كشف الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات، ورئيس مجلس الوزراء الإماراتي، وحاكم دبي، عن مواقف مختلفة تجمع بينه وبين رؤساء الدول العربية الحاليين والسابقين وذلك في كتابه الجديد ” قصتي “، والذي قام بإصداره بمناسبة مرور 50 عامًا على امتلاكه أول منصب بالإمارات .
نبذة عن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد
يعد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من هو واضع دولة الإمارات على الخارطة الدولية ، وقد جعلها محطًا للأعمال والسياحة والعيش الكريم ، وقد ولد الشيخ محمد عام 1949 ، وتم تعيينه رئيسًا للشرطة والأمن العام بإمارة دبي منذ عام 1968 ووزيرًا للدفاع عام 1971، وقد تولى منصب ولي عهد إمارة دبي منذ عام 1995 حتى عام 2006 ، وعين حاكمًا لإمارة دبي وعضو المجلس الأعلى للاتحاد منذ 2006 ، كما عيّن نائبًا لرئيس دولة الامارات العربية المتحدة ورئيسًا لمجلس الوزاراء عام 2006.
قام سمو الشيخ محمد بن راشد بصفته رئيس لمجلس وزراء دولة الإمارات بالكثير من المبادرات الرائدة وذلك في خلال زمن قياسي ، ومن أبرز تلك المبادرات : رؤية الإمارات 2021 التي تهدف إلى جعل دولة الإمارات في مصاف أفضل دول العالم، والأجندة الوطنية لدولة الإمارات التي تتألف من مؤشرات وطنية في القطاعات التعليمية والصحية والاقتصادية والشرطية وغيرها .
كذلك فقد أطلق الشيخ محمد استراتيجية حكومة دولة الإمارات التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة، كما أنه دعا إلى إطلاق حملة وطنية وشعبية احتفالاً بيوم العلم، وقام بإطلاق مبادرة الحكومة الذكية لتوفير الخدمات للجمهور، وكذلك أطلق برنامج الإمارات للخدمة الحكومية المتميزة من أجل رفع كفاءة الخدمات الحكومية من خلال تعزيز الكفاءة الحكومية .
كتاب قصتي للشيخ محمد بن راشد
استعرض الشيخ محمد بن راشد خلال كتابه الجديد ” قصتي ” سيرته الذاتية على مدار 50 عامًا ، وهذه الرحلة يتداخل فيها الشخصي بالعام ، وتتشابك فيها فصول بناء الذات مع بناء الدولة ، وذلك بدءًا من توليه أول وظيفة بالإمارات وهي عندما أصبح قائدًا للشرطة والأمن العام بدبي ، وحتى توليه منصب نائب رئيس دولة الإمارات ونائب رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي ، ويشتمل هذا الكتاب على خمسين قصة مختلفة يعرض فيها الشيخ محمد بن راشد مراحل شتى من حياته ومسيرته مستعيدًا من خلالها مختلف الذكريات والتجارب التي مر بها .
يبدأ الشيخ محمد بن راشد قصته بالفصل الأول الذي يحمل عنوان : ” من هناك بدأنا وهنا وصلنا ” ، وفيه يتوقف عند حدث مهم وهو مشروع إرسال رواد فضاء إمارتيين إلى الفضاء ، وهو المشروع الذي تم الإعلان عنه في ديسمبر عام 2017م ضمن منظومة الفضاء الإماراتية المتكاملة، وهو يلفت النظر إلى رؤيته التي تتطلع دومًا لرفع سقف الطموحات وجعل الإمارات هي الأولى ، حيث يقول :
” أعشق تحطيم حواجز جديدة أمام شعبي، أحب الوصول إلى قمم غير متوقعة، وأؤمن بأن ما يقود الشعوب نحو التطور ليس الوفرة المادية فقط بل الطموح.. الطموح العظيم ” .
بعد هذا الفصل نجد الشيخ يبدأ في عرض محطات مفصلية في تاريخ دولته ، وهي محطات كان شاهدًا عليها وطرفًا في حدوثها مثل دوره في تأسيس الدولة الفتية على أيدي المؤسسين الحكيمين زايد وراشد ، وفي فصول أخرى نجده يشير إلى التغيرات والتحولات السياسة المهمة بالمنطقة العربية والتي تركت أثرًا على الإمارات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ، وكيف استطاعت الإمارات التغلب على التحديات التي واجهتها من خلال المنطق والتعقل وتغليب المصلحة العامة .
يوجد في كتاب ” قصتي ” أيضًا قسم كبير يشتمل على قصة بناء دبي والإمارات ، كذلك فقد تحدث عن والده الشيخ راشد بن سعيد في عدة فصول ، حيث ذكر ما تعلمه منه في الإدارة والقيادة ، كما أنه يستعيد خلال فصول كتابه بعض المواقف المؤلمة خلال حياته من بينها رحيل جده الشيخ سعيد الذي وصفه بأنه أطيب رجل عرفه في حياته ، كما يفرد فصلاً أيضًا للحديث عن وفاة الشيخ زايد ، ويسرد به لمحات من مسيرته الطويلة في إدارة الإتحاد .
