كم من شاعر أبدع بشعره واستطاع أن يتناقل موروثه الشعري عبر الأجيال، فقد حظيت المملكة بالكثير من هؤلاء الشعراء الذين تمكنوا من أن يلمع نجمهم حتى بعد وفاتهم بسنوات، فمن بين هؤلاء الشاعر هو شاعر الجيلين ” عبد الله الأشقر” والذي له باع كبير في الشعر في شتى الأغراض الشعرية، فقد كتب شعره بصدق وأثبت وفاءه لجماعته قبيلة شمر والتي عاش بين ربوعها، ولبلد حائل والتي قضى حياته فيها، فاستطاع أن يدافع عن حائل بكل ما يملك من فصاحة.

من هو عبد الله الأشقر ؟

هو الشاعر عبد الله بن صالح بن علي الأشقر، ولد عام 1321هـ وتوفي في الرياض بعد معاناة مع المرض عام 1403هـ ، فقد عاصر عهد الرشيد ، فيقال أنه من أهالي القصيم ولكنه عاش في حائل وقد أحبها ودافع عنها ومدحها ومدح أهلها، وظل وافيا لها ولأهلها حتى وفاته.

كان والده صالح من تجار بريدة وقد انتقل إلى حائل وعاش متنقلا بين حائل وعشيرة الشلقان من شمر، وكان من فحول الشعراء فقد قال الشعر وهو صغير، وقد عاصر عهد آل رشيد ، وعندما دخلت حائل تحت حكم الملك عبد العزيز رحمه الله كان الشاعر عبد الله الأشقر بالعراق، ثم توجه إلى الأردن وانضم مع الجيش العربي وبقي مدة هناك، ثم عاد مرة أخرى إلى حائل وأقام فيها، وبعد سنوات طويلة ارتحل إلى الرياض وتوفى هناك رحمة الله عليه .

فالشاعر عبد الله الأشقر عرفت عنه الكثير من الخصال الحميدة كالشهامة والشجاعة والكرم، كما عرف بعزة النفس والكرامة، فلم يتخذ الشعر سبيلا للنفاق ولم يعرف عنه أنه تكسب بشعره أو مدح أحد طمعا في مكافأة، فلم يكن من أصحاب الثروات والأموال الطائلة، بل كان ثروته أشعاره وقصائده.

عبد الله الأشقر و فهد بن صليبيخ

قام الشاعر فهد بن صليبيخ بهجاء مدينة حائل من خلال قصيدة شهيرة، وقد كان لهذه القصيدة وقع حزين على أهالي حائل وعلى رأسهم الشاعر العريق عبد الله الأشقر الذي استطاع أن يرد على بن صليبيخ بقصيدة أخرى فلم يستطع أبدا الرد عليها ، ويقال أن قصيدة الأشقر قد قيلت جهرا لابن صليبيخ وسط طوابير عساكر الجيش بالأردن ولما سمعها خجل وخرج من صفوف العسكر ولم يرد عليها، وقيل أيضا أنه فصل من الخدمة ورحل إلى فلسطين ولم يعرف عنه شيء .

قصيدة فهد بن صليبيخ في هجاء حائل

كانت عبارة عن 20 بيتا وكانت تقول
يانجد من سماك نجدٍغوا اسمـاك
هو ليه ماسماك يـا ام البـلاوي

