نشتاق من الحين للآخر لسماع الشعر العربي بقلم من أقلام الشعراء العرب المبدعين، الذين يكتبون أعذب الكلمات التي تطرب القلب، وتروي عطش الألسنة، ومن ضمن الشعراء المتميزين دائما هو الشاعر القطري ” حمدان المري” الذي استطاع أن يقدم الكثير من القصائد الرائعة التي لا غبار عليها، حتى زاد الشعر القطري الكثير من القصائد التي خلدها التاريخ ليكتب اسمه بحروف من ذهب، واليوم هو موعد مع أفضل القصائد التي كتبها الشاعر القطري حمدان المري.

قصيدة الأماكن
البرد لهفة شـوق والليـل ساكـن
وانـا تشفقـت اللقـاء وأحتريتـك
الله عطاني اياك وأصبحت واكـن
علـى الله انـي لا بغيتـك لقيتـك
مؤمن بما يكتـب لـي الله ولكـن
بليت نفسي فيـك عشـق وبليتـك
تغيـب وعيونـي عليـك يتباكـن
لو انك تسقيني الوصل ما ارتويتك
خليت حسرات الزمـان يتراكـن
بين الرجاء والياس ليتـك وليتـك
داويت جرح” من قسى الوقت ماكن
والا فتعطيني ربـع مـا عطيتـك
وخليت ناقلـت الهـروج يتحاكـن
ومن كثر ما اجحد أحسبني نسيتك
ما شفت قلبي والعيـون يتشاكـن
أغير منهم من كثـر مـا هويتـك
سريت لك مشتاق والليـل داكـن
يستر ظلامه وقفتـي عنـد بيتـك
تقول حبك بين الأضـلاع راكـن
وأقول هذا اللي ذبحنـي وجيتـك
سمعتني محمد يغنـي (الأماكـن)
وأسمعك (واحشني موت) وفديتـك

قصيدة برج القاهره

يامحمد أخلص لاتطولها وهـات المختصـر
لاتنشد الا من ميـاه النيـل وبـرج القاهـره
لاعاد تسألني وش اللي مبطي” بي في مصـر
ليت العيون النايمه سـوت سـوات الساهـره
البارحه عند العصر ما كن حن عند العصـر
غشى سواد الليل عين اللـي زمانـه قاهـره
من يوم شفت أم العيون السود ضامرة الخصر
وانا اتحاشـى شوفهـا والا عيونـي جاهـره
علي الحرام ان كنها تعصر معاليقـي عصـر
إلى استمال عويدها اللي كن ربـي صاهـره
لو ان ماهي تستاهل ان زين الملا فيها حصر
ماكان حتى عروقها من خلف يديها ضاهـره
قامت وقام الناس ومن جـاء بيتعدهـا قصـر
حسبي عليها ان كنها علـى التغنـج ماهـره
خلت جماهير الهلال اتشلشل أعـلام النصـر
نادي النصر من لبسها شهر وربـي شاهـره
لو اني معها في عريش أخير من بيت وقصر
منزالها يسمو علـى كـل البيـوت الباهـره
هذي مصر وإذا بغيت تعرف وش معنى مصر
أشرب ميـاه النيـل والا ذب بـرج القاهـره

قصيدة الحب الأول
أقول بنسى وأحسب انـي نسيتـه
الحب الأول صعب نسيان راعيـه
عانيت في بعده كثـر مـا هويتـه
لا احتلت في قربه ولا نيب ناسيـه
لو اني أقـدر جيتـه كـان جيتـه
اللي بقوله آآآآه ويلي علـى أجيـه
بس البلا أنـي كلمـا جيـت بيتـه
أخذ ثلاث أيام مدري (شنـا) فيـه
ليل ونهـار وليـل واللـي قفيتـه
وأنا مابين أسمه ورقمـه وطاريـه
الله عطاني مـن غـلاه وعطيتـه
وغيره بغى مني ولانيـب معطيـه
قالوا هويتـه قلـت أأيـه هويتـه
قالوا تركته قلـت مانـي مخليـه
له منزل” في وسط روحـي بنيتـه
جدرانه ضلوعي وهو ساكن” فيـه
دورت له بيـن الضلـوع ولقيتـه
خلف الضلوع يبين(ماطى)خطاويه
واليوم لا أحتجت اللقا ماأحتريتـه
حتى ثره من بين الأضلاع ما حيه
ياجعـل يسقـى عادنـي لا بغيتـه
يغفى على ضلعين صدري وأصحيه
ما فيه شخص في حياتـي بكيتـه
الا الذي قد مـات مانيـب راجيـه
لكـن هـو حـي ومـع ذا رثيتـه
من قلبي اللي أحسـن الله تعازيـه
حملـت قلبـي بالهمـوم ورجيتـه
كني ما عرف الا غيابـه وأحاتيـه
أقـول بنسـى وأثرنـي مانسيتـه
الحب الأول صعب نسيان راعيـه

