إن جراحات القلب ليست جراحات سهلة أو بسيطة على الإطلاق ، فجراحات أمراض القلب هي الجراحات التي تعمل على إصلاح الخلل المصاب به القلب ، والذي يسبب للقلب خللآ ويفقده القدرة على القيام بعمله بشكل طبيعي ، لذلك فعندما لا تجدي أدوية وعلاجات القلب فائدة في علاج المشكلة الموجودة بالقلب فيصبح الخيار الوحيد والأفضل هو إجراء جراحة بالقلب لعلاج المشكلة الموجودة به ، وبالرغم من أهمية جراحات القلب إلا أنها مازالت لها مضاعفات كثيرة ، فالعديد من مرضى القلب يتعرضون لبعض المضاعفات بعد إجراء جراحات القلب ، خاصة الجراحات الخطيرة ، رغم أن التكنولوجيا في مجال الطب وخاصة في مجال أمراض القلب أصبحت أكثر تطورآ من قبل ، وقد أسهم ذلك في تحقيق جراحات القلب نجاحآ مقبولآ مقارنة بالوضع قديمآ .
ومشكلة أمراض القلب تكمن في إكتشافها ، فهناك بعض المرضى لا يتمكنون من إكتشاف أنهم مصابون بمرض من أمراض القلب إلا بعدما يحدث هذا المرض مضاعفات خطيرة بالقلب والجسم كله ، وما يزيد من صعوبة إكتشاف أمراض القلب هي الأعراض ، فالأعراض الدالة على الإصابة بأمراض القلب تتشابه وتتداخل مع العديد من الأمراض الأخرى ، لذلك يجب أن يكون الجميع على علم بكيفية التمييز بين أعراض القلب وأعراض الأمراض الأخرى ، لأن بعض الأشخاص من الممكن أن يصابون بأحد أمراض القلب دون ان تظهر أية أعراض واضحة لهذه الأمراض الخطيرة ، ويقوم المريض بإكتشاف مرضه بعد تسببه له في مضاعفات خطيرة ، تضر بصحة القلب وصحة جميع أعضاء الجسم الأخرى ، لذلك ففي حالة تطور مرض القلب إلى مرحلة يصعب علاجها بالطرق الطبيعية دون اللجوء للتدخل الجراحي ، ويتم في هذه الحالة اللجوء لإحدى جراحات القلب .
و شهدت العديد من دول العالم تهديدآ كبيرآ من أمراض القلب ، حيث زادت أمراض القلب وإنتشرت بشكل كبير لدرجة جعلت مختلف دول العالم تعاني من إنتشار هذه الأمراض ومن تأثيرها على مواطنيها بشكل كبير ، فقد زادت نسبة الإصابة بأمراض القلب لتصل إلى أربعة أضعاف نسبة إنتشارها فيم مضى ، وكنتيجة طبيعية لإرتفاع نسب الإصابة فإن نسبة الوفيات الناتجة عن مختلف أمراض القلب إرتفعت أيضآ ، حيث وصل عدد الوفيات إلى ثلاثة ملايين شخص في دول العالم المختلفة ، فالولايات المتحدة الامريكية وحدها يموت بها سنويآ حوالي 600 ألف شخص كل عام ، وكل هذه النسب والأرقام تدل على مدى الخطر الذي أصبحت تمثله أمراض القلب .
وأحد أخطر الأمراض التي قد تحدث بعد جراحات القلب هي الإلتهاب الرئوي ، و إلتهاب الرئة هو عبارة عن التهاب في الحويصلات الرئوية ، التي تمتليء بسائل صديدي ، وبذلك يجد الاكسجين صعوبة في أن يصل من الحويصلات إلى الأوعية الدموية ، فمن المهم أن يصل الأكسجين للأوعية الدموية ، وإذا إنخفضت نسبة الاكسجين في الدم فإن خلايا الجسم لا تستطيع أداء عملها على الوجه المطلوب ، وبالتالي يختل عمل جميع أعضاء الجسم الأخرى .
وقد أثبتت دراسات عديدة أن الإلتهاب الرئوي قد يحدث عادة بعد إجراء جراحة تحويل مسار الشريان التاجي ، ففي أثناء إجراء أي جراحة بالقلب وحتى بعد الإنتهاء منها لا يمكن للمريض أن يتنفس بشكل طبيعي ، فيوصل المريض بأجهزة تساعده على التنفس ، وبالتالي تصبح الفرصة أمام البكتيريا كبيرة فتبدأ البكتيريا في التكون داخل الرئتين وهو ما يسبب الإلتهاب الرئوي ، ويشكل الالتهاب الرئوي في هذه الحالة خطرآ كبيرآ على الصحة ، لأن المريض في هذه الحالة يعاني من جراحة القلب التي أجراها بالإضافة إلى الإلتهاب الرئوي الذي تبدأ أعراضه في إزعاج المريض والتسبب له في آلام كثيرة نتيجة عدم قدرته على التنفس .
ما هي تدابير الوقاية قبل إجراء جراحة القلب : يتخذ أطباء القلب عددآ من التدابير الوقائية لمنع حدوث إلتهاب رئوي داخل الرئتين أثناء الجراحة وبعدها ، فينصح الأطباء مرضاهم المدخنون بالإقلاع عن التدخين تجنبآ لأضراره الخطيرة أثناء الجراحة على الرئة ، كما يمكن عمل عدة تمارين تنفس تساعد على تجنب الإلتهاب الرئوي ، حيث أثبتت الدراسات أن هذه الطريقة فعالة جدآ في عدم إصابة الرئتين بأي ضرر .
يمكنك الاطلاع على المقالات التالية :
لماذا اطلق مصطلح ” المنغولي ” على الشخص المصاب بمتلازمة داون ؟