إن “تذكرة داوود” ، وهو كتاب للمؤلف “داوود الأنطاكي ” ، والذي يضم وصف لأبرز العطارات والأعشاب الرائجة والشائعة الإستخدام ، كما يقدم شرحا مختصرا لمميزاتها وخواصها الطبيعية والكيميائية ، كما قام بالإشارة إلى طريقة استخلاصها ومواطن انتاجها ، وتأثيرها على الوظائف الفسيولوجية في الجسم .
قام المؤلف بتقسيم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء :
الجزء الأول : شرح تفصيلي عن حوالي 3 آلاف عشب ونبات منظمة وفقا للحروف الهجائية .
باقي الأجزاء : قام بتخصيصها للأمراض المختلفة والوصفات العلاجية لها .
من المعروف أن المعلومات الموجودة في هذا الكتاب نقلا عن كتب علماء يونانيين ، وبشكل خاص كتاب “العقاقير البسيطة ” ، للعالم “جالينوس” اليوناني ، وكتاب “كناشة” للعالم “أهرف القس” ، ويظن البعض أن العالم “داوود الأنطاكي لم يترجم هذا الكتب بنفسه، فيقال أنه عمد إلى النقل مع التعديل والزيادة ، من كتب أخرى لعلماء العرب مثل “الحاوي في الطب” ، الأقر باذين” للعالم أبي بكر محمد بن زكريا الرازي ، كما قام الأنطاكي بعمل وصفات وقام بتجيريبها ، ووجد أنها تساهم في شفاء الأمراض وضمن نتائجها ، فلم يتوقف دوره على نقل المعلومات والوصفات فقط .
الكاتب داوود بن عمر الأنطاكي :
داوود الانطاكي الذي عاش من عام 1534 حتى 1592 ، وكان صيدلي ، طبيب وفلكي ، وولد في سوريا في قرية الفوعة ، ولكن عاش معظم حياته في أنطاكية ، ولذلك نسب إليها ، أجاد اللغة اليونانية والعربية ، وكان مهتما بخصائص الأعشاب والنباتات الطبية ، والبحث في كيفية العلاج بها ، وانتقل بين البلاد منها دمشق والأناضول لطلب العلم ، ولكنه استقر في مكة حتى توفاه الله.
ومن أبرز مؤلفاته ” تذكرة أولي الألباب ” ، “الجامع العجب العجاب” ، “آخر الصيادلة العرب العظام ” ، “المعالجين بالادوية الطبية ” ، وعاش داوود الأنطاكي في القرن السادس عشر الميلاد ، وكان كفيف البصر ، ولكن لم يعيقه ذلك في تعلم عدة لغات ، والسفر إلى عدة دول مثل تركيا ، مصر والشام ، وأقام لفترة في مصر ، وعمل بها رئيسا للصيادلة ، وخلف وراءه كتب في الدواء والطب ، وأبرزها كتاب الذي جمع فيه أكثر من 3 آلاف نبات وهو “تذكرة داوود” .