قصيدة أستـــــاذنك

استاذنـك بسافـر أيـام واجـيـك
وان طالت ايـام السفـر لا تحاتـي
حتى ولـو طولـت مانـي مخليـك
ياللي بدونك ويـش تسـوا حياتـي
تامر على حاجـه بودعـك واليـك
عسى عـوض الأيـام فالمقبلاتـي
حتى يـدي ماودهـا تفـارق يديـك
ساكت وانا اشوف البلا في سكاتـي
ماشفتني لا رحت منك التفـت فيـك
بـلاي والله روحـتـي والتفـاتـي
لكن قبـل مـا اروح ودي أوصيـك
وانت الوحيد اللـي يقـدر وصاتـي
لحدن سألك وقال لك ويـن مغليـك
قل لـه لـوازم لا قضاهـا بياتـي
وأن طروا النسيـان مانـي بناسيـك
يـاراس مالـي فالحيـاة وغنـاتـي
وان طروا السلوان مانـي بساليـك
طيفك معي حتى وانا فـي صلاتـي
قلبي وهو قلبـي إذا مـر طاريـك
لولا ظلوعي كـان عـزوا مماتـي
لو جض صدري كان يمديـه ياتيـك
ويبـات عنـدك ويهنـا بالمبـاتـي
أنا..وقلبي..والغلا..ساكـن” فـيـك
وانته..وقلبك..والغلا..وسـط ذاتـي
غلاك مثل الحكـم عنـد المماليـك
أكبر طموحي…لا…كـل أمنياتـي
شف في غيابي أي حاجـه تسليـك
لني بعـدك أسلـى مـع ذكرياتـي
أحـاول اذكـر أي شـي” يطريـك
واقول هو سـوا وانـا ذي سواتـي
كني مـوادع كـل شـي” حواليـك
وكني حسبت حساب حزت وفاتـي
أحب لني ما اقـدر انسـاك وأبيـك
ولا اقـدر أخليـك ياللـي تحاتـي
معنى أحب…ومااقدرأنسى…وأخليك
يعني بدونك ويـش تسـوا حياتـي

قصيدة يالـيــتني جـــوالك

إن كنت إلى ذلحين في عينك طلبتـك خلنـي
الا أنا ليه أطلبك وأنا ادري أن هـذا محـال
يمكن لوأني دمعـةّ فـي ناضـرك ماتهلنـي
لأنني في ناضرك مثل الجسد هو والضـلال
خليتني مثـل الـورق سـود الليـال تفلنـي
وأنا معذبني زماني من شقـى سـود الليـال
ليت الزمن قـدام يحرمنـي عليـك يحلنـي
بس البلا أن الوضع دونك لاحرام ولاحـلال
مليت من صبري وصبري من كثـر ماملنـي
أصبحت أداري دمعةّ ماهي تبي طرح السؤال
(ينتابنـي بعـض الأمـل لعلنـي لعلـنـي
حين اللقاء أجـزم بأنهـا لحظـة وصـال )
تدل بيتي وتعـرف ويـن أسكنـي وتدلنـي
مابقي الا أقول لك عجل علي يابـن الحـلال
تدري وش اللي فالمحبه مـن سببـك يعلنـي
نظرات حزن تنولد وتموت (ف)عيون الرجال
ما أعتدت أجي لي في مكان يسرني ويذلنـي
معزت الرجال دامـه حـي مافيهـا جـدال
لك وحشةّ أتلنـي لا أشتقـت لـك ويتلنـي
وجدّ يحايل دمعتي لا عرضو لك في مجـال
ياليتني جوالـك اللـي فـي يـدك وتشلنـي
عشان صوتك مايفارقني مـع كـل إتصـال
لكن أخاف أنـه إذا جـاك إتصـال تملنـي
ثمّ تسكرني وأنا مالي على الصبـر إحتمـال
أما فشغلني علـى طـول الزمـان وخلنـي
والا أني أبقى فنظرك مثل الجسد هو والظلال

