الأمر لا يحتاج إلى خبير حتى نعرف أن التغذية الجيدة أثناء فترة الحمل مهمة جدا لصحة كل من الأم والجنين. فكل أم تكون مهتمة بالحصول على طفل سليم الوزن عند الولادة لا يعاني من مشاكل انخفاض الوزن عند الولادة والذي يمثل مؤشراً على زيادة خطر اعتلال الصحة والموت. وتشمل عوامل الخطر التي قد تؤدي لانخفاض وزن الجنين عند الولادة كل من : السن والولادات السابقة ،والوضع الاجتماعي والاقتصادي والتدخين والكحول والمخدرات وسوء التغذية وكلها مخاطر يمكن تجنبها. وتظهر الاحصاءات ان انخفاض الوزن عند الولادة يساهم في حدوث الربو لدى الطفل ومشاكل في السلوك وحتى معدل الذكاء خلال السنوات الأولى من الدراسة.
ويعتقد بعض العلماء حتى أن النمو الصحي للجنين يرتبط بشكل مباشر مع التغذية الكافية، والتي يمكن أن تشكل صحتنا في جميع مراحل الحياة. ويشير البروفيسور ديفيد باركر من مجلس البحوث الطبية في جامعة إنجلترا ساوثامبتون إلى أن الحماية الأولية من الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض هشاشة العظام ومرض السكري يعتمد على التغذية الصحية للجنين.
الاحتياجات الغذائية : يتطلب الدور الإنجابي للمرأة تلبية بعض الاحتياجات الغذائية الخاصة؛ فالحمل فترة شاقة أكثر من الناحية التغذوية من حياة المرأة. فالتغذية المثلى لازمة لدعم:
– نمو المشيمة
– الزيادة في حجم تدفق الدم
– زيادة الإنتاج القلبي
– زيادة في مستويات السوائل
– التغيرات الهرمونية
– تغييرات في نسيج الثدي استعدادا للرضاعة الطبيعية
– تعديلات على الرئة والكلى والمسالك البولية والوظائف الإنجابية.
تبدأ التغذية المثلى قبل الحمل، وخير مثال على ذلك فيتامين حمض الفوليك المجموعة (ب) (وتسمى حمض الفوليك في شكل مكمل غذائي) هذا الفيتامين مطلوب للتطور الطبيعي للجهاز العصبي، خاصة إغلاق الأنبوب العصبي الذي يحدث خلال ال 6 أسابيع الأولى من الحمل. ولا تستطيع النساء أن تعلمن بأنهن حوامل لمدة تصل إلى 4 أسابيع، لذلك يجب ضمان تناول العناصر المغذية الكافية من حمض الفوليك في وقت قريب من الحمل. لهذا السبب يوصي مجلس البحوث الصحية والطبية الوطنية أن جميع النساء اللاتي يخططن للحمل يجب أن تأخذن ما لا يقل عن 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميا لمدة شهر واحد قبل الحمل المخطط (وبالتالي ننصح النساء الأكثر عرضة للحمل بتناول جرعات أعلى). وينبغي أن تستمر المكملات طوال الأشهر الثلاثة الأولى؛ ذلك لأنه إذا فشل الأنبوب العصبي على التكون بشكل صحيح فإنه قد يؤدي إلى ظهور العيوب الخلقية مثل السنة المشقوقة ، وهذه العيوب تؤثر على واحد في 5% من حالات الحمل في أستراليا.
مع استثناء الصوديوم والبوتاسيوم والكمية الغذائية الموصى بها منهما فإنه يجب على المرأة تناول جميع الفيتامينات والمعادن الضرورية بشكل أعلى خلال فترة الحمل (والرضاعة الطبيعية). لكن البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الاسترالي تكشف عن أن النساء لا تبلغن مستويات المعادن المطلوبة في أجسامهن ،على سبيل المثال 96٪ لديهن نسب قليلة من الزنك، وتقريبا 97٪ تفشلن في استيعاب حمض الفوليك بشكل كافٍ. ومن المذهل أن 100٪ من النساء الحوامل لا تستهلكن الحديد الكافي، في حين أن 60٪ تعاني من نقص في المغنيسيوم، و 79٪ لا يحصلن على ما يكفي من الكالسيوم من الغذاء؛ حيث يحتاج كل من الأم والطفل لكالسيوم مزدوج أثناء الحمل؛ فالكالسيوم ضروري لتنمية العظام والأسنان، وتشير بعض الدراسات إلى أن مكملات الكالسيوم قد تمنع في الواقع من إكتئاب ما بعد الولادة.
