتي تشمل العناصر الخفيفة والخلفية الإشعاعية للكون كله، ويتم استخدام القوانين الفيزيائية من أجل التعرف على خصائص الكون المختلفة والتي تشمل الكثافة ودرجة الحرارة في الماضي، ونلاحظ أن هذه النظرية لا تقدم شرح تفصيلي للحالة الأولية للكون بل تقوم بتفسير التطور بشكل عام في الكون.
نشأة نظرية الإنفجار العظيم
يرجع نشأة هذه النظرية للكاهن الكاثوليكي وكذلك العالم البلجيكي جورج لومتر الفرضية التي صارت بعد ذلك نظرية الإنفجار العظيم بعام 1927، ولقد قام الإطار العام لنموذج هذه النظرية على نظرية النسبية العامة لأينشتاين، كما قامت أيضًا على تبسيط مجموعة كبيرة من الفرضيات المختلفة والتي تتمثل في تجانس نظم وتوحد جميع خواص الفضاء المختلفة، ولقد قام العالم ألكسندر فريدمان بصياغة مجموعة كبيرة من المعادلات الرئيسية المختلفة لهذه النظرية، وفي خلال عام 1964 اكتشف كل من العالم بانزياس وويلسون موجات راديو تنبعث من جميع أجزاء الكون له، وخلال عام 1986 قامت المحطات الفضائية السوفياتية بإرسال الكثير من المعلومات التي تؤيد نظرية الإنفجار العظيم.
التتبع الزمني لنظرية الإنفجار العظيم
لقد كان الكون في الماضي في حالة شديدة من الكثافة والحرارة، ويقصد بالتفرد هو تعطل تطبيق النسبية العامة وبالتالي يصعب متابعة حالة التفرد، وفي بعض الأوقات يطلق عليه اسم ” الإنفجار العظيم”، ولكن في الواقع نلاحظ أن هذا المصطلح يشير للحالة الأولى التي كانت تعد أكثر حرارة وكثافة والتي تعد هي لحظة ميلاد الكون كله، ومن خلال قياسات التمدد وقياسات التقلبات الحرارية في الخلفية الإشعاعية للكون وكذلك قياسات الإرتباط بين المجرات المختلفة، أصبح من السهل حساب عمر الكون كله وتقديره بحوالي 13.798 ± 0.037 مليار سنة.
تطور نظرية الإنفجار العظيم
من الجدير ذكره أن نظرية الإنفجار العظيم تطورت عن طريق رصد بنية الكون وكذلك الأبحاث النظرية المختلفة، ففي خلال عام 1912 قام العالم فيستو سليفر للمرة الأولى بقياس تأثير السديم الحلزوني وهذا ما كان يطلق على المجرات الحلزونية، وسرعان ما تم إكتشاف أن جميع هذه السدم كان مقتصرة فقط على الأرض ، وعقب مرور عشر سنوات اكتشف عالم الكون الفيزيائي الروسي ألكسندر فريديمانن الكثير من المعادلات، والتي تبين وتعكس أن الكون يتمدد وبالتالي فهذه النظريات تعارض بالتأكيد نموذج الكون الساكن التي كان العالم أينشتاين يؤيد هذه النظرية.
وفي خلال عام 1924 وضح قياس إدوين هابل مسافة قريبة للسدم الحلزونية، وأكد على أن هذه النظم تعتبر مجرات أخرى وبشكل مستقل، كما استنتج الكاهن الكاثوليكي جورج لوميتر في عام 1927 الكثير من معادلات فريدمان، واستنتج أن انحسار السدم يوضح تمدد الكون، وفي عام 1931 أرجع العالم لوميتر أن هذا السدم ربما يكون هو السبب الأساسي في تمدد الكون بصورة واضحة.