بسم الله الرحمن الرحيم والسلام على من ابتع الهدى هل سمعت مقولة الجسم السليم في العقل السليم؟ بالطبع فهى من أشهر المقولات التي يتم الاستشهاد بها فيما يخص الصحة والقوة ولكن هل تعرف المعنى الحقيقي لهذه المقولة؟.
أعتقد بأن الكثيرين يفتقرون إلى المفهوم الصحيح لهذه العبارة إذ يقومون بقصرها فقط على صحة الجسد، إلا أن هذه المقولة تتخطى صحة البدن إلى صحة النفس وصحة العقل وهى مكونات الصحة بشكل عام إذ لا يمكننا الفصل بينها، فالإنسان يمكن أن يصاب بعلة بدنية نتيجة الاعتلال النفسي لذا لا يمكن الفصل بين صحة الجسد وصحة النفس وصحة العقل.
لذا دعونا اليوم نجعل إذاعتنا تحت عنوان العقل السليم في الجسم السليم وخير بداية لنا هى مع القرآن الكريم.
القرآن الكريم
نظرًا إلى أن حديثنا اليوم تحت عنوان العقل السليم في الجسم السليم فدعونا نقتبس من القرآن بضع آيات تتحدث عن الصحة أو عن الاهتمام بالصحة ومنها ” وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” ( الأعراف/ آية 31) وقوله تعالى ” يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّر* قُمْ فَأَنذِرْ*وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ*وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ*وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ” ( المدثر/ من آية 1 وحتى 5 )، وقول عز وجل ” إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ” ( سورة القصص/ آية 26).
أما الآن فمع ما جاء في سنة النبي صل الله عليه وسلم مما يدعن مقولة العقل السليم في الجسم السليم ومع الحديث الشريف.
حديث شريف
ذكر النبي صل الله عليه وسلم مجموعة من الأحاديث للحفاظ على الصحة ومنها قوله عليه افضل الصلاة والتسليم ” تخلّلوا على أثر الطعام وتمضمضوا ، فأنّهما مصحّة الناب والنواجد”، وقوله ” اسقْوا نِسَاءَكم الحَوامل الألبَان فإنّها تزيد في عقل الصبي” وقال أيضًا ” إذا اتخذ أحدكم مرقاً ، فليكثر فيه الدباء ، فإنّه يزيد في الدماغ والعقل”.
حكم ومواعظ
الآن موعدنا في إذاعتنا مع الحكمة.
الجسم القوي يجعل العقل قويًا.
يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته …… لتطلب الربح في ما فيه خسران.
أقبل على النفس فاستكمل فضائلها …. فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان.
الدعاء بدوام الصحة والعقل السليم
أما الآن فحان الوقت مع الدعاء بدوام الصحة والعقل السليم.
” بِسْمِ اللهِ الرّحمَنِ الرَّحِيْمِ اللهُمَّ اِني أسئلك بعدد خلقك وبرضى نفسك ونور وجهك وبجزيل عطائك، وبعدد كلماتك، أن تجعل لنا فرجاً ومخرجاً وشفاء من الغموم والبلاء والوباء والطعن والطاعون والعناء، ومن جميع الأمراض والآفات والعاهات والبليات، في الدنيا والآخرة وبرحمتك يا أرحم الراحمين وصل الله على محمد وآله وصحبه اجمعين.
شعر عن الصحة
تـوازنُ الغــــذاءِ ……. خيــرٌ منَ الــدواءِ.
وأنَّ مــنْ يـعرفــه …….. يـعيشُ في هنــــاءِ.
وخيره مــا كـانَ منْ ……. طـبيعةِ الأشيــــاءِ.
فاكــهةٌ وخضــرةٌ ……. والبدءُ كـأسُ مـــاءِ.
وصالــحُ اللحـوم منْ ……. بحرٍ ومنْ سمــــاءِ.
وخبزُ بـــرٍ مــانحٍ …… لا نفـــعِ النشــاءِ.
وللحـــــليب دوره …….. في قوةِ الأعضـــاءِ.
ليحمي العظــامَ مـنْ …… هشاشـةِ البنــــاءِ.
والتمـر فيه الحفظُ منْ ……. جـــوعٍ ومن عنـاءِ.
إنَّ الـــغذاءَ نعمــةً ……. من خـــالقٍ معطـاءِ.
بضعُ لقيمــاتٍ يقمـنَ ……. الصـلبَ بالأعبـــاء.
والأصلُ في الأكلِ اعتدالٌ ……. دونمـــا امتـــلاءِ.
هل تعلم عن الصحة
هل تعلم بأن النوم والضحك علاجان مجانيان لمختلف مشكلات الإنسان.
هل تعلم بأن الكسل ينتقل من الأب إلى الأبناء من خلال الجينات التي ينقلها الأب لأبنائه.
هل تعلم بأن العنب من أفضل الأشياء التي يمكن تناولها لمحاربة تسوس الأسنان.
هل تعلم أن الشيكولاتة الداكنة تساعد في الوقاية من أمراض القلب.
هل تعلم أنه إذا واظبت على الضحك لمدة ربع الساعة فإنها تعادل ساعتين من النوم.
كلمة تحت عنوان العقل السليم في الجسم السليم
الصحة نعمة من نعم الله علينا يجب المحافظة عليها دائمًا، وقد حثنا الإسلام قبل العلوم الحديثة على المحافظة على صحتنا، فبدون الصحة يفقد الإنسان كافة قدراته فإذا ضعف الجسد أو أصيب بالمرض تأثر العقل وضعف ووهن وتأثرت قدراته.
لا يقصد هنا فقط قدرات العقل العلمية وإن كانت عامل مهم ولكن يقصد هنا قدرة العقل والنفس على مواجهة التجارب وخوض التجارب الحياتية، فالقدرات الدراسية أو العلمية ليست المقياس الوحيد لقوة العقل، فلا يجب أن نحصر مفهوم العقل فقط في القدرات التعليمية والعلمية، فالعقل هو مجموعة مركبة من المهارات التي يأتي بعضها موروثًا والجزء الأكبر منها مكتسب من التجارب والمعارف والتي في الغالب كلما كنا نمتلك جسد ضعيف كلما قلت تلك المعارف أو الخبرات حيث يحصرنا هذا لجسد الضعيف فيحد من حركتنا خوفًا من التعرض لإنهياره في أي وقت.
الصحة النفسية ترتبط كثيرًا بصحة الجسد إذ أن حالة الجسد تتأثر بالحالة النفسية الغير المتزنة والتي يمكن أن تنعكس في شكل إصابات أمراض جسدية أو العكس، بأي حال من الأحوال الصحة مجموعة عناصر متكاملة يجب أن يكون هناك توازن بينها لينتج إنسان صحيح العقل والجسد.
الخاتمة
وصلنا الآن إلى ختام إذاعتنا والتي وضحنا فيها المعني الظاهر والخفي لمقولة العقل السليم في الجسم السليم، وكيف يجب أن تتضافر كافة مكونات الصحة معًا للوصول إلى أو تحقيق المقولة لفظًا ومضمونًا، اللهم أجعل هذا في ميزان حسناتنا وفقنا الله وإياكم إلى كل الخير.