رواية عن الحب وشياطين أخرى هي أشهر روايات الكاتب غابرييل غارسيا ماركيث ويذكر غابرييل أن تلك الرواية هي قصة خيالية أخبرته بها جدته عندما كان صغيراً ، وتم إقامة أوبرا عن الحب وشياطين أخرى عام 2008 في مهرجان جلايندبورن ، و في عام 2009 تحولت هذه الرواية إلى فيلم باللغة الإسبانية من إخراج هيلدا هيدالجو ، بطولة إليزا تريانا.
نبذة عن الكاتب غابرييل غارسيا:
ولد غابرييل غارسيا ماركيز ، في شهر مارس عام 1928م ، في مدينة أراكاتا في كولومبيا ، و هو أحد أشهر كُتاب أمريكا اللاتينية ، في بداية حياته انتقلت أسرته من تلك المدينة و تركته مع جديه ، اللذين اعتنيا به كثيرًا و قاموا بتعليمه و كانا يحكيان له قصصاً عن كائنات ذات قوة خارقة.
في عام 1947م تخرج من كلية الحقوق من جامعة كولومبيا ، و في بداية حياته المهنية عمل كمراسل لصحيفة الايسبيكتادور و بعدها بدأ حياته ككاتب روائي ، له العديد من المؤلفات التي تُرجمت للغات عديدة و من أهمها مائة عام من العزلة 1967م ، خريف البطريرك 1975م ، الحب في زمن الكوليرا 1985م ، و رواية الحب و شياطين أخرى1994م.
نبذة عن رواية عن الحب و شياطين أخرى:
تم نشر الرواية أول مرة عام ١٩٩٤م ، و تم ترجمتها إلى العديد من اللغات حول العالم ، و تعمل هذه الرواية على معالجة بعض القضايا في المجتمع خلال القرون الوسطى ، و تحكي الرواية عن الفتاة المراهقة “سييرفا ماريا” التي يصيبها مس لا يعلم أحد ما هو فيعاملونها على أن أصابها مس شيطاني ، و خاصة بعد أن عجز الأطباء عن علاجها.
و يدور الصراع بين العلاج الدينى و العلاج العلمي ، فنجد غابرييل يناقش في هذه الرواية بعد القضايا الهامة مثل الجهل و التعصب و قسوة الإنسان مع أخيه ، كما يقوم بعمل مقارنة بين التفكير العلمي و التقاليد الدينية النابعة من مجتمع يسوده الجهل و في ظل سيطرة رجال الدين على كافة نواحي الحياة.
مقتطفات من رواية الحب و شياطين أخرى:
تبدأ أحداث الرواية في عام 1942م ، عندما قام بعض عُمال البناء في دير في أميركا اللاتينية ، بالعثور على بقايا جسد مراهقة ذات شعر مذهل و غريب لونه نحاسي و يمتد حتى 22 متراً ، كان هذا الاكتشاف الغريب هو نقطة البدء لقصة حب غريبة في إحدى مدن أمريكا اللاتينية الساحرة الملونة في منتصف القرن الثامن عشر.
و عند البحث خلف صاحبة ذلك الشعر وُجد أن اسمها ماريا و هي الطفلة الوحيدة للماركيز كازالديرو ، و قد ماتت تلك الفتاة قبل مئتي عام في غرناطة الجديدة (كولومبيا) ، و يبدأ الكاتب في العودة بالأحداث و الكشف عما حدث لتلك الفتاة ، فعندما بلغت ماريا الثانية عشر من عمرها عضها كلب يحمل غرة على جبهته ، و بعد تلك الحادثة بفترة قصيرة بدأت ماريا في أن تتصرف بوحشية مع الخدم و العبيد ، كما أُصيبت بقرحة نارية في كعبها و عانت من الدوار ، و التشنجات ، و الهذيان ، فمنذ هذا الوقت و اعتقد الجميع أن مس شيطاني قد استحوذ على روحها.
و بعد أن علم الجميع ما حدث لتلك الفتاة أجرت بعض السلطات الدينية محادثات مع والدها من أجل أن يضعوها في أحد الأديرة بمفردها حتى تتلقى العلاج ، و بالفعل لم يجد والدها غير هذا الحل ، و كان المسؤول الأول عن علاجها هو الراهب كايتانو ديلاورا الذي وقع في غرامها ، و هنا يبدأ الكاتب في وصف العادات الخاطئة التي كانت تسيطر على المجتمع في هذا الوقت ، كما يحكي الكاتب عن المعاناة التي تعيشها الفتاة و الراهب و رفض المجتمع لعلاقتهما.