كذلك أحد أبرز الفصول الموجودة في كتاب ” قصتي ” عن تاريخ الإمارات هو الفصل الذي يحمل عنوان ” الخيمة الشمالية ” ، وهذا العنوان هو إشارة للخيمة التي جمعت الشيخ زايد والشيخ راشد في عرقوب السديرة وذلك خلال فبراير عام 1968م والتي فيها قاما بالاتفاق على إعلان اتحاد ثنائي بين أبو ظبي ودبي ، ويصف الشيخ محمد بن راشد تلك اللحظة التاريخية بأنها كانت بداية نقطة اللاعودة لتأسيس دولة الإمارات .
الوصايا العشر للإدارة الحكومية من كتاب ” قصتي “
اخدم الناس
الغاية من الإدارة الحكومية هي خدمة الناس، الغاية من الوظيفة الحكومية هي خدمة المجتمع، الغاية من الإجراءات والأنظمة والقوانين هي خدمة البشر، لا تنس ذلك، لا تمجّد الإجراءات ولا تقدّس القوانين، ولا تعتقد أن الأنظمة أهم من البشر .
لا تعبد الكرسي
الوظيفة والمنصب والمسؤولية كلها مؤقتة، ستذهب عنها سريعاً، أو ستذهب عنك، إذا أحببت الكرسي قدمته على قيمك ومبادئك، والغاية التي جئت من أجلها وهي خدمة الناس، إذا أحببت الكرسي فلن تملك الشجاعة لاتخاذ قرارات ترفعك وتوصلك للكرسي الذي يليه .
ضع خطتك
عندما لا تخطط فأنت تخطط لفشلك، دور القائد الأساسي هو معرفة الاتجاه، وإرشاد فريقه نحوه، وتحفيزهم باستمرار للوصول إليه، إذا أخفقت في وضع خطة فأنت تسير بغير هدى، ولا يهم أين تصل، لأنك لن تصل إلى شيء ذي قيمة .
راقب نفسك
راقب الأداء في مؤسستك، واجعل لك رقيباً داخلياً في المؤسسة، وخارجياً محايداً، لابد من مؤشرات تضمن من خلالها أنك تمضي في الاتجاه الصحيح لتحقيق الخطة، لا تغش نفسك ووطنك بوضع مؤشرات ضعيفة ورقابة ضعيفة، لا يمكن إنجاز أي مشروع دون مؤشرات حقيقية وصريحة تلزم بها نفسك وفريق عملك .
اصنع فريق عملك
لا تحلق وحيداً، لا تغرد وحيداً، لا تصفق وحيداً، اصنع فريقاً يحملون أهدافك لآفاق جديدة، تنازل عن صلاحياتك لهم، ارفع السقف أمامهم، أخرج المارد الذي بداخلهم، كافئهم وأبرز إنجازاتهم؛ لأن الفريق العظيم سيحملك إلى أماكن عظيمة .
ابتكر أو انسحب
الحكومات التي لا تبتكر تشيخ وتهرم، الأفكار تجدد الدماء، وتسبق بها المنافسين، وتقلل بها التكاليف، الاقتصاد الجديد قائم على الأفكار، والعالم الجديد لا يوجد شيء أقوى من فكرة عظيمة .
تواصل وتفاءل
أخبر العالم عن طموحاتك وقدراتك، من خلال الإعلام تحصل على مساندة الجمهور لك، لأنهم يعرفون أين تذهب، أعلن عن أهدافك في الإعلام لأنهم سيحاسبونك وهذا في صالحك؛ لأنك ستبذل الغالي والنفيس في تحقيق ما أعلنت عنه والتزمت به أمام الناس، تواصل دائماً ولا تختبئ، فالإعلام صديق وليس عدواً، صديق للمخلص المنجز وعدو للمتكاسل والفاسد .
لا تكن من غير منافس
التنافسية مبدأ مهم في سلوكنا نحن البشر، نافس نفسك أو غيرك، اجعل بيئة العمل بيئة تنافسية، التنافسية أسلوب حياة في الحكومات، من غيرها تتراجع الهمم، وتنطفئ الحماسة وتفتر العزائم .
اصنع قادة
اصنع قادة تصنع مستقبلاً، القائد الحقيقي هو من يصنع قادة، والمؤسسة الحقيقية هي التي تخرج قادة، صنع القيادات سر لا يفهمه إلا رجال تغلبوا على تضخم الأنا والذات، وفهموا أن أعظم إنجاز يصنعونه هو بناء البشر وليس الحجر .
انطلق لبناء الحياة
نحن محظوظون لأننا نعمل في الحكومات، وظيفتنا أجمل ما في حياتنا، بل هي الحياة، نغير من خلالها حياة الملايين نحو الأفضل، لا تستهن بدورك أو عملك أو جهدك، فأنت تعمل في مجال صنع الحياة، وتصميم المستقبل وبناء الأوطان .