عسى الذي سوى رسومك وسواك
يرسل عليك من الميازين هـاوي

باغي اليا مـن المسيِّـر تمثنـاك
يضرب على تالي ارسومك خلاوي

بس الوحوش ولعتم البوم ينعـاك
والذيب من فرقا الأزاويـل عـاوي

يانجد والله ماتسـوى سوايـاك
نفسك علينا مثل نفس المهـاوي

جيـلٍ تجلينـه وجيـلٍ تـبـلاك
وجيلٍ تداوينـه بحـر المكـاوي

واللي وطاه العسر واجزل بفرقاك
داج الديار وصار دنـع دنـاوي

ياخذ ويدله تالي العمـر ينسـاك
وتشيب عين اللي لعزك رجـاوي

متي نريح ويسفه البال طرياك
بلا رجا طليان ربق تـــــلاوي

يوم ان ابن مقرن بسيفه تـولاك
خلا السنام وغاربـك متسـاوي

ركب عليك وطوعك ليـن خـلاك
اطوع من النظوا ذلول اللحـاوي

رد عبدالله الاشقر على فهد بن صليبيخ

يـا الله يـا منشـي السحاب لـدار ْ
عليم مـا يخفـاه بالدنيـا مـدار ْ

يـا واحـد ٍ كـل ٍ ذليـلٍ لسطوتـه
به نستجير بحيث مـا جـاره يجـارْ

وخلاف ذا يا عيال حوفوا على النضا
بأكوار مامونـات حوفوهـن بكـارْ

حوفوا على مثـل الادامـي بزيّهـن
صطرات لاطال المسيـر صبـارْ

عجلات وجلاتٍ عيـادٍ علـى السـرا
تعاطن المكنون طوعـاتٍ زعـارْ

لاهاوزوهـن ثـم لجّـن ولجلجـن
شـرّاد فـرّادٍ عـن النـار نـيَـارْ

تماعطوهـن يـوم ساجـن حبالهـن
حيـدٍ يبيّـن فيـه والثانـي غتـارْ

وأنا أذكـر الله يـوم علّـق دلالهـن
بيضٍ تمارى في ضحى العيـد زمـارْ

بالله عليكـم لأي حـيٍ نـوَن بـكـم
ذا محبس المعلـوق للفـن استـدارْ

قالـوا لحايـل حيّهـا عـزوةٍ لنـا
حاجة حزين القلب ما عنهـا عـذارْ

تريّضوا لي يـوم سرتـوا لمطلبـي
حيث إنكـم دزّ السـلام شطـارْ

وَصْلت جمالتكم وصونـوا وصيتـي
سيروا جناح الليل مع نـور النهـارْ

أسرّكـم ، وليـا لفيتـوا ديـارنـا
أسرارنـا معكـم تـكـون جـهـارْ

أضفوا علـى دار الضياغـم سلامنـا
سـلام مــا دام الـسـلام يــدارْ

بإعداد ما حدره وفوقـه مـن المـلا
واعداد مـا يرمـي الحجيـج جمـارْ

وما سمعت الأسماع واللي يرى البصر
وما شالـت البيـداء ثـرى واثمـارْ

سلام من قلـبٍ مـن الـود مستقـي
سـلام مـا نـاح الحمـام وطــارْ

سـلام يـا دار ٍ غذتـنـا بـدرّهـا
سـلام للقـاع الهشـيـم أزهــارْ

أحلى من الصحة بعد سقـم ٍ انجلـى
وألـذّ مـن يسـر ٍ يسـوق عسـارْ

دار الصخا والجود من قـام ساسهـا
دار ٍ بـهـا للغانـمـيـن وقـــارْ

دارٍ بها النامـوس يشـرى ويلتقـى
والمرجلـة بذيـك الـديـار تــدارْ

دارٍ بها المعـروف حاشـوه سكنهـا
من قبلهـم حاشـوه شيّـاب ٍ كبـارْ

دار ٍ بهـا المضيـوم يلجـا بجالهـا
ورجالهـا عـن كـل عـار سـتـارْ

دارٍ بها تكسى الأرامـل ومـن عـرا
ونفـوس أهلهـا للقصيـر صـغـارْ

دار ٍ بهـا الطـولات غـالٍ مبيعهـا
دارٍ أهـلـهـا لـلـديـار دمـــارْ

دار ٍ بها من نسـل ضيغـم حمولـة
مـن صلـب عبـدالله حـرار نْـدَارْ

يامـا فنـى بأسبابهـا مـن قبيلـة
وتعشّت الأطيار مـن دونـه عمـارْ