الأحماض الدهنية الأساسية في النظام الغذائي تؤثر أيضا على نمو الجنين. و من أهم هذه الأحماض ؛ حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA)، وهي موجودة في الأسماك (وأيضا في حليب الثدي). وتشير بعض الدراسات إلى أن كمية DHA الموجودة في حليب الثدي قد انخفضت بنسبة 35٪ على مدى السنوات ال 10 الماضية نتيجة للتغيرات في النظام الغذائي. كذلك يساعد هذا الحمض في بنية ووظيفة الدماغ، شبكية العين والجهاز العصبي ، حيث ينمو دماغ الجنين بشكل سريع خلال الأشهر الثلاثة الأولى ويعتمد على تناول الأم الأحماض الدهنية المطلوبة. وقد أظهرت الدراسات السريرية أن زيادة تناول الأم للأحماض الدهنية من خلال مكملات زيت السمك (الأسماك مثل التونة تكون عالية في DHA) ينتج عنه ارتفاع في مستويات حمض الدوكوساهيكسانويك DHA في الدم في الأطفال حديثي الولادة. ويستمر المخ في النمو والتطور السريع للسنة الأولى مع الإمدادات الكافية من الأحماض الدهنية الضرورية خلال هذه الفترة.
الحديد أيضاً يمثل أحد المتطلبات الغذائية الواجب توفيرها للأم خلال فترة الحمل بشكل ملحوظ ، ولا سيما خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل ، وهو ضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء الصحية لحمل الأوكسجين إلى جميع أنسجة الجسم بما في ذلك المشيمة. وتحتوي اللحوم على مصادر من الحديد على شكل هيم الحديد الذي يتم امتصاصه بشكل جيد في الجسم، والنباتيات هن الأكثر عرضة لخطر نقص الحديد في الحمل من أكلة اللحوم. حيث يزيد فيتامين C من امتصاص الحديد غير الهيم الموجود في المصادر النباتية.
بعض النصائح الغذائية
– ينبغي من الناحية المثالية أن تعالج التعديلات الغذائية من كلا الوالدين على مدار 4 أشهر على الأقل قبل الحمل و أن تحافظ الأم على النظام الغذائي طوال فترة الحمل وفترة الرضاعة.
– أكل معظم الحبوب الكاملة بما في ذلك الخبز والحبوب والارز والمعكرونة والفواكه والخضراوات.
– الأكل باعتدال من الأغذية الغنية بالبروتين بما في ذلك الأسماك والدجاج، البقوليات، المكسرات، والبذور، والبيض، ومنتجات الألبان واللحوم.
– الأكل في بعض الأحيان للأغذية الأحادية غير المشبعة والدهون مثل الزيتون، والكانولا والزيوت
– وأخيراً الحد من السكر والملح والشاي والزبدة غير المشبعة والدهون مثل زيوت عباد الشمس والقرطم.
– تجنبي الدهون المشبعة مثل الدهون الحيوانية والقهوة والكحول والسجائر.
متطلبات الطاقة : بعد الثلث الأول من الحمل، وزيادة الاحتياجات من الطاقة في اليوم الواحد. يجب اتخاذ الخيارات الغذائية المغذية لضمان الحصول على الوزن المطلوب، وعلى الرغم من أن العديد من العوامل قد تؤثر على زيادة الوزن في فترة الحمل، فيجب أن تكتسبين في المتوسط من 0.7- 1.3 كجم خلال أول 3 أشهر و 2 كيلوغرام خلال الثلث الثاني من الحمل، ومثلهم خلال الثلث الأخير .
ممارسة الرياضة : كذلك يجب أن يتضمن جدولك اليومي كمية معتدلة من الممارسة الرياضية مثل المشي والسباحة، أو اليوغا، وتشجيع اللياقة البدنية والقوة والمرونة التي لن تعزز فقط من بنية جسمك في فترة الحمل، ولكن أيضا سمكن أن تكون ذات فائدة كبيرة لك أثناء الولادة.
شاهد : دراسة أمريكية توضح ماهو تأثير ممارسة اليوغا أثناء الحمل