الشاعر بن الخياط : هو أحمد بن محمد بن علي ولد عام 450 هجريا، ولد في مدينة دمشق التي كان يحكمها الفاطميين في ذلك الوقت، كان والده يعمل خياطاً، مما جعل شهرته ابن الخياط، وكان مثله في الشعر ا بن حيوس شاعر الشام  وتمني أن يصبح شاعرا ليحيا في نعيم ورغد مثله.

– كان بن الخياط كثير السفر، فقد سافر في الكثير من البلاد العربة، فقد هاجر إلى مدينة حماة بعد أن استولى السلاجقة على  دمشق، وكان وقتها عمره لا يتعدى الثامنة عشر عاما، واستقر في حماة وتقرب من  الأمير محمد بن مانك، عمل ككاتب عنده.

–  ثم سافر إلى مدينة شيراز وتقرب من الأمير على بن مقلد بن منقذ، وكتب فيه الشعر فأكرمه الأمير، ثم سافر مرة أخرى وانتقل إلى مدينة حلب ومدح أمرائها ثم استقر في طرابلس ، التي وصل فيها إلى قمة شهرته، وتقرب من حكامها، وكتب فيهم الشعر.

– تميز ابن الخياط بكثر شعر المدح، وقلة هجائه، وتساهله في اللغة، وكان يعتمد على طبعه وذوقه ، وثقافته وعلمه ، وله  بعض القصائد في رثاء الأحبة والوطن.

– كثر ترحال بن الخياط لكنه في نهاية الأمر عاد مرة أخرى إلى دمشق مسقط رأسه وتوفي هناك عام 517هـ.

افضل قصائد للشاعر بن الخياط

 يأحمدٍ كيفَ استجَزْتَ جَفائِي:
أبا أحمدٍ كيفَ استجَزْتَ جَفائِي وَكَيفَ أُضيعتْ خُلَّتِي وإخائِي
وهَبْنِي حُرِمْتُ الجُودَ عندَ طِلابِهِ فكيفَ حُرِمْتُ البِشْرَ عِنْدَ لِقائِي
نأَيْتَ على قُرْبٍ من الدارِ بينَنا وكُلُّ قريبٍ لا يودُّكَ نائِي
كأنَّكَ لم تُصْمِ الحسودَ بِمَنطِقي ولَمْ تُلبِسِ الأيَّامَ ثَوْبَ ثنائِي
لَئِنْ كانَ عُزِّي قَبلَها عنْ مَودَّة ٍ صَدِيقٌ لَقدْ حُقَّ الغَداة َ عزائيوَفي أيِّ مأمولٍ يَصِحُّ لآمِلٍ رَجاءٌ إذا ما اعتلَّ فِيكَ رَجائِي
أُعِيذُكَ بالنَّفسِ الكَرِيمَة ِ أنْ تُرى مُخِلاً بفرْضِ الجُودِ في الكُرَماءِ
وبِالخُلُقِ السَّهلِ الذي لوْ سَقيْتَهُ غَليلَ الثَّرى لمْ يَرضَ بَعدُ بِماءِ
فَلا تَزهدْنَ في صالِحِ الذِّكرِ إنَّما يليقُ رداءُ الفضْلِ بالفُضَلاءِ
فليسَ بمحظوظٍ منَ الحمْدِ مَنْ غَدا ولَيْس لهُ حظ مِنَ الشُّعَراءِ