قصيدة الباص

ماننكر أن دور المره في ذا الحيـاه
كبير ونص المجتمـع كلـه مـره
لكـن مايدعـو لـشـد الانتـبـاه
أن الأمر ماهوب تحـت السيطـره
جاني رفيق وقال يبغي لـه وصـاه
يبغـي قصيـده والبيـوت مشفـره
قـال البنـات موصلينـه منتـهـاه
قلت أنتبه لي زين وخـل الدنـدره
هم نصنا الثانـي ولا منهـم غنـاه
قال البلا في بعضهم قلـت أذكـره
قال الولد لا شـاف ضيقـة العبـاه
أنا اعتقد مـا فيـه شـي” يخسـره
أما بسجن العاصمـة يلعـن ثـواه
والا من المشفـى لبـاب المقبـره
قلت الغبي يستحمل محصـل غبـاه
ورزانـت العقـال للرجـل ثمـره
ومرت وهي تمشي مثل مشي القطاه
تجهر وتضحك له وما شاف قهـره
قال أنت شفت وقلت له بعد الصلاه
بذكـرك فـي شـي ولازم تذكـره
وبعد ما صلينـا سألتـه وش بـلاه
قال الحكي اللي قلت لي وش آخَره
قلت الشباب وبعضكم ما الله هـداه
من شاف له زولا” قضى يتبع ثـره
عقب العشاء وهو مخطط من ضحاه
زودا” على أنه فالنصر طال سهـره
مغلب” حاله يا جعل أمحـق حيـاه
مآبه مجمع فـي البلـد مـا متـره
وباص المدارس لا عبر قلتوا وراه
وأرقامكم فإلجام جنـب المنضـره
وراه ما تدرون وش هـو محتـواه
والمشكل أن الباص كلـه مبـزره
قال أنت تمدحهـم علشـان الـرواه
قلت الرجل مدح النساء ما يشهـره
أنا طعني صاحبي وأظهـر خفـاه
يا صغره بعينـي بعـد يـا مكبـره
وأنت تدري المغدور ما يلقـى دواه
لا جات من يمنى رفيقـه فظهـره
شلون أدور له عذر وأدمح خطـاه
ماهوب عاذرني الزمن لو أعـذره
لكن بسامـح شـرط يلقينـي قفـاه
دام العفو يا خـوك عنـد المقـدره
أخسر رفيق” ما رفع راسـك نبـاه
وأكسب رفيق” مـا تفكـر تخسـره
راعي الردى لا بد ما يظهـر رداه
وإلا الكفو حتى المراجـل تشكـره
خل النساء والرجل يميز من ذكـاه
وأعلم ترى الدنيا عبـور وتذكـره
بختم لك ببيتيـن وأحسبهـا وصـاه
وحاول تشوف أسهل طريق وتعبره
أكبر مصيبه للمـره تبـع الطغـاه
إلى نزعت عن جسمها مـا يستـره
وأكبر مصيبه للرجل في ذا الحيـاه
أنـه ينـزل هامتـه لرضـا مـره

قصيدة تخـــيل

تخيل أن الله بغى وشاء القدر هو والظروف
وقال القدر أختار أما في نظرك أو مسمعك
يعني اذا أخترت النظر كن الحكي ماله حروف
ولا اذا اخترت السمع أسمع ولاكني معك
ماأقدر اشوفك ما أسمعك ولا أسمعك من دون اشوف
يا أسمعك وانا أشوفك أو اشوفك وانا أسمعك
النعمتين مكمله فرحه لقاء أغلى هنوف
شوفك وصوتك مطمعي قبل أعرف وش مطمعك
وجدي وجد أللي اخيه بتالي القوم محذوف
عليك قبل أوادعك واكف باقي مدمعك
من الغلا في ذمتي أن كنك في ذا القلب مغروف
شفت البحر مثل البحر ماهوب حولي اجمعك
الله وهبني محبتك سبحان المعطي الرؤوف
وصارت حياتي كلها وهمي الوحيد أبقى معك
واذا أراد الله وشاء القدر هو والظروف
أبسمعك وانا اشوفك أو اشوفك وانا اسمعك