أم ٍ لنا يـا سعـد منهـو غـذا بهـا
نسلـه مـن أفعالـه تـزود وقــارْ

أم ٍ لنـا خـيـره وشــرّه يعمـنـا
لو شـان وقتـه مالنـا منـه منَـارْ

عيبٍ على رجـلٍ صغيـرٍ كبـر بهـا
وكبـرت متونـه بالمضيـف ونـارْ

ياكـل حلاويهـا ويشمـت بمـرّهـا
ويدعـي عليهـا بالدهـر والـدمـارْ

تلقـى لنـارك غيـر دارك تعقّـهـا
تـر والـدك عقّـه عـذاب وعــارْ

يا قايل الطليان خـاب الرجـا بـك
الزيـر مـا يذكـر يجيـب اجـفـارْ

ذولا عمامك كبّـر عضـاك فضلهـم
ينسى ثنا المعروف من حظـه هيـارْ

شيـوخٍ بظـل شيـوخ كـلٍ بظلهـم
ظـلٍ عسـاه يـدوم للعالـم مـزارْ

ذولا الجنايـز سدّهـم فعـل جدهـم
ذولا وبا الفرسـان برمـاح ٍ شطـارْ

ذولا ستـر نـورة بيـوم النكـايـد
ذولا لكلحـيـن الوجـيـه هـجـارْ

أخوان نـورة عـز دار ٍ ثنـوا لهـا
سباعٍ علـى عيـال السبـاع جسـارْ

أخوان نورة سترها لا اعتـزوا بهـا
بملكادهـم تلقـى العـثـار كـثـارْ

إلى حصل يـومٍ تـزارق بـه القنـا
لاخوان نـورة بـأول الجمـع زيـارْ

أعيادهـم بأنكادهـم ساعـة اللـقـا
شلـع العـدا والعـاديـات طـيـارْ

لهـم مضيـفٍ مـا تبطّـل لهايبـه
من نار عبدالله علـى النـار شـرارْ

يمسي بلا باد ٍ ويصبح بـلا عـدد
مصبـاح عـد ٍ والـحـلال خـمـارْ

ذولا على أولهـم وذولا كـد أقبلـوا
وذولا كمـا ورد ٍ يـزيـد صــدارْ

وذولا ورا الداعـي وذولا بـلا نـدا
وذولا قديـم ٍ بالمضيـف حـضـارْ

ما عاد يرضى كنّس النيب والغنـم
السمـن مـن فـوق الجميـع يـدارْ

ذولا أهـل سيّـة وحسنـا تعمّـهـم
وذولا مسايـيـر ٍ يـبـون أخـبـارْ

وذولا يبون الصلح يخشون صطوتـه
يخشون يـوم ٍ عـن صحـاه غبـارْ

وذولا بعيديـنٍ هدايـاهـم المـهـا
يبون مـن مرعـى الحمـاد جهـارْ

يخشون قـومٍ روسهـا تنقـل العيـا
ربيعهـم يــوم ٍ حــلاه أمــرارْ

قوٍّ ، بسوّّ بسـمّ ساعـة لضدّهـم
للجـار كـار وللبعـيـد هـجـارْ

يا ويل جمـعٍ بالملاقـى بلـي بهـم
عــزي لـقوم تقتـديـه نـحـارْ

وقتٍ مضـى لا هبّبـوا ثـم سبّبـوا
شبيـب وعيـادة عـطـاه خـيـارْ

غدا لهـم بمفـرق الجيـش صيحـة
وجـضّ النضـا متـعـوّدٍ للمـغـارْ

قالوا تـرى باكـر يمـدنّ ثقالنـا
تباشـر الغلمـان بحضـار المسـارْ

مدّوا هـل البيـرق وشمّـر تقدّمـوا
قادوا من الطفقـات عربـاتٍ عيـارْ

بيرق أهل حايـل توسّـط جموعه
عَبْدَة يمين الشيخ والصايـح يسـارْ

يالابـةٍ طاعـت لهـا كــل لابــة
تـزور دار عـداه مـا داره تـزارْ

شمر بعيديـن المدالـي علـى العـدا
شمـر هـل الـردّات بأيـامٍ كــدارْ

شمر أهل ضمّر وقحصٍ مـن المهـا
شمر الى غطا الكرار كرار

يحيـى وربيعيّـة واسلم وزوبـع
يالابـةٍ بالكون مـا تعطـي قـرارْ

شمر سبور المـوت والقـوت للقـدر
لا حـلّ فـي تالـي الجرايـم مثـارْ

نادى المنادي بالوعد عقب ما مشـوا
وصفّوا ورا الدمـام دربيـنٍ جسـارْ

قالوا مغرّب وأثر ضـدّه مرادهـم