-أَلا هكذا تستهلُّ البُدُورُ :
أَلا هكذا تستهلُّ البُدُورُ مَحَلٌّ علِيٌّ ووجهُ مُنيرُ
وجَدٌّ سعيدٌ ومجدٌ مَشيدٌ وعِزٌّ جَديدٌ وعَيْشٌ نَضِيرُويَوْمٌ يَصِحُّ الرَّجاءُ العَلِيلُ بهِ ويطُولُ الثناءُ القصيرُ
دعا شرفَ الدولة ِ المجدُ فيهِ فَلَبّاهُ مِنْبَرُهُ والسّرِيرُ
مرامٌ بكلِّ فلاحِ حقيقٌ وسَعْيٌ بكلِّ نجاحٍ جديرُ
عَلى الطَّالِعِ السَّعْدِ يابْنَ الملوك هذا الرُّكُوبُ وهذا الظُّهوُرُ
طلعْتَ تُجلِّي الدُّجى والخُطُوبَ بِوَجْهٍ عَلَيْهُ بَهاءٌ ونُورُ
تكفَّلَ ريَّ اللحاظِ العطاش ماءٌ مِنَ الحُسْنِ فيهِ نَمِيرُ
يَتِيهُ بِكَ المُلْكُ وَهْوَ الوَقُورُ وَيَشْجَى بِكَ الدَّهْرُ وَهْوَ الصَّبُورُ
ظُهورٌ ظهيرٌ على المطلَباتِ فَكُلُّ عَسِيرٍ لَدَيْها يَسِيرُ
صَباحٌ صَبِيحٌ بأمثالهِ تقرُّ العيُونُ وتَشْفى الصدورُ
شَرِبنا بهِ العزَّ صِرْفاً فمالَ بِنا طَرَباً واتَّقَتْنا الخُمُورُومَا لَذَّة ُ السُّكْرِ إلاّ بِحَيْثُ تُغَنّى المُنَى ويَدُور السُّرُورُ
فيا شرفَ الدولة ِ المُسْتجارُ لكَ اللهُ مِنْ كُلِّ عينٍ مُجِيرُ
لمثلكَ حقا وإنْ قلَّ عنكَ يُرَشَّحُ هذا المَحَلُّ الخَطيرُ
فإنَّ النجومَ حرى ً بالسماءِ وأحرى بها القمرُ المستنيرُ
لَقَدْ هُزَّ لِلطَّعْنِ رُمْحٌ سَدِيدٌ وجُرِّدَ للضَّرْبِ نصْلٌ طريرُ
وسُوِّمَ للسبقِ يومَ الرِّهانِ جوادٌ بطُولِ المدى لا يخُورُ
فتى ً سادَ في مهدِهِ العالمينَ وشادَ العُلى وهوَ طفلٌ صغِيرُ
غَنِيٌّ مِنَ المَجْدِ وَالْمَكْرُماتِ وَلَكِنَّهُ مِنْ نَظِيرٍ فَقِيرُ
فَلا زَالَ ذَا السَعْدُ مُسْتَوْطِناً مَحَلَّكَ ما حَلَّ قَلْباً ضَمِيرُ
ولا برحَ المُلْكُ يا فَخْرَهُ وَمَجْدُكَ قُطْبٌ عَلَيْهِ يَدُورُ
وأعطِيتَ في شَرَفِ الدولة ِ الـ ـبَقاءَ الذي تتمنّى الدُّهورُ
ولا زالَ حمدِيَ وقْفاً عليكَ إليكَ رواحِي بهِ والبُكُورُ
ثناءٌ كما هبَ غِبَّ الحَيا بِنَشْرِ الرِّياضِ نَسِيمٌ عَطِيرُ

-قصيدة لـ”ابن الخياط” في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
كل القلوب إلى الحبيب تميل      ومعي بذلك شاهد ودليل
أما الدليل إذا ذكرت محمدا      صارت دموع العاشقين تسيل
هذا رسول الله نبراس الهدى      هذا لكل العالمين رسول
يا سيد الكونين يا علم الهدى      هذا المتيم في حماك نزيل

-يا سَيِّدَ الحُكَّامِ هَلْ مِنْ وقْفَة:
يا سَيِّدَ الحُكَّامِ هَلْ مِنْ وقْفَة ٍ يَهْمِي عليَّ بِها سَحَابُ نَداكا
أمْ هَلْ يَعُودُ لِيَ الزَّمانُ بِعَطْفَة ٍ يَثْنِي إليَّ بهَا عنانَ رِضاكا
هبْ ذا الرميَّ منَ الحوادثِ جُنَّة ً ولذا الأسيرِ منَ الخُطوبِ فكاكا
قَدْ نالَ مِنِّي صَرْفُها مَا لَمْ تَنَلْ يَوْم التُّلَيلِ مِنَ الَعُداة ِ ظُباكا
آلَيْتُ لا أبْغِي نَداكَ بِشافِعٍ ما لي إليكَ وسيلة ٌ إلاّكا
غضباً لمجدِكَ أنْ تُخَوِّلَ نِعمة ً فَتَكونَ فِيها مِنَّة ٌ لِسِواكا

-يا فَرْحَة َ البَيتِ العَتِيقِ إذا:
يا فَرْحَة َ البَيتِ العَتِيقِ إذا ما قِيلَ هذا أحْمَدُ بْنُ عَلِي
وافاهُ خيْرُ مُعرِّسٍ وثَنى عَنْهُ الأزِمَّة َ خَيْرُ مُحْتَمِلِ
فكأنَّنشي بالعِيسِ قافِلة ً بِأبَرِّ نَزّالٍ ومُرْتَحِلِ
سِرْ فِي ضَمانِ اللَّهِ مُكتَنَفا ً حتّى تَعودَ مُبَلَّغَ الأمَلِ
فَلَكَمْ حَجَجْتَ بِما تُنَوِّلُهُ وأرحْتَ أيْدِي الخيلأِ والإبلِ
لوْ كانَ يَغْنى عنْ تَيَمُّمِهِ أحَدٌ غَنِيتَ بِصالِحِ العَمَلِ