ظاهرة الغش ، و عدم الإتقان في العمل تعد من إحدى الظواهر السلبية التي انتشرت بشكل كبير في مجتمعاتنا العربية و الإسلامية على الأخص ، و أنعدم بشكل كبير في المقابل الإخلاص في العمل و الإخلاص بمفهوم العام هو ذلك الشعور الذي يعني حب شئ ، و بالتالي منحه الوقت ، و الجهد و الطاقة اللازمة لعمله على أحسن وجه بل و الامتناع عن التقصير فيه أي أن الإخلاص في العمل يعني أداء العمل بكل ضمير و بكل مسئولية ، و إنجازه بأحسن صورة ممكنة أي أن يكون شعور الإخلاص صادر بشكل مبدئي من الفرد بالمراقبة عليه أو يدعوه لأداء عمله بالشكل المناسب ، فالإخلاص في العمل يعد هو ذلك العامل المحرك و الأساسي للنهضة فمنذ خلق الله عز وجل الأرض و ما عليها ، وحتى قيام الساعة فإن العمل هو وسيلة استثمار القدرات الإنسانية و الموارد الطبيعية في مختلف المجالات ، و ذلك من أجل غاية تهدف إلى الارتقاء والنهوض بالمجتمعات الإنسانية ، وتحقيق الرخاء لها و التطور ، حيث قد حثت المبادئ و الأفكار الإنسانية الراقية على أهمية العمل و على أهمية إدراك مفهوم إتقان ، و بذل الجهد فيه أي الإخلاص من جانب الفرد في أداءه لما في ذلك من أداة أساسية مساعدة على تطور الأمم و نهضتها ، حيث لا يقصد بمفهوم العم هو شقه الإنتاجي فقط ، بل أن مفهوم الإخلاص في العمل هو مفهوم واسع و شامل ، فهو يشمل العديد من النواحي والأمور والأبعاد فمثلاً قضاء الوقت في تقديم المساعدة للمحتاجين هو ضرب من ضروب العمل ، و العمل على نشر الأفكار و الوعي في المجتمع سواء إزاء قضية معينة أو مجموعة من القضايا بشكل جيد هو الإخلاص في أداء العمل .

التأثير السيئ و السلبي لفقدان الإخلاص في العمل

من المعروف أن لن يستوفي العمل غاياته بشكلها المطلوب و الجيد دون أن يخلص العامل أي القائم بالعمل في ذلك العمل ، حيث لا يعد العمل فقط  بكثرة الإنجاز بل يقاس العمل الجيد بقيمة الإنجاز المقدم ومدى إتقانه و خروجه بالشكل المميز و الجيد له ، و لعل ظاهرة انعدام الإخلاص في العمل من إحدى أهم أسباب تخلف الأمم و الدول و المجتمعات حتى يومنا هذا .

الأسباب المؤدية إلى فقدان الإخلاص في العمل

ينعدم  الإخلاص في العمل بفعل العديد من الأسباب و منها :-

أولاً :- حاجة القائمين بالعمل إلى تلبية متطلباتهم بشكل كامل ، ودون نقصان ، حيث يكون الدافع لذلك هو من يعمل إلى دفعهم للتركيز على الكم عوضاً عن النوع .

ثانياً :- عدم وجود أداة ناجحة تعمل على تقديم الحوافز سواء المادية أو المعنوية إلى العاملين ، حيث في الغالب ما تهتم الإدارات غير الناجحة على زيادة العوائد المادية على حساب الإبداع و الإتقان في العمل مما يتسبب في قتل أي حافز نفسي للإبداع في العمل ، ويجعل من العاملين أشخاصاً غي مبالين ولا مكترثين من الأساس بالعمل الذي يقومون به .

ثالثاً :-  اليأس المجتمعي له دور كبير للغاية في ضياع الإتقان و الإخلاص في العمل ، حيث يجب أن يعالج هذا السبب أولاً من جانب الحكومات التي أفقدت شعوبها ثقتهم فيها ، ومعنى فقدان الشعوب للثقة في الحكومات يعني عدم نجاح أي محاولة جادة للإصلاح تطرأ لفقدان المجتمع الأمل في المستقبل المشرق أو المزدهر و بالتالي يضيع الشعور بالإخلاص في العمل لديهم .

كيفية الإخلاص في العمل 

يوجد عدداً من الأسباب اللازمة و الهامة للإنسان و التي تمكنه من الوصول من خلالها إلى إخلاصه في عمله و منها :-

أولاً :- حرض الإنسان أن تأدية عمله بإخلاص ، و ذلك ابتغاء لوجه الله عز وجل .
ثانياً :- حب الإنسان لمجال عمله من الأساس و ليس من أجل جني الربح أو المال فقط منه .

ثالثاً :– يجب على الإنسان أن يكون ملماً بشكل جيد بمدى قدراته الجسدية و العقلية ليستطيع قياس قدرته على تنفيذ عمل ما و بالتالي لم يستلم أعمال أو مهام ليست لديه القدرة اللازمة على إنجازها و القيام بها بالشكل الأمثل .

رابعاً :-  ضرورة الحرص من جانب الإنسان على بذل الوقت و الجهد في العمل و العمل على إنجازه بالشكل الجيد و بالوقت المطلوب .
خامساً :- الابتعاد عن الكسل والتأجيل الغير مبرر لأداء العمل من جانب الفرد .
سادساً :– إتقان العمل و الإخلاص فيه يعني أهمية الفرد في المجتمع و أهمية دوره فيه .
سابعاً :- الحرص على تطوير الذات و اكتساب المهارات الجديدة في مجال العمل .