تلقى حلال الشرق مع شمـر خشـارْ

قومٍ تعدّاهـم وقـوم عـدا بهـم
وقومٍ خذوه بليـل والرابـع نهـارْ

وجوٍّ لقاه خلـوّ عـزّب بـه النضـا
من بعـد ذا بأيـام للغـرب استـدارْ

خلّى عليهم شيّب الشاب مـا جـرى
خلج النسا والنيب توحي لـه حـرارْ

ثم انتسـف لديـار حيّـه وعزوتـه
وقصرٍ زمـى مبنـاه حامينـه نمـارْ

تلفـي مراكيـب الاجانيـب لا لفـى
كاسيهـم الــذلّ الكبـيـر خـمـارْ

كلٍ يريد الصلح ويسـوق مـا طلـب
من عقب ذاك الطول غاديـنٍ قصـارْ

سبحان مـن تغييـر الأمـلاك بيـده
مغيّر حوال الدهر مـن جـارٍ لجـارْ

ثم افتكر يا صاح فـي نثـر شملهـم
راحوا هل الناموس بأحـوالٍ حقـارْ

راحوا هل المعروف والبـذل والثنـا
راحوا هل الشيمـات بالدنيـا فـرارْ

راحوا عذاب الجيش عنهـا تغرّبـوا
اختاروا الاجنـاب عـن دار القـرارْ

أهل الندى ضيم العدا صفـوة المـلا
ترعى بها الجيران بـدروب الخطـارْ

لا جا الخبـر منهـم لقـوم ٍ تكففـوا
كلٍ يطقّ البيـت فـي خافـي غتـارْ

زهّـاف زلاّفٍ خفَـافٍ الـى عــدوا
بيّـاع للعـمـر العـزيـز سـكـارْ

عبّـار جبّـارٍ صبَـارٍ علـى اللـقـا
لهيـب لجمـوع الحريـب صـقـارْ

عـزّام جــزّامٍ شـمَـامٍ تدلّـقـوا
وردوا على الصابور بقلـوبٍ صبـارْ

غــلاّب جــلاّبٍ لـيــوثٍ زلازل
فهودٍ زهـود نكـود ونمـارٍ ضـرارْ

يكـره ملاقاهـم كمـا يكـره الوهـم
ماصٍ به المفراص مـا يثّـر غيـارْ

دنياك هذي خايبٍ مـن رغـب بهـا
تمسي معك والصبح توريـك النكـارْ

مـا دامـت الدنيـا لشـدّاد قبلـهـم
وكسـرى وهـارونٍ ملـوك بـحـارْ

ذكـر جليـل الملـك بمحكـم كتابـه
مـداول الأيــام وأفــلاكٍ تــدارْ

يوم إنها شامـت لشيـخٍ شقـا بهـا
صلطـان نـجـد طــلاّب ٍ بـثـارْ

شامت لأبن مقرن قديـمٍ من أهلهـا
ما لومحت لهتيم والنـاس الثبـارْ

عبَـى لهـا جـزل العطـا مدلهمّـة
ريـف الهجافـى للضديـد وســارْ

سياقهـا رقـابٍ عليهـم يسوقـهـا
ماهي تراه بـلاش أو لعـب القمـارْ

حوليـن حايـل حاربيـنـه قبـايـل
جنـد عليـه جنـود قـوٍ باقـتـدارْ

رجالـهـا بجبالـهـا دون جالـهـا
والله عطاه سعـود وأعطانـا الدبـارْ

ترى الملـوك بحـور درّ وتهالـك
والهـرج لا وصـل المحيـط يحـارْ

من زاعم المقرن قصـر دون فعلهـم
كل الملا مـن دون علياهـم قصـارْ

لو تنشد المالـود يشهـد ويعتـرف
إنْ نجـد جـارٍ للسـعـود مـجـارْ

لكـن يغبـن القلـب ذم ٍ علـى نقـا
والشمس مـا يستـر سنـاه ستـارْ

ولا ينشمت بأمرٍ إلـى فاتـه القضـا
أمــرٍ مـريـده واحــد ٍ قـهّـارْ

الله ينصر مـن نـوى نصـر ديننـا
ويديـم للديـن القـويـم أنـصـارْ

تمت وصلى الله على صفـوة الـورى
مـا هـلّ همال المخـيـل بــدارْ

قصائد عبدالله الاشقر

1- قال هذه القصيدة عندما كان في العراق وعمره لم يتجاوز العشرين عاما
دنـدار دار بلبـة القـلـب يلـيـب
ارى جوج ماجوجه ورا العوج يليـب

