يفخر كل مواطن إماراتي بالتطور الذي حدث في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قامت أسس التطوير وفق مفهوم تبنته القيادة الرشيدة في الإمارات حيث كان الاستثمار في بناء المواطن ووضعه على قمة الأولويات هو حجر الزاوية في تحقيق التطور والتقدم، وقد تمكنت الإمارات من ترسيخ أسس الحكم الرشيد.

وبناء المؤسسات الوطنية القوية القائمة على مبادئ ومعايير الشفافية والمساءلة، وسيادة القانون، والمواطنة، وما يجعل من هذا النهج صائبا أن دولة الإمارات موجودة في ترتيب متقدم في مختلف التقييمات الدولية في المجالات المختلفة، وهي تقييمات تقوم على معايير عالمية ومنهج علمي رصين يتميز بالموضوعية ويحتكم للواقع.

بدايات التطور

وجدت القيادة الرشيدة والتي كان في طليعتها الزعيم الراحل الشيخ زايد أل نهيان، أن اتحاد الإمارات في دولة واحدة كفيل بجعل هذه الدولة تحقق التطور المنشود الذي كان يخطط له، وبالفعل نجحت مساعي هذا القائد المؤسس في مهمة توحيد الإمارات السبع لتكون دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي منذ بدايات تأسيسها في عام 1971 وهي تطور من نفسها بشكل يدعو للفخر، إذ تحولت من بلد أو بالأحرى من بضع إمارات منعزلة إلى دولة قوية، وقد ساهم اكتشاف النفط في الخمسينيات من القرن الماضي إلى حدوث نقلة نوعية للاقتصاد الإماراتي الذي كان جل اعتماده قبل النفط على صيد الأسماك والؤلؤ، إذ تعتبر الإمارات اليوم من أهم المراكز الاقتصادية في الشرق الأوسط، ومركز تجارة عالمي، كما أن بعض الشركات الإماراتية استثمارات كبيرة في دول عديدة من العالم.

رئيس الدولة

يتولى الشيخ خليفة بن زايد الذي كان حاكم إمارة أبو ظبي، منصب رئيس الدولة في نوفمبر 2004 بعد وفاة والده رئيس الدولة والمؤسس الأول الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

وتتمتع الإمارات السبع التي تتكون منها الدولة بقدر كبير من الاستقلالية، ويتكون مجلس من حكام الإمارات السبع يتولى صلاحية تعيين رئيس الحكومة وأعضائها.

وتنطلق دولة الإمارات في نجاحها وتقدمها على مجموعة من الثوابت التي وضع أسسها المؤسس الأول الشيخ زايد رحمه الله، حيث اتفق مع أشقائه حكام الإمارات على اعتماد اللامركزية في الحكم وفي إدارة شئون البلاد، وهو ما وفر للدولة وإماراتها مساحة كافية من اتخاذ القرار الذي يتسق مع المحددات  والثوابت الراسخة للدولة.

وكانت حكمة القائد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، بمساعدة أشقائه حكام الإمارات في وضع دستور يحمي الدولة ووحدتها ويعزز من قوتها ويضمن سلامة أراضيها ويقدم أولويات المواطن الإماراتي على أي أولويات أخرى.

التطور في الإعلام

تعد دولة الإمارات مركزا إقليميا عالميا مهما للإعلام، فقد تأسست في مدينة دبي ومدينة أبو ظبي مناطق إعلامية متكاملة لاجتذاب المحطات والتلفزيونات الكبرى في مجال الإعلام العالمي مثل رويترز، فوكس نيوز، سي أن أن، وسوني، كما أن الإمارات من أكثر الدول العربية التي يستخدم مواطنيها شبكة الانترنت.

تطور التعليم في الإمارات

حدثت نقلة نوعية كبرى في مجال التعليم في الإمارات وتدل على تلك النقلة وهذا التطور التقييمات الدولية والمؤشرات العالمية للتطور في مجال التعليم.

لقد تحولت الإمارات من دولة ليس بها عدد كاف من المدارس التي تستوعب أبنائها إلى مكانا تتسابق الجامعات والأكاديميات الدولية الكبرى لإنشاء فروع لها بالإمارات، لتتحول الإمارات إلى صرحا علمياً متميزا وفريدا يرتقي بالتعليم، ويقدم لأبنائها تعليما يضارع مثيله في الدول المتقدمة حيث يهتم ببناء المواطن الإماراتي بما يوافق رؤية الدولة ويحافظ على هويتها.

وحظيت المرأة في الإمارات بنصيب وافر من التمكين ووضعت الدولة رؤيتها للمساواة بين الرجل والمرأة، وحظيت المرأة بفرص متساوية مع الرجل في مجالات عديدة ووصل عدد النائبات البرلمانيات في الإمارات إلى عدد لم يصل إليه دولة عربية من قبل.

 لماذا نجحت الإمارات

منذ بداية تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة والتي بدأت منذ 43 سنة، وهي مثالا إقليميا وعالميا في النجاح والتقدم والتطور.

فقد حققت معدلات غير مسبوقة في مسيرة التطور، إذ أن الإنجازات التي تحققت تجاوزت المدى الزمني الذي كان مخططا لها أن تتم فيه، وهو ما تؤكده معدلات التنمية والأرقام والتقييمات الدولية عندما ترصد مدى ما حدث من تطور في مجال ما من المجالات .

 التسامح سمة التطور في الإمارات

يندهش أي متابع حينما يكتشف أن دولة الإمارات يعيش فوق أرضها أكثر من 200 جنسية من مختلف دول العالم، يظللهم التسامح وثقافة قبول الآخر وفكر المواطنة الذي يحمي التعدد دون التفريض في الثوابت الوطنية والهوية.

لقد تمكنت دولة الإمارات بفضل هذه الرؤية من جذب الشركات الكبرى ورؤوس الأموال من دول العالم المختلفة، وهو ما ساعد على تطور مذهل للاقتصاد الإماراتي ، كما ساهم في خلق نسيج اجتماعي مترابط ومتماسك لا يعرف للعنف أو التطرف طريقا.

 يضاف إلى ماسبق أن الدولة وضعت نصب عينيها أن تكون الإمارات العربية المتحدة نموذجا جاذبا في كل المجالات، فعمدت على تأهيل الدولة ببنية تحتية تستوعب أي أعمال وأي زيادة سكانية في المستقبل، وتضمن في نفس الوقت وصول الخدمات للمواطن بشكل سلس وبسيط دون حدوث مشكلات تعوق عيشه اليومي ومساهمته في العمل على تقدم الدولة.