إيفا بيرون ملكة الأرجنتين في الفترة من [1946- 1952] وذلك حتى وفاتها في عمر الثالثة والثلاثين من عمرها متأثرة بمرض السرطان الذي داهمها وهي في سن صغير، بعد وفاتها استطاع الشعب كشف الكثير من الأسرار التي كانت تخفيها “القديسة إيفا” كما كان يطلق عليها شعبها.
الحفلة الخيرية:
ولدت إيفا دوارتي في عام 1919 في إحدى قرى الأرجنتين، والتي ظلت بها حتى بلغت الخامسة عشر من عمرها لتنتقل إلى العاصمة بيونس إيرس وذلك لتعمل في مجال التمثيل حيث كانت تتمتع بالجمال والجاذبية، وعندما وصلت إلى عمرها الرابع والعشرين كانت هذه اللحظة الفاصلة في حياتها ففي إحدى الحفلات الخيرية في 1945م كانت إيفا تعمل على جمع الأموال والتبرعات لضحايا الزلزال الذي حدث في إحدى مناطق الأرجنتين وفي هذه الحفلة التقت بالكولونيل “خوان بيرون” الذي أعجب بها منذ الوهلة الأولى، وما هي إلا أيام قليلة حتى أصبحت إيفا زوجة الكولونيل وفي العام التالي 1946 أصبحت إيفا السيدة الأولى للأرجنتين بعد فوز زوجها في الانتخابات الرئاسية للأرجنتين.
إيفا بيرون في القصر الرئاسي:
حرصت منذ الحظة الأولى التي حصلت فيها إيفا على لقب سيدة الأرجنتين الأولى على مساعدة الفقراء والمحتاجين، وهو ما كرست له حياتها فقامت إنشاء “صندوق إيفا للأعمال الخيري” والذي كانت من خلاله تدعم الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة والمنكوبين والفلاحين فقد كانت تقدم لهم الطعام والغذاء في بعض الأحيان بنفسها، وكانت توزع الألعاب والحلوى على الأطفال الفقراء وكذلك الملابس والأغطية حتى أطلقوا عليها “القديسة إيفا” و”الملاك الصغير إيفا” تعبيرًا عن امتنانهم لمجهوداتها الخارقة في دعم أبناء شعبها وتقديم كافة الخدمات لهم.
وفاة الملاك الصغير:
أصيبت إيفا بمرض السرطان الذي لم يمهلها الوقت الطويل حتى توفت في عمر الثلاثة والثلاثين من عمرها، وذلك في عام 1952 وهو ما كان بمثابة صدمة لشعبها الذي خرج وراءها لتشييع جثمانها وسط بكاء وحزن الجميع الذي لم يستطيع تحمل فقد هذا الملاك الذي كان يرعى الشعب، ويوفر له كل ما يحتاجه خاصة الفقراء منهم والمحتاجين.
صدمة الشعب:
لم يمر على وفاة إيفا سوى ثلاث سنوات حتى ينتهي بذلك حكم الملك “خوان بيرون” وذلك بعد الانقلاب الذي قاده الكولونيل “لوناردي”، الذي قام بفتح أبواب القصر أمام عامة الشعب الذي وقع تحت صدمة كبرى في ملاكهم الصغير إيفا بيرون، فقد كانت الملكة إيفا تمتلك 15 سيارة سباق من أغلى الماركات العالمية، أما عن حسابها البنكي الذي قد تخطى العشرة ملايين دولار في البنك الوطني الأرجنتيني والمائة مليون دولار في البنوك السويسرية أما عن خزائن قصرها فكانت تشبه مغارة على بابا التي يتحاكون عنها في الأساطير فقد كانت مملوءة بالذهب ومجموعة من الأحجار الكريمة والنادرة، وفي غرفة ملابسها عثر أفراد الشعب على مجموعة من أفخر أنواع الأحذية المصنوعة خصيصًا من فراء المنك النادر، أما عن الملابس فقد كانت جميعها من أشهر بيوت الأزياء العالمية.
انكشاف الخدعة:
بعد ذلك علم الشعب الأرجنتيني أنه وقع تحت تأثير ملكة مخادعة استغلت الفقراء في جمع القروض من صندوق النقد الدولي، ومن البنوك الأوربية وأودعتها في حسابها الخاص ولم تكن تنفق على شعبها سوى الفتات من هذه الملايين، والذي كان طيلة فترة حكمها يدعو لها بالعمر المديد وعند وفاتها بكى حزنًا على رحيلها، ولكنه الآن علم أنه وقع تحت تأثير خدعة كبيرة أجادت إيفا حياكتها بكامل تفاصيلها.