أتشوميللو هو مفتش الشرطة رجل في الأربعين من عمره يمشي داخل السوق ومن خلفه جندي يحمل كومة كبيرة من علب الثعلب التي قام أتشوميللو بمصادرتها، كان السوق شبه خالي من المارة يحومه السكون من كل جانب، حتى المحلات خاوية من المشترين تمامًا، في شكل مخيف.

صراخ في السوق:
سمع أتشوميللو صوت احدهم يصرخ ويتأوه وينادي على الأولاد، أمسكوه فالتفت إلى مصدر الصوت ليجد مطاردة عنيفة من أصحاب المحلات خلف كلب ضال يحاولون الإمساك به في مجموعة من المحاولات البائسة فالكلب يستطيع أن يقفز ويجري بسرعة تستحيل معها اللحاق به والكلب كل ما يفعله هو القفز والعويل بصوت عالي.

الإمساك بالكلب الضال:
قال الشرطي لـ أتشوميللو: يبدوا أنه هناك شيئًا ما سببًا في تلك الفوضى، قرر أتشوميللو أن يذهب ليشاهد ماذا يحدث عن كثب، فوجد الصائغ خريوكين وقد عضه الكلب في إصبعه ، كان خريوكين يرفع يده اليمنى إلى أعلى في محاولة، منه لاستعطاف الجميع، ونظرة خاطفة وجد الجرو الصغير وقد أمسكوه قابعًا في الأرض يكسوه الرعب وعينه تدمع من شدة الخوف.

أتشوميللو يتدخل لفض الاشتباك:
يسأل أتشوميللو بصوت عالي لماذا هذا التجمع؟ ومن هو صاحب الصياح؟ ويتجه إلى خريوكين بنظره ويسأله وأنت ماذا حدث لإصبعك؟ لحظة صمت تعم المكان يقوم بعدها خريوكين بالنحنحة فيقول: كنت سائرًا يا صاحب المعالي دون أن أتعرض بالأذى لاحد وفجأة ظهر هذا الكلب أمامي في السوق، وقفز على يدي ثم عضني، وهذه يدي التي أعمل بها وقد أضطر أن أتوقف عن العمل لمدة أسبوع لأن عملي دقيق كما تعلم، لذلك عليهم أن يدفعوا لي مرتب أسبوع كامل، نتيجة لما فعله هذا الجرو.

يوجه أتشوميللو بصره إلى الجمع ويسأل: كلب من هذا؟، فلا يوجد من يجاوبه، فيقول الآن سوف أعرف كلب من؟ ولن أترك صاحبه إلا بعد أن يدفع الغرامة حتى لا تتركون كلاكم يهاجمون المارة مرة أخرى، وينظر للشرطي ويقول: الكلب يجب أن يعدم وأنت قم بعمل محضر الآن، ويعاود السؤال: سألتكم من قبل كلب من هذا؟ فيرد أدهم بصوت ثقيل: كلب الجنرال جيجالوف.

أتشوميللو في ورطة:
ظهرت علامات الارتباك على أتشوميللو وبدا التعرق واضحاً عليه حتى أنه طلب من الشرطي أن يخلع عنه معطفه وأردف قائلًا: كيف يعضك الكلب وأنت طويل فبالكاد يستطيع ان يطال إصبعك يبدو أنك مخادع وأنك قد اختلقت هذه القصة للمطالبة بالتعويض ، وهنا نطق أحدهم نعم سيدي فالصائغ كان يلسع الكلب بالسيجارة حت يضحك الناس عليه ، رد الصائغ: يا صاحب المعالي أن شخص ذكي وتستطيع أن تعلم من الكذاب، وأنا احتكم إلى القاضي حتى ينظر في أمري.

كلب الجنرال لا يمكن أن يكون كلبًا ضال:
جاء صوت الشرطي ليحسم الموقف، سيدي ليس هذا كلب الجنرال، رد أتشوميللو في توجس وقال: هل أنت متأكد، فقال الشرطي نعم يا سيدي فكلاب الجنرال كلاب أصيلة وليست كلاب ضالة بالتأكيد، وهنا تهللت أسارير أتشوميللو وعادت له ثقته في نفسه وقال: نعم كنت متأكد أن هذا الكلب الضال ليس كلب معالي الجنرال، وأنت يا خيروكين لقد أصابك الضرر فلا تدعهم يمروا بفعلتهم هذه ويجب أن تحصل على التعويض المناسب فقد آن الآوان أن نؤدبهم.

أتشوميللو في ورطة من جديد:
وفجأة يرتفع صوت الشرطي: سيدي ربما كان هذا كلب الجنرال فليس مكتوب عليه من صاحبه، وأنا قد رأيت من فترة كلب مثله في فناء منزله، ويؤكد أحدهم: من الواضح أنه كلب الجنرال فعلًا، عاد الارتباك مرة أخرى إلى  أتشوميللو وبدأت نقاط العرق تزداد وضوحًا على جبينه فعاد وقال للشرطي: أنت خذ الكلب واذهب به إلى بيت الجنرال وأخبره أنني من وجدته وأرسلته وأخبر الحرس ان يحافظوا عليه فربما هو كلب من النوع الغالي، أما أنت أيها الصائغ أنزل يديك فبالتأكيد أنت المذنب كنت تلسعه بالسيجارة.

أخو الجنرال في زيارة:
ظهر من بين الحشد فجأة طباخ الجنرال فنادى عليه أتشوميللو وسأله: هل هذا الكلب هو كلب الجنرال؟ قال الطباخ لا لم يكن للجنرال كلب كهذا، فرد أتشوميللو: كنت اعلم هو كلب ضال ينبغي إعدامه، فرد الطباخ: إنه كلب أخو الجنرال الذي قد وصل من مدة! وهنا ظهرت معالم التأثر بالخبر على أتشوميللو.

الحرباء أتشوميللو:
بدأ أتشوميللو يلبس معطفه من جديد وهو يسأل الطباخ عن المدة التي قضاها أخو الجنرال؟ وعن طبيعة الزيارة، ثم قال للطباخ خذ الكلب معك، فهو كلب شقي قام على عض ذلك الواقف هناك، ثم استطرد في الحديث مع الطباخ الذي أخذ الكلب وخرجا من السوق وسط اندهاش الصائغ وضحكات الجميع عليه.

الوسوم
قصص