عليُ فار طوفان النبا واحتشا الحشـا
كمـا فـار تنـور لابوحـام يهيـب

لـم عـلا ماهـا عـلا كـل ماعـلا
تعلت ومجراهـا علـى مـاه حليـب

تحدر لها الجاري ولو مـات سيّسـه
والأرياح زاجرها بالالـواح عطيـب

وأنا بت في غبـات الأنجـاد حايـر
به ساعـة غـب وساعـات رهيـب

إلهي معاذي هـو مـلاذي ومزبنـي
عطـوف لطـوف لا دعـي يجيـب

له العزة العليا مـع الطـول والبقـا
علـيّ تعـلا فـي سمـاه رقـيـب

فلا كـان مافيهـا ولا كـان سكنهـا
ولا كان مخلوق على الكـون يجيـب

ولا سبعها العليـا ولا سبـع بيدهـا
ولا سبعها الجرا ولا همـس دبيـب

إلا بتقديـر مـن الخالـق الصـمـد
حكيـم عليـم مستـعـان قـريـب

أنا عبدها المملـوك ذلـي لسطوتـه
وياذل مخلـوق لـه الـرب حريـب

أناجيـه وحبالـي بعفـوه وثـايـق
كمنـي بفضلـه طـامـع رغـيـب

أجـاب عبـده فـي لجاليـج غبـه
واعـاد لأيـوب ويعقـوب سلـيـب

هو الواحد الكافي هو الشافـي العـلا
هو اللي إلى نيدي للأغـرار يجيـب

مالي سـوى وجهـه إلـه يغيثنـي
ولا لي سوى جوده بالأرزاق نصيـب

أساله وهـو عمـا بالأسـرار عالـم
وحاشـا لعبـد لادعــاه يخـيـب

نوضي علا ذا الطول والحول والبقـا
ليا جل نوضـي مشتكـاي حسيـب

ألا ياهل الألبـاب والفهـم والنهـى
لقيـت التبصـر بالليـال عجـيـب

تفكـرت بالدنيـا شذاهـا وجلـهـا
إلهـي تهيـل بهولهـا كـل لبيـب

تجي لك كما العذرا إلى بـان ودهـا
غاد ضميـره مـن هـواك سريـب

وتوريك من وجه كما بـارق الدجـا
وتقسم فلا لـك فـي هـواه شهيـب

حتـى تـرى قلبـك تعمـق بحبهـا
وتــراك فيـهـا هـايـم تلـيـب

تجـذ عنـك بساعـة وأنـت غافـل
تجفاك بصـدود عـن القلـب يغيـب

تسقيك مـن غـل الليالـي وغبنهـا
تمـوت قهـر وإن حييـت تشـيـب

تلقاه مـع غيـرك تزحـم غرامهـا
صارت معك شري ومـع ذاك حليـب

لا تأمن الدنيا تحملـه علـى الوفـا
تراهـا مـالـه مـذهـب يطـيـب

من خلقت الدنيـا ونصبـة جبالهـا
إلى نفختين الصور وحساب الحسيب

ماعاهدت عهد على الكون وانجـزت
ولا عد لها خل مـن الخـل حبيـب

ولا حمدهـا واحـد راغــب بـهـا
إلا يـذمـه حـاضــر قـريــب

ولا أضحكت مخلـوق إلا بكـى بهـا
ولا دام فيـهـا واحــد طـريــب

إلـى تـم بـه أمـر ترقـب زوالـه
تـرى كمـالـه لـلـزوال نـديـب

أشوف أنا الوهاج يكسف إلـى كمـل
والشمـس تزهـر لابغـت تغـيـب

أبصـر بمسعاهـا بنـاس تقـدمـوا
تشـوف منـهـا عـبـرة تـريـب

2- قصيدة يمدح فيها الامير عبدالله المتعب:
دار الهـوى محّـال محمـل هباهيـب
وانـدار دنــدار للـنـدار سـحـاب

