تعمل التقنيات الناشئة على تغيير التعليم والعالم كما نعرفه ، ولكن بينما يعرف كثير من الطلاب وفي الواقع البالغين كيفية استخدام التكنولوجيا ، فإنهم نادراً ما يفهمون كيف تعمل .

إن الاضطراب الرقمي يحول كلاً من الصناعات التحويلية والخدمية ، ومن أجل الاقتصاد والقوة العاملة الأسترالية المستقبلية يجب أن تبدأ وتحدث الكثير من التغييرات ، وستمكنهم المهارات التي يطورها الطلاب عندما يتعلمون تكنولوجيا البرمجة من المشاركة في هذه القوة العاملة في المستقبل حيث ستكون المرونة وخفة الحركة والتفكير الريادي في طليعة العديد من المهن .

حاجة الآباء إلى برمجة الكمبيوتر

إن الترميز أو الشفرات أو برمجة الكمبيوتر هي الطريقة التي يدير بها الأشخاص ويتواصلون مع أجهزة الكمبيوتر والأجهزة ، ويمكن وصفها بأنها العملية التي يتخذها الأشخاص لتصميم برامج الكمبيوتر وكتابتها واختبارها وتصحيحها .

إن فك الشفرات والترميز في التعليم هو عبارة عن فهم عملية كيفية عمل الكمبيوتر ، ولا يعني تعليم الأطفال الشفرة أننا نتوقع أن يكبروا جميعهم وأن يصبحوا مبرمجي كمبيوتر محترفين .

لعدة قرون علمنا الأطفال كيفية كتابة الموسيقى وغيرها من الدراسات ، لكننا لم نتوقع أن يصبحوا جميعهم ملحنين محترفين أو موسيقيين أو فنانين موسيقيين ، ونحن نعلم الطلاب التربية البدنية وكيفية ممارسة الرياضة ، لكننا لا نتوقع من جميع الأطفال أن يصبحوا نخبة أو رياضيين منافسين ، كما نعلمهم العلوم والتاريخ ، لكننا لا نتوقع أن يصبح جميع الأطفال علماء أو مؤرخين .

لكن ما نتوقعه هو أن جميع الأطفال في جميع المدارس يتم منحهم الفرصة للتعرف على العالم الذي يعيشون فيه وكيف يعمل وكيف يمكن أن يكونوا ناجحين فيه ، وفي المشهد الرقمي المتغير باستمرار الذي نعيش فيه الآن ، أصبح التعرف على الأنظمة الرقمية والقدرة على الإبداع من خلال الكود والشفرات مكونًا أساسيًا للتعليم المتوازن لكل طفل ، ولا نعتقد أنه من المقبول أن يعرف الأطفال كيفية استخدام التكنولوجيا ، ولكنه يحتاجون بالفعل إلى معرفة كيفية فهمه وكيفية استخدامه كمادة بناء .

تشجيع الأطفال على فك الشفرات

لا أحد يستطيع أن ينكر بأن التكنولوجيا باتت الحاضر الدائم في حياتنا اليومية وذلك من أبسط الأمور إلى أكثرها تعقيداً في حياة الكبار والصغار ، وقد يختلف البعض حول تأثيرها السلبي لاسيما على الأطفال إلا أن الأكيد أنه لا مفر منها ، والمهم أن نعرف كيف نستغلها بطريقة إيجابية ، ويعمل كثيرون على إيجاد طرق حديثة لتعليم الأطفال منذ الصغر أساسياتها من خلال لغات الترميز وفك الشفرات .

يمكن للوالدين تشجيع الترميز وفك الشفرات بنفس الطريقة التي يشجعون بها الأطفال على تجربة أشياء جديدة ، ويمكن تعليم الكثير من المفاهيم المبكرة في منهج التقنيات الرقمية دون استخدام جهاز رقمي فعليًا لأنه يدور حول التفكير .

إن تعلم فك الشفرات والترميز يشجع الأطفال على اتباع التوجيهات وحل المشكلات والتفكير بطريقة حسابية سليمة ، ولا يحتاج الآباء إلى معرفة كيفية ترميز هذا النوع من التفكير مع أطفالهم .

إن تعليم الأطفال على فك الشفرات والترميز بات بمتناول الجميع لا سيما في عصر يملك فيه الجميع تقريباً الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية ، ولذلك تريد كثير من المدارس أن تجعل من الاستعمال اليومي على الألعاب الإلكترونية أمراً إيجابياً ليدرك الأطفال قوة وقدرات الكمبيوتر خاصة مع التغييرات الحاصلة في علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي ، حيث يستطيع أي كان أن يتعلمها ويستخدمها .