مع إنتشار أمراض القلب ، أصبح الكثيرون يهتمون بمعرفة كل ما يتعلق بهذه الأمراض الخطيرة ، فبالرغم من أن أمراض القلب أمراض موجودة منذ زمن طويل إلا أنها أصبحت مؤخرآ فقط أمراض شائعة على مستوى دول العالم المختلفة ، وبالتالي فقد أصبحت  تلفت إليها إنتباه العديد من الأشخاص ، حيث أن إنتشارها الكبير نتج عنه زيادة كبيرة أيضآ في عدد حالات الوفيات الناتجة عن الإصابة بالأمراض نفسها أيضآ ، فبحسب ما تؤكد الإحصائيات الحديثة يموت سنويآ تأثرآ بالإصابة باحد أمراض القلب والشرايين حوالي ثلاثة ملايين شخص على مستوى العالم سنويآ ،  ونتيجة لخطورة أمراض القلب فقد إهتم العلماء والأطباء المتخصصون في علاج أمراض القلب ، حيث تركز إهتمامهم على التوصل لعلاجات وحلول لعلاج أمراض القلب أو على الأقل الوصول لعلاج يخفف من مضاعفات أمراض القلب .

وقد خدمت التكنولوجيا مجال أمراض القلب وعلاجها بشكل كبير ، حيث أسهمت التكنولوجيا الحديثة في إمكانية التوصل لعلاجات جديدة بالنسبة للكثير من أمراض القلب ، فقد أصبح علاج الأمراض القلبية أسهل بكثير من قبل ، كما أن تخفيف أضرار ومضاعفات أمراض القلب والشرايين أصبح أسهل أيضآ ، فنسبة الوفيات الناتجة عن أمراض القلب بدأت تنخفض قليلآ مؤخرآ نتيجة نجاح وفعالية العلاجات الطبية الحديثة ، و التي تتمكن من القضاء على الكثير من الأمراض الخطيرة ، فحتى طرق فحص أمراض القلب والكشف عنها أصبحت أفضل كثيرآ من قبل ، وأصبحت تحدد المرض أو الخلل الموجود بالقلب بدقة كبيرة ووضوح أيضآ .

والشريان التاجي هو الشريان الاهم بالنسبة للقلب ، فهو الشريان الرئيسي والمسئول عن تغذية القلب بالدم اللازم له ، حيث توصل الشرايين التاجية الدم الغني بالأوكسجين إلى عضلة القلب ليقوم القلب بإعادة توزيع الدم وضخه لجميع أجزاء الجسم ، وإذا منع نشوء لويحة يتضرر القلب بشكل بالغ الخطورة ، ويصبح القلب معرضآ للإصابة بالنوبات القلبية والذبحات الصدرية الخطيرة ، والتي قد تودي بحياة المريض على الفور ، تدفق الدم من خلال الشرايين التاجية .

ومن هنا جاءت فكرة دعامات القلب ، وتعد الدعامات القلبية هي أحد أفضل وأحدث ما توصل له الأطباء في مجال علاج أمراض القلب ، والدعامة القلبية هي أداة طبية صغيرة الحجم تزرع في القلب لتنظيم تدفق الدم من و إلى القلب ، وغالبآ ما يلجأ الأطباء المتخصصون لزراعتها داخل القلب بعد التعرض للإصابة بالنوبات القلبية الخطيرة ، وتصنع الدعامة القلبية من شبكة معدنية ، ويتم زراعتها داخل القلب من خلال إجراء جراحة رأب الوعاء التاجي ، وتترك داخل الشريان التاجي حتى تنظم تدفق الدم في القلب ، منعآ لتكرار نوبات قلبية جديدة ، وسميت دعامة القلب بهذا الاسم نظرآ لأنها تقدم دعمآ للقلب والشرايين التاجية .

كيف يتم زراعة دعامة القلب : يتم إجراء عملية رأب الوعاء التاجي بتخدير موضعي ، حيث يقوم الطبيب بعمل شق في الفخذ أو الذراع أو الرقبة ، ثم يدخل القسطرة من خلال هذا الشق وهذه القسطرة تكون مزودة ببالون ، وعندما يصل البالون إلى الشريان التاجي يتم نفخه تدريجيآ ، وبالتالي فإن تمدد البالون يؤدي إلى توسع الشريان التاجي ، وبالتالي يتفق الدم من خلاله بشكل طبيعي ، وتختفي الجلطات الدموية الخطيرة ، وبعد أن ينتهي الطبيب من هذه العملية يبدأ في سحب القسطرة مرة أخرى تاركآ في المكان نفسه دعامة قلبية .

ما بعد تركيب الدعامة : بعد أن ينتهي الطبيب من تركيب الدعامة القلبية يخرج المريض من العمليات ، وبعد أن يخرج من المشفى يطلب منه الطبيب أن يتناول علاجات وأدوية مضادة للتخثر ، حتى يتم منع تكون جلطات دموية داخل الشرايين وبالتالي يعود التضيق مرة أخرى .

فوائد الدعامات القلبية : تساهم الدعامة القلبية في علاج تضيق الشرايين التاجية ، كما تمنع عودة التضيق مرة أخرى فيم بعد ، وتمنع الدعامة أيضآ من التعرض للنوبات القلبية والذبحات الصدرية ، حيث أنها تقوم بتنظيم تدفق الدم للقلب بشكل طبيعي ، وقد تلغي الدعامات  القلبية الحاجة لإجراء جراحات أخرى بالقلب .

أضرار دعامات القلب : تؤدي دعامات القلب لأضرار خطيرة ، فبعض الحالات المرضية قد يحدث لهم نزيف أثناء الجراحة ، كما أنها قد تؤدي لإضطراب في نظم القلب أو تلف الأوعية الدموية ، لذلك فإن الطبيب المعالج هو من يقرر ما إذا كانت دعامة القلب تناسب أم لا .