ولد الأمير و الشاعر الكبير عبدالله الفيصل بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – عام 1922م ، ساهم في العديد من الأعمال بالمملكة ، وهو من ضمن خيرة وأفضل الشعراء في المملكة ، تولى العديد من المناصب الهامة في الدولة ، فتم تعينه وكيل لنائب الملك في الحجاز ، بالإضافة إلى تعيينه وزيرًا للداخلية و الصحة ، كان الأمير عبد الله شديد الحب للقراءة و الإطلاع ، و كان مشهورًا بقصائدة العذبة التي تمس القلوب .
أجمل قصائد الأمير عبدالله الفيصل :
1- قصيدة ثورة الشك :
أكاد أشك في نفسي لأني – أكاد أشك فيك وأنت مني
يقول الناس إنك خنت عهدي – ولم تحفظ هواي ولم تصني
وأنت مناي أجمعها مشت بي – إليك خطى الشباب المطمئن
وقد كاد الشباب لغير عود – يولي عن فتى في غير أمن
وها أنا فاتني القدر الموالي – بأحلام الشباب ولم يفتني
كأن صباي قد ردت رؤاه – على جفني المسهد أو كأني
يكذب فيك كل الناس قلبي – وتسمع فيك كل الناس أذني
وكم طافت علي ظلال شك – أقضت مضجعي واستعبدتني
كأني طاف بي ركب الليالي – يحدث عنك في الدنيا وعني
على أني أغالط فيك سمعي – وتبصر فيك غير الشك عيني
وما أنا بالمصدق فيك قولاً – ولكني شقيـت بحسن ظني
وبي مما يساورني كثير – من الشجـن المؤرق لا تدعني
تعذب في لهيب الشك روح – وتشقى بالظنـون وبالتمني
أجبني إِذ سألتك هل صحيح – حديث الناس خنت؟ ألم تخني
قصيدة يا ناعس الطرف :
يا ناعس الطرف قد فازت أعادينا – واستبشروا بمناهم في تجافينا
وكف عنا كؤوس الصفو ساكبها – وعاد بالشجو والأحزان يسقينا
وودعتنا أماني الوصل مسرعة – حتى غدونا بمنأى عن أمانينا
واستسلمت لظلام اليأس انفسنا – إلا العلالات من ذكرى تلاقينا
وكان بالأمس شادي الورق يطربنا – لكنه إن يغني اليوم يشجينا
فقد سمعتم إلى إرجاف عاذلنا – وقد أطعتم وشايات الهوى فينا
ما كان ظني بكم يا منتهى أملي – أن الوشاة تقصيكم فتقصينا
وأن ما زعم الحساد مقتدر – أن يطمئت إليه قلبكم حينا
وأنكم تؤثرون الشك إن عرضت – به البوارق من إرعاد لاحينا
وأنكم قد صممتم عن معاذرنا – لم تسمعوها واسمعتم أهاجينا
زعمتمونا نقضنا عهدهم وغدا – لنا بغيركمو شكل يعينا
و ما عنانا سواكم في الدنى أحد – ولا غرينا به أن بات يغرينا
إنا وإياكم نجمان في فلك – يديره الحب في آفاق ماضينا
مهما اختصمنا فإن الشوق يجمعنا – أو افترقنا فإن الحب يدنينا
فما ترى اليوم من صبري ومن جلدي – فللكرامة فضل من تأسينا
قصيدة ردوا سهام الجفون :
ردوا سهام الجفون – عن قلبي المسكين
لا توقظوها جراحا – أغفى عليها حنيني
ولا تعيدو عذابي – ولا تزيدوا شجوني
فقد بذلت شبابي – ضحية للعيون
أما رحمتم حطاما – ناداكم بالأنين
مروعات خطاه – بين المنى والظنون
يرجو ويخشى هواكم – ما بين حين وحين
ويبسم الثغر منه – على فؤاد حزين
فإن رأيتم عليه- مذلة المسكين
تبينوها فإني – غير الدليل المهين
وإنما هو حبي – أفضى بسري المصون
فلتسمعوه نشيدا – مجدد التلحين
في صمته ولغاه – أثارة من فتون
وفي لحاظي دليل – على أساي الدفين
كتمته وغرامي – باد كصبح مبين
يراه كل البرايا – في خفة المستهين
مخاطرا بحياة ملأى- بشتى الفنون
فإن أردتم بقائي – ردوا سهام الجفون
قصيدة روضة الهوى :
قد سألت من أنت؟ قلت أنا الذي – قضيت عمري-مدنفا- أهواك
وأطعت عيني-في الغرام- وخافقي – أقضي الليالي السود في نجواك
أرنو إليك-على بعادك- مثلما – يرنو الحزين لساطع الأفلاك
وأبث للنجم المسهد لوعتي – يا ليتني-بعد النوى- ألقاك
ما كنت أؤمن بالعيون وفعلها – حتى دهتني في الهوى عيناك
الحسن قد ولاك حقا عرشه – فتحكمي في قلب من يهواك
قلبي كما تبغين إلف صبابة – قد مل كل خريدة إلاك
بالله يا أملي الحبيب ترفقي – إني وربك في الهوى مضناك
فرنت إلي وقد تألق لحظها – أفديه من لحظ رنا فتاك
ونضت عن الوجه الوسيم وتمتمت – يا روحه الظمأى علي رواك
وتعانق الروحان في روض الهوى – فثملت حتى غبت عن إدراكي