تم خوض الكثير من الحروب من أجل الدفاع عن الأرض، وكثيرا ما شن آخرون الحروب من أجل النفط، وهناك من يشن الحروب من أجل الدفاع عن بعض المبادئ مثل الحرية، ولكن من أغرب أنواع الحروب تلك التي حدثت في القرن الرابع عشر واستمرت نحو اثنى عشر عام بين مدن شمال إيطاليا بين مودينا وبولونيا وكانت الحرب من أجل سرقة دلو خشبي.

قصة حرب الدلو الخشبي بين مودينا و بولونيا :
– اندلع الصراع المعروف باسم حرب الدلو الخشبي في عام 1325، بعد اندفاع مجموعة من الجنود المودنيين إلى مدينة بولونيا التي كانت بينهما صراعات سياسية منذ القرن الثاني عشر الميلادي، حيث قام الجنود بسرقة دلو خشبي من خشب البلوط، وكان لهذا الدلو مكانة خاصة لأهل مدينة بولونيا وبالإضافة لشعورهم بالإهانة بسبب أخذ الجنود الدلو الخشبي إلى مدينة مودينا مما تسبب في اندلاع الحرب المعروفة باسم حرب الدلو الخشبي.

– سار جيش بولونيا إلى مدينة مودينا لاستعادة الدلو وبعض من الكرامة والفخر، كان النزاع المحتمل بين الفصيلين التي بينهما الخلاف السياسي العتيق في شمال إيطاليا وهما غويلف والغيبلين، حيث كانت المجموعتان على صراع كبير على السلطة بين الفاتيكان والإمبراطورية الرومانية المقدسة من أجل السيطرة السياسية على أوروبا في العصور الوسطى، وقد استمر هذا الصراع لسنوات، وكجزء من هذا الصراع الدائم كان المودنيون الذين يدعمون الغيبلين يفتعلون المشاكل مع البولونيين المدعومين للغويلف، وكانت سرقة الدلو الخشبي هي القشة الأخيرة التي تسببت في قيام الحرب.

– لقد توافد أكثر من 30،000 من جنود المشاة و 2،000 من المحاربين من بولونيا للمشاركة في القتال القادم، ولم يكن البابا يوحنا الثاني والعشرين بنفسه الذي يسيطر على الجيش، حيث كان من الصعب تخيل البابا على رأس جيش ولم يكن من المألوف للباباوات في العصور الوسطى أن يقودوا الجيوش.

– وقد خرج من مودينا قوة أقل بكثير من جنود بولونيا، حيث خرج للمشاركة في الحرب حوالي 5،000 رجل فقط من الجنود المشاة وحوالي 2000 من الفرسان، والتقى الجيشان في وقت متأخر بعد ظهر يوم 15 نوفمبر بالقرب من مدينة زابولينو بإيطاليا، وعلى الرغم من أن عدد الجنود البولونيين كان يفوق عدد مودينا بنسبة ستة إلى واحد، فإن الجيش مودينا هزم الغويلفيين في حوالي ساعتين، وانسحب البولونيون في الإذلال وسعى المودنيون في اذلال الاعداء المهزومين بتتبعهم إلى بوابات مدينة العدو والسخرية منهم.

– ويمثل هذا الصراع الذي يعتبر من أكبر المعارك في العصور الوسطى نكسة سياسية للغويلف، وتشير بعض الروايات إلى أن الحرب لم تكن في الواقع تدور حول ذلك الدلو الخشبي، ولكنها كانت تمثل ذروة الاستياء الذي طال لمده طويلة بين كل من الفصيلتين، وفي النهاية ظل الدلو مجرد كأس تذكاري للجنود المودنيون بعد المعركة، ولم تستطع مدينة بولونيا استعادة الدلو الخشبي وظل ذلك الدلو حتى يومنا هذا في مدينة مودينا .

الوسوم
قصص حروب