يحتل الوقت أهمية كبرى في حياة الإنسان، لأنه يُعد بمثابة عمر الإنسان، فكل يوم يذهب يأخذ من عمر الإنسان ويقربه من أجله، ولذلك على الجميع الحرص على استغلال الوقت على أكمل وجه، لكي يحقق لنفسه السعادة في الدنيا والآخرة، لكي يعود الوقت بالمنفعة عليه، ويجب على الفرد أن يدرك أن الوقت هو أغلى ما يملكه وعليه إنفاقه فيما ينفع فقط، لأن الوقت إذا انقضى لا يمكن إعادته مهما امتلك الإنسان من قوة، ولا يستطيع الإنسان أن يوقف عقارب الساعة لأي فترة حتى وإن كانت بسيطة، أو يبيع ويشتري الوقت.
مظاهر إهمال الوقت
تختلف أهمية الوقت وطرق استثماره من شخص إلى آخر، ولا تختلف باختلاف البيئات والمجتمعات، وهذا بالطبع يرجع إلى مدى إدراك الأفراد لأهمية الوقت في ارتقاء العقل وتطور مستوى المعيشة والحياة بوجه عام، وتتعدد مظاهر عدم الاهتمام بالوقت ونكران قيمته وتظهر في قضاء الأفراد لأغلب أوقاتهم في الشوارع والطرقات والمقاهي، والعبث واستخدام وسائل اللهو التي لا تعود بالنفع على الفرد والمجتمع.
يهمل الكثير من الأفراد أهمية الوقت ويعيشون حياتهم بفوضى كبيرة دون أي تنظيم وإدارة لأوقاتهم، فهم لا يستطيعون الانتفاع من ساعاتهم المهدورة، وليس لديهم القدرة على تنظيم أوقاتهم، بالإضافة إلى أنهم لا يرسمون خططًا توضح أهم الأعمال التي يجب القيام بها، وهذا يجعل لديهم أوقات فراغ طويلة فارغة بدون أي شيء هام، فيشعرون بالملل من روتين الحياة اليومي، وقد يكون هناك آخرون يخرجون من عمل ويرجعون إلى عمل آخر دون أي تنظيم ولا يجدون أي وقت فراغ لديهم.
إدارة وتنظيم الوقت
يمكن تعريف إدارة الوقت بأنها القدرة على القيام بالأمور الواجبة على الوجه الصحيح لها وفي الوقت المناسب، وتُعد هي التعبير الأمثل عن إدارة الذات بفاعلية، بالإضافة إلى أن إدارة الوقت تؤدي إلى إدارة العديد من الأعمال والواجبات، وتكون كلما تحكم الفرد في وقته وأنفقه بشكل إيجابي كلما أصبح أفضل في النتائج بالنسبة له، وتنظيم الوقت يعني استخدام الفرد للوقت المتاح له في تنفيذ جميع أعماله، ويكون ذلك عن طريق وضع خطة وأهداف محددة لتحقيقها، بواسطة رسم وإعداد الجداول والقوائم التي تحتوي على المهام المرجو تحقيقها يوميًا وأسبوعيًا وشهريًا.
أهمية تنظيم الوقت
تنظيم الوقت مهم من أجل استثمار الوقت في شيء مفيد يعود بالفائدة على الفرد، لأن عدم تنظيم الوقت يؤدي إلى تراكم الأعمال وزيادة الضغوطات، ومن أهم فوائد تنظيم الوقت ما يلي :
ـ الحصول على الرضا من الله عز وجل، فالوقت أمانة لدى الإنسان، والإنسان مسؤول عن وقته وعمره، وخلق الله سبحانه وتعالى لتحقيق أسمى الأهداف وتحقيق الخير في المجتمع، وعلى الإنسان أن يستغل وقته على أكمل وجه من أجل إعمار الأرض ونشر الخير فيها.
ـ التوفيق بين العمل والحياة الشخصية، على الإنسان العمل على تنظيم الوقت ووضع خططًا جداول تشتمل على كل ما يلزم القيام به من مهام، لكي يستطيع أن يؤدي أعماله على أكمل وجه، ويمكنه أن يؤدي واجباته العائلية وأن يقضي احتياجاته الشخصية وأن يضع جزء للترفيه دون أي ضغوطات.
ـ إنجاز الأعمال الخاصة بالأفراد وتحقيق الأهداف، لأن من ينظم وقته ويستغله أكمل استغلال يشعر بالرضى عن نفسه ويحقق الراحة التي يطمح إليها الأفراد جميعًا، ومن يضيع وقته ويقضيه بما لا يعود عليه بالنفع لا يلبث أن يندم ويشعر بالذنب.
نصائح للاستفادة من الوقت
ـ لابد من معرفة الأمور التي تؤدي إلى مقاطعة المهام المختلفة ومحاولة التخلص منها عن طريق القيام بوضع خطة لتنظيم واستثمار الوقت، والقيام بتحليل دورة الطاقة الخاصة بالشخص.
ـ يجب أن يقوم الإنسان بتحديد الوقت الذي يكون فيه في أفضل حالاته البدنية والعقلية من أجل معرفة وقت الذروة لدى الإنسان من أجل إنجاز المزيد من المهام في وقت أقل من المعتاد.
ـ السعي وراء اختيار طرق الاستفادة من الوقت بشكل يزيد من المال، وأيضًا محاولة رفع نسبة الربحية للوقت، واختيار النشاط الذي يمكن أن يساعد في إدارة الوقت.