يعتبر الشعر من أفضل وسائل التعبير عن المشاعر بجميلها وأصعبها ألما ، وخيانة الوطن من أقسى الأحاسيس التي تمر بها الشعوب ، وهذه أجمل الكلمات التي تحكي قصص خيانة الوطن ، والتي من خلالها توقظ المشاعر الوطنية، وتجعلنا نقف في وجه كل من يعادي وطننا الغالي، فلا يوجد أغلى من الوطن حتى ندافع عنه بكل كرامه .
القصيدة للشاعر الكبير علي الأشول الدهمي
إذا الجروح أتعادلت فأوجاعها ماهي سوى
تحليلها في مختبر هاجس قصيدي بابتديه
جرح الخيانة من حبيب القلب في بحر الهوى
يهون وألقى له دواء من شخص حبه لي نزيه
إلا الخيانه للوطن مافي لطعنتها دواء
ومن يخون الموطن الغالي يجب تقطع يديه
اللي يخون أرضه وعرضه عاش منهار القوى
يبحث ولا يلقا وطن بالحب قلبه يحتويه
لاعاش من خان الوطن ولا أرتفع له مستوى
ويظل سلعه بايره في السوق ماحد يشتريه
هذا جزاء الخاين بنار أهل المروات اكتوى
وإن مات له تابوت يلهب في جهنم يصطليه
لكنه تخلى عن حليب الأم ذي منها أرتوى
يهنئ بنومه خاين المبداء وهي تسهر عليه
امي الحبيبه يايمن لإيمان شكل ومحتوى
ترابك أغلى من كنوز الأرض بالروح أفتديه
والله لو حسيت إن به عرق في قلبي نوى
إنه يخونك لاأقطعه وأعيش ماحسيت فيه
كان لنا وطن .. ألقت به أيدي الخيانة للمحن
أنا يا بُنيَّ غدًا سيطويني الغسقْ
لم يبقْ من ظل الحياة سوى رمقْ
وحطام قلب عاش مشبوبَ القلقْ
قد أشرق المصباح يومًا واحترقْ
جفَّت به آماله حتى اختنقْ
فإذا نفضت غبار قبري عن يدك
ومضيت تلتمس الطريق إلى غدك
فاذكر وصية والدٍ تحت التراب
سلبوه آمال الكهولة والشباب
مأساتنا مأساة شعب أبرياء
وحكاية يغلي بأسطرها الشقاء
حملت إلى الآفاق رائحة الدماء
أنا ما اعتديت ولا ادخرتك لاعتداء
لكن لثأر نبعه دام هنا
بين الضلوع جعلته كل المنى
وصبغت أحلامي به فوق الهضاب
وظمئت عمري ثم مت بلا شراب
كانت لنا دار وكان لنا وطن
ألقت به أيدي الخيانة للمحن
وبذلت في إنقاذه أغلى ثمن
بيدي دفنت فيه أخاك بلا كفن
إلا الدماء وما ألمَّ بي الوهن
إن كنت يومًا قد سكبت الأدمعا
فلأنني حمِّلت فقدهما معا
جرحان في جنبي ثكل واغتراب
ولد أُضِيع وبلدة رهن العذاب
وقال أيضا
تلك الربوع هناك قد عرفتك طفلا
يجني السنا والزهر حين يجوب حقلا
فاضت عليك رياضها ماءً وظلا
واليوم قد دهمت لك الأحداث أهلا
ومروجك الخضراء تحني الهام ذلا
هم أخرجوك فعد إلى من أخرجوك
فهناك أرض كان يزرعها أبوك
قد ذقت من أثمارها الشهدَ المذاب
فإلامَ تتركها لألسنة الحراب
حيفا تئن أما سمعت أنين حيفا
وشممت عن بعد شذى الليمون صيفا
تبكي إذا لمحت وراء الأفْق طيفا
سألته عن يوم الخلاص متى وكيفا
هي لا تريدك أن تعيش العمر ضيفا
فوراءك الأرض التي غذت صباك
وتود يومًا في شبابك أن تراك
لم تنسها إياك أهوال المصاب
ترنو ولكن ملء نظرتها عتاب
وقال أيضا
إن جئتها يومًا وفي يدك السلاح
وطلعت بين ربوعها مثل الصباح
فاهتف سلي سمع الروابي والبطاح
أنِّي أنا الأمس الذي ضمََدَ الجراح
لبيك يا وطني العزيز المستباح
أولستَ تذكرني أنا ذاك الغلام
من أحرقوا مأواه في جنح الظلام
بلهيب نار حولها رقص الذئــاب
لفَّت صباه بالدخان وبالضباب
سيحدثونك يا بُنيَّ عن السلام
إياك أن تصغى إلى هذا الكلام
كالطفل يخدع بالمنى حتى ينام
لا سِلمَ أو يجلو عن الوجه الرغام
صدقتهم يومًا فآوتني الخيام
وغدا طعامي من نوال المحسنين
يلقى إليّ إلى الجياع اللاجئين
فسلامهم مكر وأمنهمُ سراب
نشر الدمار على بلادك والخراب
وقال أيضا
لا تبكينَّ فما بكت عين الجناة
هي قصة الطغيان من فجر الحياة
فارجع إلى بلد كنوز أبي حصاه
قد كنت أرجو أن أموت على ثراه
أملٌ ذوى ما كان لي أمل سواه
فإذا نفضت غبار قبري عن يدك
ومضيت تلتمس الطريق إلى غدك
فاذكر وصية والدٍ تحت التراب
سلبوه آمال الكهولة والشـــباب