هناك العديد من الأمور التي يدخل بها الشيطان للإنسان ليغويه عن طريق الحق ، و من بين هذه الأمور ما يعرف بمحقرات الذنوب .

محقرات الذنوب 
محقرات الذنوب من أعظم الذنوب ، و ذلك لأن الشخص ينظر لذنبه على كونه بسيط و لا شئ بجانب الذنوب العظيمة ، حتى أنه قد ينظر لحجم ذنوبه على كونها أمور بسيطة أمام ما يقترفوه الأخرين من ذنوب و معاصي ، و هذا الأمر أحد أبواب الشيطان للإنسان ، حيث نجد أن الشيطان يدخل للإنسان من هذه الجهة حتى يغويه و يجره للمعاصي ، و من كذبة بسيطة ينتهي الأمر إلى كبيرة من كبائر الذنوب ، و يكون هذا الأمر ليس إلا استصغار لأحد الذنوب الذي جر العديد من الذنوب الأخرى ، و لذلك نهى الدين الإسلامي عن محقرات الذنوب ، و ذلك تبعا لكثير مما ورد في القرآن الكريم و السنة النبوية المشرفة .

حديث الرسول عن محقرات الذنوب
– تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن محقرات الذنوب في العديد من المواضع ، حيث قيل عنها أنها أمور يفعلها الإنسان و تكون سبب في هلاكه ، و ذلك لأن الإنسان تتجمع عليه الذنوب و المعاصي نتيجة تحقيرها ، و ذلك اعتمادا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعودٍ وذا بعودٍ، حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه .

– في بداية الأمر يبدأ الإنسان في تحقير و تصغير بعض الذنوب التي يظنها بسيطة ، لينتهي به الأمر إلى الكبائر ، و أحيانا لا يستعظمها أيضا ، و لذلك حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع من هذا الأمر ، حين قال «إنَّ الشَّيطانَ قد يئِس أن يُعبَدَ في جزيرةِ العربِ ولكن قد رضي بمحقَّراتٍ» (رواه الهيثمي) .

محقرات الذنوب في القرآن الكريم
– تحدث القرآن الكريم أيضا عن محقرات الذنوب في عدة مواضع ، فكان من بين هذه المواقع قوله تعالى ( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ) {سورة النور – 15} ، و في هذه الآية الكريمة يتحدث الله جل ، و على عن أن بعض الأمور البسيطة من مجرد كلمات نقولها دون وعي يبغضها الله و رسوله ، و يندرج هذا الأمر تحت طائلة محقرات الذنوب .

– و على صعيد آخر يتحدث الله جل و على عن أن هذا الأمر ينجم عن قلة خشية الله ، و ذلك لأن الإنسان إذا استحضر في ذهنه مقام الله جل و على سوف يتجنب كل هذه الأمور الموبقة ، حتى أنه سوف يجزيه ربه عن هذا بأفضل جزاء ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ){سورة الرحمن 46} ، و كذلك قوله تعالى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ (41) {سورة النازعات} .

أبواب الذنوب
– هناك العديد من الأبواب التي تفتح على الإنسان أبواب الذنوب و المعاصي ، و قد تكون سببا في اقترافه لكبائر الذنوب ، و على رأس هذه الأمور الكبر ، حيث أنه كان أول ذنب اقترفه البعض في حق الله عز وجل ، و ذلك ما قد ظهر حينما طلب الله عز وجل من ابليس أن يسجد لآدم ، حينها كان كبره نتيجة لعصيانه ، و من ثم خروجه من رحمة الله ، و قيل أن المتكبرين هم أول من تبحث عنهم النار في يوم القيامة .

– الباب الثاني يأتي تحت بند عدم إكرام الضيف ، و كذلك التأخر عن جهاد النفس و ترك البسمة ، و نسيان إماطة الأذى عن الطريق ، و قطيعة الرحم و كلها أمور تفتح الأبواب للشيطان .