شريف بقنه الشهراني هو شاعر و ومترجم وطبيب وجراح، ولد في مدينة خميس مشيط في الخامس والعشرين من ديسمبر عام 1980، وقد نشرت أشعاره في عدد كبير من الصحف والمجلات المحلية والعربية، وشارك في العديد من الأمسيات الشعرية .
الشاعر شريف بقنه الشهراني
تخرج شريف بقنه بحصوله على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة الملك خالد بأبها عام 2005، ويعمل كطبيب مقيم في مستشفى البورد السعودي للباطنة في مستشفيات القوات المسلحة، وله العديد من الأعمال التي نشرت في المجلات المحلية والعربية، وشارك في العديد من الأمسيات الشعرية والحوارات الأدبية والثقافية، وله عدد من الكتب المنشورة مثل : مجموعة مقتطفات الرنين وهو كتاب شعر نشرته المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت عام 2004، ومجموعة مدن العزلة، وهو كتاب شعر أيضا، نشرته المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت عام 2007، وكتاب مختارات من الشعر الأمريكي، الذي قام الشهراني بترجمته، ونشرته دار الغاوون في بيروت عام 2011 .
أفضل قصائد الشاعر شريف بقنه الشهراني
1- قصيدة ثقب كوني
أحتاج لبنج في مسدس ماكر
أحمله في جيبي وأضغط على زناده متى ما أردت
أخون كل شيءٍ و أتذكر النسيان
أصحو في الأحلام و أنفض رماد الأيام
وأسافر سدىً عبر شرخٍ في السماء
في زمرد التشرد
أسقط في ثقبٍ كوني
فما أروع الضياع على طريقة الكون
أحتاج للحظاتٍ ( خارج النص )
ارتجال ينسف كل المواعيد المكررة
لربما أعود بعد ذلك طفلاً من جديد
بتلك الطاقة القصوى من الدهشة
لربما أعود و قد تبخرت
جميع الكتب التي كتبتها البشرية
ولنبدأ العالم حينها من جديد
وندمن أفيون المعرفة مرةً أخرى
علنا نصل لنتيجةٍ أقل ندمٍ .
2- قصيدة أشعار التالف
لم يبقْ في المدينة
سوى الهواء
وأنا ..
مغموراً
أفتش عن جدوى
وأهلوس نوباتٍ
تحاصرُني
رغاءُ البعير
ينفض حنجرة القيظ
ما أنحلني لا أبصق
إلا تبغاً
من ذا لئيم يلقمني
زائغته
ماذا عن تعليق
المعرفة
تعطيلها
فلم يعد أمامنا
غير كل شيء
النوم
تلك الخيانة الرائعة .
3- قصيدة كسارة البندق
أقسم أنني انشطرت
سحقت ما بين سماءين
فِضّة منثورة
في فلوات الخواء
من ذا برهان ليبدأ
فما أنا سوى جسر المرور
أتجاسرُ أو لا أتجاسرُ .. من ذا
كَريماً يشحذ الشفير
لـمِنجَل يجزّ أعناق الخلائق
فلا تُسفَكُ غير رأسي
تتدحّرج على قارعةِ الطريق
ككُرة قدمٍ ركلَها طفلٌ أحمَق
قد يكون أنّ السماء تنتحب
كلّ حين حزناً على البشر
تصرخ وتُجَن ثم تنهدرُ باكية
أهكذا يكونُ المطر
بماذا تحلُم كلّ ليلة
أيها العظيم
وكم جنازة يدخّن رأسك
في اليوم
وكم مرّة غدرت بنفسك
وكل شيء حولك
نُسِفْت عن بَكْرة أبيك
ثم عزفت مسعوراً
فوق أطلال رفاتك
مضغت روحك تخليصاً لآلام
غُلّقت محابسها خلف النجوم
أيّها العدمي
إنّني أهيم بك .
4- قصيدة سونيته الشاعر
أمِيرٌ نَقي يصطفلُ بين مَرايا مَنْسكه
إيثار من يَكتفي بذاتِه مركزاً للكوْن
كان في صِباه قد خرَجَ مَسْلولاً يقاتلُ
الأبديّة ولَمْ يعُد إلى داره من حينِها
شقاءُه القَهْري كلما انحسر في سويداء
قلْبه يشعُر برغبةٍ عارمة لاجتياح الفضاء
صَمْتُ هذا الكون الرّائع يفزعُه
وتكرار الحياة اليوْميّة لا يَعْني بالنّسبة إليهِ
نجاحه في البَقاء وإنّما نجاح الحَياة ذاتها
كآلةٍ متفوّقة تبطش بالجميع كلّ صباح
على قلقٍ وجوديّ لا تكفيه ساعات
المساءِ وقد أقسم بأن لا يرى الصباح
وجهُهُ تبـاريحُ الغِواية تظنّه محارباً قديماً
لا يبرح سُرّة اللّيل قائماً يحرثُ قبرَه ميلاداً
في كل سَطْر يكتبُه بالمـاءِ والنّار
يَنْتشرُ يرتجفُ مُمغنِطاً سنابكَ القصيدةَ
ثم يجتمع و يرحل تظل الورقة
تغرقُ بألـف كُرةٍ أرضيّة تلك التي كانت
قديماً تـدورُ وتحلُمُ أغنياتٍ مـتألّقة حتّى
المَساء، لكنّ الأغنيات استقالَت
لأنها أصيبت بالدوار
الشّاعرُ لا يترفّعُ باللّغة لكنه يشعلُها
وينفضُ الرّمادَ عن أبيات قصيدةٍ تحترقُ
فتائلها و تنتهي بالقضاء على ذاتها،
ولن يكتبَ مرثية ً للدّخان .
5- قصيدة مدن العزلة
المدينَة أفضلُ حالات
الهَوَس البشري
حيث قتلَتْنا الأصنام
الشّعر
مالَم يتفق عليه
ولا يصلُح إلا طالحاً
العُزْلة
نجْمةٌ وحيدةٌ جداً
في علياء مَجْدها
كبرياءُ البقاء وحيداً
الأرْض
لَها جَسَدي
أما روحي
فلا سَمَاء تحبسُها
مدن تَخطّفتها مدن
والأقدارُ تحملُنا أياماً مؤجّلة
في أدنى الأرضِ
نَنبتُ قـَش الرعاع
أقْفرَ حَمْأة الشّمس
وظلالُنا
ظلالُنا تحتالُ لقاءاتٍ
لعَنت وداعاتها
المتكررة
ضوءٌ خَبيبٌ ضَعيفٌ
عُزْلتي
قُمْتُ لأكبس مفتاحَ الإنارة
فانطفأت الغرفة .