جاك شيراك، السياسي الفرنسي الشهير و الرئيس الفرنسي السابق، صاحب فضائح الفساد الشهيرة، و التي حكم عليه بسببها بالسجن لمدة عامين، الرجل الذي تنقل بين مناصب هامة في فرنسا ما بين عمدة مدينة باريس و رئيس وزراء فرنسا و رئيسها أيضا، تاريخ سياسي حافل، بتولي العديد من الوزارات أيضا، كل هذه الانجازات في قصة رجل واحد هو جاك شيراك.
من هو جاك شيراك؟
ولد جاك شيراك في التاسع و العشرين من شهر نوفمبر لعام 1932م، و اسمه الكامل هو جاك رينيه شيراك Jacques René Chirac، و قد ولد في عيادة جيفروي سانت هيلير في باريس، أبوه هو أبيل فرانسوا ماري شيراك الذي توفي في عام 1968م، و قد كان يعمل مدير تنفيذي ناجح لشركة طيران، و والدته هي ماري لويز فاليت التي توفيت عام 1973م و كانت تعمل ربة منزل، أما أجداده للأب و الأم فكانوا من الفلاحين، كان طفلا وحيدا لابويه، أنجباه بعد وفاة أخته جاكلين، و قد تلقى جاك تعليمه في لقى تعليمه في مدرسة خاصة بباريس، ثم بعد حصوله على البكالوريا، عمل في حراسة ناقلة فحم لمدة ثلاثة أشهر في الجيش.
عائلة جاك شيراك
في عام 1956م تزوج برناديت تشودرون دي كورسل، و أنجب منها ابنتيه، لورانس التي ولدت في 4 مارس 1958م، و توفيت في الرابع عشر من أبريل للعام الماضي، و كلود التي ولدت في السادس من ديسمبر 1962م، و قد عملت كلود ابنته معه منذ فترة طويلة كمساعد للعلاقات العامة و مستشار شخصي، في حين أن لورانس التي عانت من فقدان الشهية العصبي في شبابها، لم تشارك في الأنشطة السياسية لأبيها.
بداية الحياة السياسية
فى ابريل من عام 1962م تم تعيين شيراك رئيسا للكوادر الشخصية لرئيس الوزراء جورج بومبيدو، ثم دخل البرلمان الفرنسي، و بعدها دخل مجلس الوزراء كوزير للشؤون الاجتماعية، و عندما هزت اضطرابات الطلاب و العاملين فرنسا فى مايو عام 1968م لعب شيراك دورا مركزيا فى التفاوض على هدنة، ثم عمل كوزير للاقتصاد في الفترة بين عامي 1968م و 1971م، و في عام 1972م أصبح وزيرا للزراعة و التنمية، و كان شيراك قد اكتسب سمعة طيبة كبطل لمصالح المزارعين الفرنسيين، و جذب الاهتمام الدولي عندما هاجم السياسات الزراعية في الولايات المتحدة الامريكية و غرب ألمانيا و المفوضية الأوروبية و التي تتعارض مع المصالح الفرنسية.
وفي 27 فبراير 1974م و بعد استقالة ريموند مارسيلين، عين شيراك وزيرا للداخلية، و عندما أصبح فاليري جيسكار ديستان رئيسا، رشح شيراك رئيسا للوزراء في 27 مايو 1974م، ثم تولى منصب عمدة باريس في الفترة بين عامي 1977م و 1995م، ثم نجح في الانتخابات الرئاسية عام 1995م، و كانت هذه بداية مدته الأولى في الرئاسة الفرنسية، و التي استمرت حتى عام 2002م، ثم ترشح مرة أخرى لفترة رئاسية ثانية، في انتخابات عام 2002م، و نجح أيضا في الانتخابات لفترة ثانية، و في عام 2005م عانى جاك شيراك من سكتة دماغية بسيطة، ثم استعاد وعيه بعدها بفترة قصيرة، و أعلن في عام 2007م أنه لن يترشح لانتخابات رئاسية ثالثة.
اتهاك جاك شيراك بالفساد
تم اتهام جاك شيراك في العديد من قضايا الفساد التي وقعت خلال فترة ولايته كرئيس للبلاد، وبعضها ادى إلى الإدانة الجنائية لبعض السياسيين و المساعدين، و قد صدر قرار قضائي مثيرا للجدل في عام 1999م بمنح حصانة لجاك شيراك بينما كان رئيسا لفرنسا، و قد رفض الإدلاء بشهادته بشأن هذه القضايا بحجة أن ذلك لا يتفق مع مهامه الرئاسية، و انتهت حصانة شيراك من المحاكمة في مايو 2007م عندما ترك منصبه كرئيس، و في شهر نوفمبر 2007م وجهت إليه تهمة أولية تتعلق بسوء استخدام الأموال العامة و يقال إن شيراك هو أول رئيس فرنسي سابق يتم وضعه رسميا تحت التحقيق في جريمة، و في 30 أكتوبر 2009م أمر القاضي بمحاكمة المتهمين بتهم الاختلاس، التي يعود تاريخها إلى وقته كرئيس لبلدية باريس.