ما هو الغرور : هو أحد الصفات السيئة الذى نهى عنها الله سبحانه وتعالى، وهو لفظ يعني الشعور بالعظمة والاعجاب بالذات والشعور بالكمال، وهو أحد الامراض الانسانية التي يعاني منها عدد كبير من البشر حيث لا يرى في الكون سوى نفسه ولا يهتم سوى بمصلحته ولا يهمه سوى تحقيق رغباته ويتعامل مع الآخرين بالأنانية المفرطة وعدم احترام الاخرين وانتظار العطاء من الآخرين.

ومن علامات الغرور عدم احترام الآخرين وعدم الاهتمام آرائهم، ورفض الاعتراف بالخطأ ومقاطعة الآخرين بالحديث، وعدم الاكتراث بقدرات الآخرين محاولة لفت انتباه الآخرين، ومحاولة إظهار السحر والجاذبية للفت الانتباه والهوس بالاهتمام بالمظهر.

وقد ظهر لفظ الغرور عدة مرات في القرآن الكريم حيث قال الله تعالى في سورة لقمان ( فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الغَرُورُ)، وقال تعالى بسورة الانفطار (ما غرك بربك الكريم)، وقال تعالى في سورة آل عمران (وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)

ما هو الكبر : هو الشعور بالعظمة والتجبر واستصغار الآخرين، حيث يرى المتكبر أنه أكبر من الجميع وافضل منهم، وقد عرف الرسول صلى الله عليه وسلم الكبر بقوله تعالى : الكبر بطر الحق، وغمط الناس، وقد قال الجاحظ: الكبر هو استعظام الإنسان نفسه، واستحسان ما فيه من الفضائل، والاستهانة بالنّاس، واستصغارهم، والتّرفّع على من يجب التّواضع له، وقد قال الزئَبيدي عن الكبر أنه : حالةٌ يتخصَّص بها الإنسان من إعجابه بنفسه، وأن يرى نفسَه أَكْبَر من غيره.

وقد عرف الكبر بأنه اعجاب الشخص بنفسه مما يؤدي إلى احتقار الأخرين والترفع عليهم، ومن أسباب الكبر الإعجاب بالنفس والغرور، فإذا تم إهمال هذا ولم يتم علاجها فإنها تتحول إلى كبر، ومن أسباب الكبر هو الكبر بالعلم والكبر بالجمال أو المال أو الحسب والنسب والتكبر بالمنصب .

فلقد منع الكبر ابليس من أن يطيع الله تعالى ويسجد لسيدنا آدم، لأنه كان يرى أنه خير منه مما تسبب ذلك من اخراجه من الجنة، ولقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم خطورة الكبر وأنه من الاعمال التي تحبط الاعمال الصالحة وتمنعه من دخول الجنة لذلك يجب التخلص من أي ذرة من الكبر في القلب .

وقد نهى الاسلام عن الكبر وأنه لن يدخل الجنة متكبر حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  (لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ).

قال رسول الله صلى الله عليه سلم : (ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتلّ جوّاظ مستكبر)، وقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : “إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين”.

الفرق بين الغرور والكبر :
هناك فرق بين الغرور والكبر وفي نفس الوقت هناك علاقة بين كل منهما فدائما ما يحمل الانسان الغرور إلى الكبر، وهي من الصفات المكروه  حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (قال الله عز وجل الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار)، وقال الله تعالى ( إن الله لا يحب كل مختال فخور).

والفرق بين الغرور والكبر يتمثل في معنى كل منهما حيث يتعلق الغرور بنظرة الانسان لنفسة من اعجاب بشكله أو ذكائه أو بمواهبه وطاقاته أو عمله فهو يرى في نفسه مميزات ليست موجودة بالآخرين، بينما يتعلق مفهوم الكبر بعلاقة الانسان بالآخرين من حوله حيث يظهر الاحتقار والازدراء للآخرين لأنه لا يحملون نفس صفات الكمال الذي يعتقد أنه يتمتع بها.