قامت الشريعة الاسلامية بتوضيح الكثير من الأحكام والقواعد المتعلقة بـ المرأة المسلمة، والكثير من الأمور الخاصة بها من لباس وزينة، وقد اختلف الكثير من العلماء في ضوابط الحجاب وحول ما إذا كان الوجه والكفين يدخلان في وجوب الستر مثل باقي الجسم أم لا،  ويعتبر النقاب من الأمور التي تثير الكثير من التسائلات حول هل النقاب فرض أم لا.

ما هو النقاب

يعرف النقاب في اللغة العربية على أنه الحجاب أو القناع أو الخمار، وقال ابن فارس : النِّقاب هو القناع على مارن الأنف، وجمع نقاب نُقُب، ويتم تعريف النقاب على أنه نوع من الحجاب الشرعي ولكنه يزداد في أن تقوم المرأة بتغطية الوجه، وله نفس أحكام الحجاب الذي أصله في اللغة الستر حيث قال تعالى (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَ).

ويتم تعريف النّقاب عند الكثير من الفقهاء على أنه نوع من اللباس الذي تقوم المرأة بالتنتقب به، حيث تقوم بتغطية الوجه به، والفرق بين النقاب والحِجاب أن النقاب يغطي وجه المرأة فقط، أما الحِجاب فهو غطاء يعمل على ستر المرأة.

حكم ارتداء النقاب

اختلف علماء الفقه في ما بينهم في حكم ارتداء النقاب، فقد أوجب الإمام أحمد والصحيح من مذهب الامام الشافعي أن ارتداء النقاب واجب، وأوجبه علماء الحنفية والمالكية في حالة خوف المرأة من الفتنة بسبب جمالها وحسنها الشديد، وعند الامام أبو حنيفة والامام مالك فإنه من المستحب ولكنه ليس بواجب، وكان الدليل على وجوب تغطية الوجه والكفين أو ارتداء النقاب هو قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ).

هل النقاب فرض  أم لا

يتسائل الكثير من الاشخاص حول ما إذا كان النقاب فرض أم لا، وقد اختلف علماء الفقه في هل النقاب فرض أم لا فمنهم من أشار بوجوب ارتدائه، ومنهم من أشار إلى أن النقاب ما هو إلا سنة للمرأة الحق في اختيار ارتدائه أم لا، وذلك جسب قول الرسول صلى الله عليه وسلّم لـ أسماءَ بنتِ أبي بكر عندما دخلت عليه بثيابٍ رقيقةٍ تكشف ما يجب ستره من جسدها، فقال لها : (يا أسماءُ إن المرأةَ إذا بلغتِ المَحِيضَ، لم يَصْلُحْ أن يُرَى منها إلا هذا وهذا)، وأشار إلى وجهه وكفَيه.

وهناك من قال بأنه فرض على الشابات الفاتيات اللاتي يثرن الفتنة ولكن في غير ذلك فلا يكون النقاب واجباً، حيث رأي الإمام مالك والإمام أبي حنيفة عدم إلزام المرأة بارتداء النقاب، إلا أنّهما قالو أنه فرض في حالى  الخوف عليها من الفتنة وخوفا من انتشار الفساد والفتن بين الناس .

ويعود الاختلاف حول ما اذا كان النقاب فرض أم لا هو  تحديد ما هي عورات النساء، فهناك بعض من الفقهاء أن وجه المرأة عورة هي وكفيها مثل باقي الجسد وأنه يجب عليها تخطيتهم  وبالتالي يكون النقاب فرض، وقد قال عن ذلك الإمام أحمد بن حنبل وعبد الله بن مسعودٍ وبعض الفقهاء المعاصرين : أنَّ الوجه والكفّين عورة وأن النقاب واجب في حقِ المرأة.

وبعض الفقهاء يرون أن  جسد المرأة عورة ويجب تغطيته ما عدا الوجه والكفَّين ويجوز كشفهما، وبالتالي فإنهم يرون أن النقاب ليس بفرض، حيث قام البعض بتفسير قول الله تعالى (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) أن الزينة المسموح بها للمرة هي لمنطقة الظاهرة وهي الوجه والكفين، وقد قال ابن عباس في ذلك : الخاتم والكحل، وذلك يدل على انه يجوز كشف  الوجه والكفين.