سبحان الخالق الذي خلق كل شئ وما يزال الإنسان في حيرة منه ، فمهما حاول الإنسان اكتشاف كل ما هو جديد عن نفسه لن يستطع أبدا الوصول إلى كل أسرار خلق الله ، فحينما ميز الله سبحانه وتعالى الإنسان بالعقل عن سائر المخلوقات ميزه لأنه أراد منه أن يتمعن ويتأمل في ملكوت الله عز وجل ، ولذلك فإن اكتشاف بصمة الصوت أمر مهم جدا للغاية فحينما توصل إليها العلم توصل إلى أدق التفاصيل في علم البصمات فلم تكن هذه البصمة الوحيدة ولكنها من ضمن بصمات عدة .
والفضل كله في اكتشاف بصمة الصوت يرجع إلى عالم جليل هو لورانس كريستي حيث اكتشف أن للصوت بصمة تميز كل شخص عن الشخص الآخر ولا يمكن أن تتشابه بصمة الصوت مع غيرها من البصمات الأخرى للأشخاص الآخرين ، فعلى الرغم من اشتراكنا بنفس التركيب والبنية ووحدة الأعضاء والوظائف الكيميائية للجسم فقد انفرد كل شخص منا ببصمته ، فالإنفراد هذا يكون في الشكل والخلق والصوت وشكل العظام والرائحة ، فلكل منا تفاعله الكيميائي الذي يخرج منه البصمة التي تميزه عن سائر خلق الله.
تعريف البصمة : تعرف البصمة بشكل عام بأنها الخاتم الإلهي الذي خلقه الله سبحانه وتعالى ليميزه عن غيره من البشر فلكل إنسان اصبع له بصمته حتى إن كل اصبع ينفرد ببصمة عن الآخر فقد خلق الله كل إنسان متميزا ببصمة الصوت والرائحة والعينين والأذن .
بصمة الصوت للمكتشف العظيم لورانس كريستي :
صوت الإنسان يخرج عبر الأوتار الصوتية إذ تهتز الأوتار الصوتية في الحنجرة بسبب هواء الزفير بمساعدة العضلات المجاورة المحيطة بها تسع غضاؤيف صغيرة كلا منها يشترك مع الشفاه واللسان والحنجرة حتى تخرج نبرة الصوت ، فنبرة الصوت هذه هي ما يميز الإنسان عن غيره من البشر فمن المعروف أن لكل منا نبرة صوت مختلفة عن الأخرى فيمكنك أن تميز بين أصدقائك وإخوتك من خلال نبرات أصواتهم في الهاتف فهذه هي بصمة الصوت الخاصة بهم .
وقد بين لنا القرآن الكريم مدى دقة بصمة الصوت في قصة سيدنا سليمان مع وادي النما فقال تعالى ( حتى إذا أتو على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلو مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ) صدق الله العظيم ( سورة النمل الآية 18 ) .
فالنملة قد عرفت قدوم سيدنا سليمان من خلال بصمة صوته أو نبرته التي تميزه عن غيره ، وقد استغل الباحثون بصمة الصوت في الوصول إلى تحديد هوية المتصل حتى وإن لم ينطق إلا بكلمة واحدة ، وساهمت أيضا التكنولوجيا الحديثة في الوصول إلى أدق التفاصيل لإستغلال بصمة الصوت فمن خلال جهاز يسمى ( الإسبكتروغراف ) يمكن تحديد بصمة الصوت ومعرفة الهوية وكل ما يتعلق بالشخصية ، ومن الجدير بالذكر أن هناك ملياردير أمريكي قد فقد كل ثروته بسبب بصمة الصوت فكانت له خزانة بالبنك تفتح عن طريق بصمة صوته وعند إصابته بشلل في الأوتار الصوتيه لن يتمكن من فتح الخزانه مرة أخرى .
وفي أوروبا والدول المتقدمة يتم استخدام هذا الجهاز في البنوك حيث يتمكنوا من فتح الخزائن للعملاء عن طريق أصواتهم فلكل صوت بصمة من خلال هذه البصمة يتم فتح الخزائن ، ومن المدهش أن نجد سطو مسلح على بصمات الصوت من خلال سرقتها عبر الهاتف المحمول حيث من الممكن تسجيل نبرة الصوت لإستخدامها في فتح الخزائن بالبنوك أو فتح الهواتف التي تستخدم بصمة الصوت لفتحها .
فبصمة الصوت مثلها مثل بصمة الأصابع لكل فرد يولاد بصمة الصوت الخاصة به حتى أن التوائم مختلفين في بصماتهم على الرغم من تطابقهم في كل شئ مثل الطول والشكل ولون الشعر والعينين ولكن أصواتهم تختلف فعليا .
وهناك قصة حقيقية تمت في أمريكا لتوأمين قد فرقتهما الظروف ليعيشا كل منها عند أسرة مختلفة لتتولى رعايتهما وبعد عمر طويل قد جمعتهما الأقدار ليكشف أنهما عاشا في نفس الظروف النفسية حتى أنهما حملا نفس المهنة وعلى الرغم من تشابه كل ظروف الحياة فإن الإحتلاف الوحيد هي نبرة أصواتهما ، فسبحان الخالق يعجز العقل البشري أن يفهم إعجاز المولى عز وجل .