ولد نابليون الثالث أو شارل لويس نابليون بونابارت 20 إبريل 1808م ، وتوفي عام 1873م ، وهو رئيس فرنسا السابق ما بين عامي 1848- 1852م ، وأصبح إمبراطورا لفرنسا ما بين عامي 1852 – 1870 م .
قام الخديوي اسماعيل باللجوء إليه بعد النزاع مع شركة حفر قناة السويس ، ومطالبة إسماعيل بخفض عدد العمال المصريين في المشروع واستعادة الراضي التي ضمتها الشركة للحكومة المصرية مجددا ، وهنا قال كلماته الشهيرة ” “أريد القناة لمصر لا مصر للقناة” ، وأصدر نابليون حكما جائزا على مصدر بدفع 35 مليون جنيه تعويضا لشركة قناة السويس .
حياة نابليون : نابليون من مواليد باريس وابنا للويس بونابارت ملك هولندا وشقيق نابليون الأول ، وفي عام 1819 م صدر قانون فرنسي بنفي عائلته خارج فرنسا ، لذلك نجده قضى فترة شبابه ما بين أيطاليا ، ألمانيا وسويسرا ، وفي عام 1832م أصبح رب أسرته ، وكان على علاقة ببعض المجموعات الثورية مثل “الكربوناري” في إيطاليا ، وحاول نابليون أن يطيح بحكومة “لويس فيليب” الملكية في “ستراسبورج” عام 1836م ، وجدد المحاولة في بولونيا عام 1840م .
لكن تم سجنه بعد فشل آخر محاولة عام 1840م ، وتمكن من الهرب إلى إنجلترا عام 1846م ، وكتب كتاب الأفكار النابليونية (1839) خلال هذه السنوات ، وأوضح سيرة عمه كمثال ، كما قام بكتابة كتب “إنقراض الفقر” ، حيث قدم بعض الأفكار التي تساعد على الحد من الألم والفقر ، وعندما ظهرت الجمهورية الفرنسية الثانية بعد ثورة 1848م ، عاد لويس نابليون وانتخب في المجلس ، وأصبح رئيسا بعد تمكنه من الفور ب55 مليون صوت من 75 مليون نظرا لشهرته وقام بتأدية اليمين الجمهوري .
قيام الجمهورية الفرنسية عام 1848م : مر على هزيمة نابليون في معركة واترلو 33 عاما ، وفي هذه الفترة أصبح حكم فرنسا في يد الملوك مجددا ، وآخرهم الحاكم الصالح لويس فيليب ، حيث ساد السلام وعم الرخاء في ظل حكمه لفرنسا ، ولكن الفرنسيين لم يكتفوا بهذا ، حيث كانوا يتطلعون إلى تحقيق أمجاد خارجا ، مثلما حدث وقت حكم نابليون بونابارت ، فهم يتذكرون أمجاده فكانت فرنسا أعظم دول فرنسا وقتها ، فكانت له انتصاراته في أوسترلتز ، جينا ومارنجو ، وكانت هناك مقارنة بينه وبين الملك فيليب طيب القلب والجدير بالإحترام ، ولكن عصره لم يكن عصر البطولات والأمجاد ، ونتيجة لذلك قامت الثورة الفرنسية الثانية عام 1848م ، وتم اجبار لويس فيليب على مغادرة البلاد وأعلنت الجمهورية .
شارل لويس نابليون بونابارت : كان نابليون بونابارت عما لشارل لويس ، الذي كان يحلم دائما بالملك ، ورئاسة الإمبراطورية النابوليونية الثانية ، ولكن كانت له بعض المغامرات المندفعة في فترة شبابه ، حيث حاول قيام ثورة في فرنسا مرتين ، ونفي في المرة الأولى إلى أمريكا ، ثم انطلق مجددا ومعه مجموعة من زملاؤه من إنجلترا ، وكان يرغب في هزيمة الجيش الفرنسي مثلما فعل عمه بعد رجوعه من جزيرة إلبا ، ولكنه فشل ، وتم القبض عليه وهو يحاول الهرب إلى زوقه أثناء سباحته في الماء ، وتم سجنه من قبل الحكومة الفرنسية التي عاملته بالحسنى ، ولكنه هرب إلى إنجلترا .
ترشح لويس نابليون لرئاسة الجمهورية : عاد لويس نابليون من إنجلترا بعد قيام الثورة 1848م وقام بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية الثانية ، ليتم عمل استفتاء بأخذ أصوات الشعب الفرنسي ، ولكنه تمكن من الفوز باكتساح هائل للأصوات ، وأصبح خلال أسابيع رئيسا رسميا للدولة بعدما كان شخصا وحيدا ومنفيا خارج البلاد ، ولكن كانت فترة الحكم 4 سنوات فقط ، لذلك قام بقلب نظام الحكم وسيطر على السلطة بالقوة ، مع اقتراب إنتهاء فترة حكمه ، عام 1851 م ، حيث قام بسجن رجال الحكم ومقاومة بعض الرجال المتشبثين وسجنهم ، وتم الإستفتاء مجددا بعد مرور عام واختار الفرنسيون أن يصبح نابليون بونابارت إمبراطورا ثالثا لهم .