مهنة المحاماة، المحامي رجل الحقائق والدلائل والشواهد ولمن مهنته من المهن الصعبة حيث الإثارة والتعجب والدهشة، والمحامي يبحث عن الحق من أجل سيادة القانون وتحقيق العدل وبدون النظر إلى الموكل، والبعض منهم يتنازل عن القضية إذا عرف أن الموكل مذنب وهذا هو غاية العدل والإنصاف، ولكن على النحو الأخر نجد المحامي الذي يدافع عن المذنب من أجل حفنة من المال دون النظر إلى الظلم أو إعلاء القانون.
ما معنى كلمة محاماة
المحاماة هي تلك المهنة الحرة التي تساعد السلطة القضائية لإظهار الحقائق وتحقيق العدل وتأكيد سيادة القانون، وهى من المهن العليا ذات الشرف لكنها تنصر المظلوم وتنتقم له من الظالم بيد العدل وسلطة القانون، والذي يمارس مهنة المحاماة يسمى محامي، وكلمة محاماة في اللغة تأتي من المصدر حامي يحامي وحمى أي تقديم الحماية والدفاع.
تقدم مهنة المحاماة المساعدة والعون لكافة الأشخاص الطبيعيين للحصول على حقوقهم بما يتوافق مع القانون، ومن حقه الاطلاع على الأوراق والدعاوي للحصول على المعلومات والبيانات الخاصة بالدعاوي، ولكن المهنة تعتمد على الشرف والسرية التامة ما بين المحامي والموكل، وتكون المساعدة شاملة لكافة المجالات وتشمل تقديم التوعية القانونية للمواطنين من أجل معرفة واجباتهم وحقوقهم.
ومن هذا نفهم أن مهنة المحاماة من أدوات تحقيق العدالة وسيادة القانون وبدونها ما تحقق العدل وماتت الحقيقة، وفي هذا يقول صولون ((لا يمكن تصور حكم بدون مدافع أو حكم بغير دفاع)).
نقابة المحاميين
يوجد لكل مهنة حرة نقابة وهذا الأمر موجود على مستوى العالم، ونقابة المحاميين تجمع المحاميين وتهتم بكل الشئون الخاصة لرفع مستوى المحامي ومهنته، ومن خلال النقابة يتم الإعلاء بالجانب الأخلاقي والمهني من أجل السمو بالمهنة فوق الشبهات، وكل من حصل على ليسانس الحقوق يتمنى العمل بهذه المهنة لذلك درس واجتهد وأراد أن يحترف المحاماة، ولذلك درس القانون وشتى النصوص القانونية ويحاول إظهار الحق بما درس وتكييف الواقع والأحداث التي يعيشها للوصول إلى الحقيقة، ومن الصعب التخلي عن حلمه الذي يدافع من خلاله عن المظلوم.
المبادئ التي تقوم عليها مهنة المحاماة
من أبرز المبادئ التي تقوم عليها مهنة المحاماة الإخلاص والصدق في المعاملة وخاصة مع الخصم فلا ينظم المؤامرات ولا يلجأ إلى التأمر أو الخداع، ومن هذا المنطلق يعد الصدق هو بذرة الثقة بينه وبين العملاء، ويعد الصدق هو الأساس الذي يقام عليه النجاح ويستمر مدام الأساس قوي ومتين.
كما أن النشاط والمثابرة والالتزام من الأسس التي تبنى عليها المحاماة لكونهم من عوامل بناء الثقة، فالمحامي الذي يلتزم بالمواعيد الشخصية ومواعيد الجلسات يحترمه الجميع، وإذا اتسم بالنشاط غير من سير العدالة وأسرع من مجرى الأمور وقدم للموكل الجدية في العمل والوصول السريع للحقيقة.
يتميز المحامي الشريف بالاحتراف الإيجابي الغير مضر لأحد والأدب الجم في التعامل مع الغير والأخلاق الحميدة التي تطمئن العميل، وكل هذه من العوامل التي تساهم في شهرته وتقدمه في عمله بل قد يصل به الحال من محامي مشهور إلى محامي متميز يلجأ إليه الجميع وفي أصعب القضايا.
صفات المحامي الشخصية
النظام: على المحامي أن يكون منظم من حيث تحديد مواعيد المقابلات واللقاءات يومياً وعليه تنظيم المكالمات، إلى جانب تنظيم العمل اليومي ككتابة المذكرات والمرافعات وكل هذه يندرج تحت مسمى العمل الورقي اليومي، والحرص على مواعيد المحكمة وما تتطلبه من مواعيد ومرافعات.
العاطفة: العديد من المحاميين وخاصة الذين يترافعون بالقضايا الكبرى يتعرضون للمساومة والتهديد، وعليه حسن التعامل مع مثل هذا ولا يميل إلى جانب دون الأخر، وتظهر الموازنة العاطفية بصرف النظر عن القضية التي يتناولها أي عليه تحكيم العقل.
التحليل: عندما يدرس الطالب/الطالبة القانون يستطيع الاطلاع على العديد من النصوص القانونية التي لا حصر لها، وخلال التحضير للقضية عليه الاقتناء ما بين هذه النص وما يتناسب معها وهو الأمر الذي يجعل القضية تستمر في المسار الجدي من خلال التقييم الصحيح لنصوص القانون.
الشفافية: على المحامي الاتصاف بالشافية لتوضيح الرسالة التي يريد توصيلها سواء للسادة القضاة أو للمثل النيابة، فلا يقدم مرافعة غامضة أو معقدة أو مركبة الألفاظ بالعكس لابد وأن تتسم بالوضوح والبساطة لأن الغرض منها الوصول للحقيقة وبيان الحق.
الحنكة: على المحامي التفكير بطريقة متأنية وصبورة وعليه السير مع القضية والإجراءات بطريقة منطقية، ومن خلال هذا الفكر الناقد لكل سطر من سطور القضية يصل لنقاط الضعف عند الخصم ونقاط القوى لدى الموكل، ويبلغ الحقيقة التي يتمناها ويصبو إليها.
التواصل: على المحامي امتلاك مهارة الحوار الشفهي من أجل عرض فكرته بطريقة جيدة أمام القضاة بقاعة المحكمة وذلك من خلال تفنيد الحجج والبراهين المقنعة، علاوة على الحوار التحريري من خلال كتابة المرافعات وإرفاقها بالوثائق التي تعزز موقفه وموقف الموكل، وفي كل الحالات عليه الاستماع الجيد لما يقال أمامه من خلال القضاة والنيابة والشهود لتحليل أقوالهم ومناقشتهم.