تعرف الديدان الحلقية بأنها عبارة عن أجسام أنبوبية مقسمة إلى حلقات ، بعضها يعيش داخل التربة الرطبة ، وبعضها يعيش في المياه المالحة ، والبعض الأخر يعيش في المياه العذبة ، وأغلبها حرة والقليل منها متطفل ويتراوح طولها ما بين 1 مل إلى 3000 مل في الحلقات البحرية العملاقة ، وتضم شعبة الديدان الحلقية segmented worms ، ذات تجاويف جسمية حقيقية وتكون الحلقات متشابهة ، و قد تتحور وتندمج مع بعضها البعض .
الصفات العامة لديدان الحلقية:
– يفرز حول طبقة البشرة غشاء رقيق حول الجسم ، يسمى الكيوتكل cuticle.
– تفصل بين الحلقات الجسمية أغشية عضلية رقيقة تسمى septa .
– يقع أم الفم لها ، فص لحمي يعرف باسم ” prostomium ” .
– الغالبية العظمى من الديدان تحتوي على الأطراف والأقدام واللواحق الجانبية على كل حلقة جسمية.
– و تزود الأطراف بحزمة أو أكثر من الاهلاب الكايتينية chaetae.
– داخل كل حلقة جسمية يوجد زوج من الأنابيب الكلوية المسماه nephridia.
– يتم التنفس عن طريق الجسم والأجناس عادة ما تكون منفصلة .
– تنشأ البويضة المخصبة من يرقة حرة .
– تعيش الديدان الحلقية في اليابسة والماء إما داخل الحفر أو متجولة .
تنقسم الديدان الحلقية إلى ثلاث أصناف رئيسية :
1- الصنف الاول ، عديدة الأهلاب class polychaeta ، و يمتاز بوجود أطراف جانبية مزودة بعدد كبير من الاهلاب الكايتينية ، و تكون الأجناس منفصلة ، ويتم الإخصاب خارج الجسم ، مثل النيرس nereis.
2- الصنف الثاني ، قليل الأهلاب class oligochaeta ، ويمتاز هذا الصنف بانعدام الأطراف الجانبية ، ويوجد أعداد قليلة من الاهلاب الكايتينية ، وتكون مغروزة داخل جدار الجسم ، ويحدث التزاوج والإخصاب ، بين فردين ، ويتم وضع البويضة داخل شرنقة ، مثل lumbricus.
3- الصنف الثالث ، العلقيات class hirudinea، ويتميز هذا الصنف بفقدان الأطراف الجانبية والاهلاب ، ويوجد في كل طرف من طرفي الجسم ، hirudo ، ويتم وضع البيض في شرنقة وتنمو منها ديدان صغيرة مباشرة كما في صنف قليل الأهلاب مثل hirudo.
الدودة الرملية nereis:
الديدان الرملية تعيش على الشواطئ الرملية ، لذلك تسمى الدودة الرملية ، ويمكن مشاهدتها مع تجمعات المحارات لذلك تسمى الدودة المحارية، لها شكل نحيف نسبيًا و مضغوط من الناحية الظهرية البطنية ، وتكون جهة الظهر مقوسة ، وناحية البطن مسطحة ، ويبلغ طول الدودة ما بين 20- 40 سم أما العرض 2-6 ملم، ويختلف لون الدودة حسب اللون والعمر و البلوغ .
فعادة ما يكون اللون أزرق مائل إلى الخضرة مع صبغة خفيفة من اللون الأحمر والبرتقالي ، وينقسم جسم الدودة لجزئين هما الرأس والجذع ، ويتميز الرأس إلى منطقة قبل الفم ، ومنطقة حول الفم وتكون عبارة عن فص مثلث الشكل ، والفم عبارة عن فتحة مستعرضة وتحمل زوجين من الذؤابات ، والجذع يقع خلف الرأس وتتشابة الحلقات بالشكل باحتوائه على الأقدام الجانبية استثناء الحلقة الأخيرة .
والأهلاب عبارة عن تراكيب كايتينية صلبة طويلة ونحيفة ، لكي تساعد الدودة أثناء السباحة ، فتعمل عمل المجاديف ويتكون كل هلب من جزئيين منفصلين هما الساق القاعدي ، والنصل النهائي ، وتتغذى دودة النيرس على القشريات والحيوانات الصغيرة والنواعم والديدان الصغيرة ، وتفتقر الدودة إلى الأعضاء التناسلية و تنشأ الخلايا التناسلية من الغشاء البريتوني، وتكون على هيئة أمهات النطف في الذكر وأمهات البيوض في الإناث.
دودة الأرض lumbricus:
للدودة شكل اسطواني من النهايتين ، خاصة الجهة الأمامية والجسم مقوس ولها 100 حلقة أو يزيد ، وتتميز الدودة باللون الوردي الفاتح ، وليس لدودة منطقة رأسية ، هي خالية من الأعين والمجسات واللوامس ، وفي كل حلقة جسمية أربعة أزواج كايتينية قوية للمساعدة على الحركة ، وتتكون القناة الهضمية من أنبوبة مستقيمة كاملة تبدأ بالفم وتنتهي بالمخرج وتتألف من الفم ، والبلعوم والمريء ، والحوصلة والقانصة والأمعاء.
يتم حدوث التزواج بين دودتين حيث تستطيع كل دودة تكوين الشرانق ، حيث تكون الخلايا الغدية للسرج، عن طريق إفراز مادة لزجة وسرعان ما تخف وتكون تركيب أنبوبي أو بيضي يسمى شرنقة cocoon ، والتي تنزلق في الاتجاه الأمامي للدودة ، ولا توجد مراحل يرقية ، فتخرج الدودة من البيضة أو الشرنقة وهي شبيهة تماما بالدودة.
العلق الطبي hirudo:
ويعيش في الماء العذب ، وهو طفيلي يمتص دم الحيوانات الفقرية كالأسماك والضفادع ، وطول الدودة 5-10 سم ، وتمتلك قدرة فائقة على التقلص والانبساط ، ويبدو جسم الدودة مضغوط من الجهة الظهرية البطنية ، وفي الفم يوجد الأسنان الكايتينية والبلعوم يكون عضلي يعمل على امتصاص الدم من جسم المضيف ، وأيضًا يتصل البلعوم بالمريء القصير و تنتج الغدد اللعابية في العلق الطبي مادة الهيرودين hirudin، والتي تمنع من تخثر الدم أثناء قيام الدودة بامتصاصه من جسم المضيف .
ويتم الإخصاب بين دودتين ويتكون الجهاز التناسلي من مبيضين والذكري من تسعة أزواج من الحصى ، ويتم وضع البيوض المخصبة في شرنقة ، وتدفن بالطين وبعد الفقس تخرج الديدان الصغيرة إلى الماء ، وتشرع في التغذي على عصارات الحشرات المائية .
أهمية الديدان الحلقية:
– تستعمل أنواع معينة من الديدان الحلقية كغذاء للأسماك.
– تقوم الديدان بحفر التربة مما يساعد على تهوية وإيصال الرطوبة لها.
– تستخدم مادة الهيردوين بها لمنع تخثر الدم.
أضرار الديدان الحلقية:
– تعمل ديدان الأرض كمضيف وسطي لبعض الطفيليات التي تصيب الدواجن.
– تهاجم أصداف المحار مما يؤثر على وزن اللؤلؤ في محار الخليج العربي.
– تهاجم العلقيات الإنسان والفقريات الأخرى لامتصاص الدم.