الاتصال الإقناعي هو عبارة عملية يتم من خلالها تغيير السلوكيات وتعديلها ، حيث يتم الارتكاز على استمالة الفرد عاطفيا وعقليا لتعديل بعض سلوكياته ، وللاتصال الإقناعي ثلاثة أنواع؛ تتضمن عملية الاتصال الإقناعي الإقناع وعملية تدعيم الاستجابات ، وكذلك الإقناع وعملية تغيير الاستجابات .
الاتصال الإقناعي
من خلال بعض التعريفات المتعلقة بالتعديلات السلوكية الناتجة عن عملية الاتصال الإقناعي تم الاستدلال على أن العمليات الإقناعية يمكن تطبيقها في بعض المواقف والتي تستدعي تعديلات في السلوك لدى الفرد المستهدف ، ويتم ذلك عن طريق تلقيه معاملات رمزية/ رسائل بنوع من الإجبار ولكن يُشترط أن يكون الإجبار بشكل غير مباشر للتحكم بسلوكيات الفرد؛ تعبر أيضا عملية الإقناع عن تخلي الفرد عن بعض سلوكياته واستبدالها بأخرى ، وتم تحديد أنواع التعديلات السلوكية الناتجة عن عملية الاتصال الإقناعي إذ تقتصر على ثلاثة أنواع فقط .
الإقناع وعملية تكوين الاستجابات
لا يمكن تحديد استجابات واضحة لمنبهات معينة لدى الأفراد ، ولكن تعتبر عملية الإقناع شكلا من أشكال الاستجابات لبعض المنبهات ، إذ يتم التعبير عن عملية الإقناع عند تعامل الأفراد مع أشخاص ذوي خبرات سابقة بمجالات حياتية معينة ، وأيضا عند ظهور منبهات جديدة على الفرد ببيئته المحيطة .
مثال لتوضيح الإقناع وعملية تكوين الاستجابات
عند ولادة الطفل وببداية حياته الدنيوية ، يتم تعليمه وتنشئته اجتماعيا وفكريا وأخلاقيا عن طريق تأثير من حوله به ، وتعديل سلوكياته وتغييرها دائما للأفضل ، حيث يتعلم الطفل الكثير عن بيئته وما حولها من الأشخاص الذين يؤثرون فيه بداية من والديه وإخوته بالمنزل وحتى مدرسيه بالمدرسة ، وفي معظم الحالات يتم تنبيه الطفل للاستجابة لبعض السلوكيات عن طريق عملية الإقناع .
أنواع الاتصال الإقناعي
الإقناع وعملية تدعيم الاستجابات
بأحد أنواع الاتصال الإقناعي يكون الهدف الأساسي هو تدعيم الاستجابات التي تلقاها الأفراد وهذه العملية تزيد من مقاومة الأفراد لتغيير استجاباتهم وسلوكياتهم؛ ومن هنا يتضح أن وظيفة الإقناع المعتمدة على تدعيم الاستجابات بغاية اليسر مقارنة بالنوعية المعتمدة على تغيير الاستجابات ، وبالنسبة لعملية تدعيم الاستجابات لدى الأفراد فيرى البعض أنه لا أهمية لوجد مصداقية بالمصدر ولا تأثير له من الأساس مقارنة بعملية تكوين الاستجابات وتعديل السلوكيات ، ولكن يرى البعض أن لمصداقية المصدر دور فعال وبغاية الأهمية إذ يتيح لعملية تدعيم الاستجابات النجاح بالمهمة وتحقيق الأهداف المرجوة منها .
الإقناع وعملية تغيير الاستجابات
إن عملية الإقناع يتم النظر إليها على أنها عملية تغيير في الاستجابة ، فبضرب مثلا بسيطا على ذلك ، نجد أن المدخنين يتم إقناعهم بتغيير استجابتهم والتخلي والإقلاع عن التدخين؛ لقد أجمع الكثيرون حول أنسب التعريفات المناسبة والملائمة لعملية الإقناع وتوصلوا في النهاية إلى أن عملية الإقناع ما هي إلا عملية تغيير في الاستجابات لدى الأفراد ، وهناك بعض المصطلحات التي يتم من خلالها إعطاء أقرب صورة للإقناع وهي يُعدل ويؤثر؛ توجد عدة ظواهر لها صلة وثيقة بعملية الاتصال الإقناعي
حدوث تغيير طفيف على الاتجاه
إن من أكثر الأمور انتشارا زيادة نسبة حدوث تغيير طفيف على الاتجاه وبخاصة للأفراد المتعرضون دائما لوسائل الإعلام بأشكالها المتعددة؛ ومن المسلم به أن معظم الناس قابلين للتغيير بشكل بسيط وليس للتغيير الكلي أو الجذري ، وفي حالة حدوث تغيير طفيف على الاتجاه وعدم حدوث تحول لدى بعض الأفراد فيرجع ذلك إلى تأثير بعض الأفراد الآخرين عليهم بأفكار وكيفيات متعارضة ، وهؤلاء الأفراد يكونون أقل عرضة للتحول من آخرين .
مقاومة الاتجاهات المتصلة بالذات للتغيير
هناك قاعدة بغاية الأهمية وهي أنه كلما زادت أهمية الموضوع كلما قلت قدرة وسائل الإعلام على التأثير فيه ، ومراعاة إلى الفكر الذاتي لدى الأفراد وتصوراتهم الخاصة للمواضيع المختلفة بالإضافة إلى التوازن النفسي نجد أنه من الصعب على وسائل الإعلام تحويل اتجاهاتهم ، وقد ثبت بالحقائق العلمية وبالدلائل أنه الاتجاهات المتصلة بالذات تقاوم كل أشكال التحول .