يامعتليـن ٍ عـوب عـرب مراعيـب
هيـب ٍ نواهيـب ٍ عياهيـب هــراب

هبّو هبا مـن هـاب قطـع العباعيـب
بااكوار كنّس عنّـس تطـرب اطـراب

ارقـاب علـط ٍ والعلابـي معالـيـب
تلـع المفـارع فـج الأكــواع درّاب

وساع الخصوم مسنسعـات الغواريـب
فزر المحاصر بتـر الافخـاذ حظّـاب

مثل الادامي قوضـن عـن ضباضيـب
او جـول كـدري ورد والصبـا هـاب

قيفـوا هديتـوا ياهمـام معاطـيـب
مادام لبّـي بالنبـا نـاب فـي مـاب

خوذوا جواب من جبا جيـب ماجيـب
من جاش من جاشه كما جاش دبـاب

صاف ٍ صفاه الصاف من صاف ماصيب
صافيه فيه وفيه صافيـه مـن حـاب

كـلام احـلا مـن درور الغباغـيـب
واحلا من النجوى بعد خطر الانشـاب

اليالفيتـوا دار شـمـس الكواكـيـب
شمس الصخا نور على الكون لاغـاب

نادو على نـدّ النـدى معـدن الطيـب
نبو نضايض متعـب ٍ نسـل الانجـاب

عبـدالله الوافـي مجيـب المواجيـب
فـرّاش كبـده للمعـارف والاحـبـاب

قولوا يخصك ياجنـاب الثنـاء اديـب
ماحاط شوفك مار في ذكـر الاصحـاب

سـلام مـن قلـب سليـم ابترحيـب
ثـم التحايـا مالهـا عـد وحـسـاب

سـلام مشغـوف امـود ٍ بـلا ريـب
له يستشب الشاب ويشبّ مـن شـاب

سلام ابها مـن زهـر زاهـر ٍ صيـب
ريـاه مسـك ٍ والعنابـر والاطـيـاب

حيثـه إلربعـه واقـف بالمراقـيـب
مثل الكهـف للطارفـة سنّـد البـاب

للجود في وجهـه جنـود محاضيـب
سحب الندا في منطـح الليـث سكّـاب

ماذا غريب ٍ به غريـب ٍ بـه العيـب
ذا له شروك بالفخـر مثـل الاطنـاب

ساسه سنا نامـوس جـل المواهيـب
ولا رسى راس ٍ بلا سـاس واسبـاب

لامـرّ ذكـره طـرّب القلـب تطريـب
كـل ٍ ينـادي بالثنـا تقـل خـطـاب

ذكـره القلبـي كالمطـر للمجـاذيـب
افـوز بافـراح ٍ لـه القلـب لـعـاب

عليـه مـن بحـر المعالـي مرازيـب
لا كنّ يمينـه مالهـا كيـس وجـراب

من عنصـر بـه للفضايـل مطاليـب
والغصن يشرب من مشاريب الاصـلاب

وصلوا علـى طـه رفيـع المراتيـب
كمـا ذكـر مـولاه بأيـآت الأحـزاب

3- عندما كان يتغزل بمدينة حائل
حوراء سنا نوره بسحر البهاء سار
باهر بهاه أطفأ بها جملة الحور

طلت وهلت وأهمل الوبــــــل مدرار
يبكي سماه ويضحك الورد مسرور

غنا غنوج تبتسم لك بالأزهار
عبيرها مســك وعنبر وكافور

تشكلت فيها الروابي والأشجار
لبست حللها زينة القد والطور

فاحت روايح ريح روحه والأثمار
نشوة شذاها تنعش الروح بعطور

عليلها يشفي عليلٍ بالإسحار
ترقص غصونه بالصباء تيه وغرور

دان جنا جناتها الخضر وجوار
طرب بها البلبل يغرد لشحرور

تكاملت وأمست محط للأنظار
صيغت بها الأمثال نظم ومنثور

ناديتها بخضوع وإجلال وإكبار
مستسلم هايم ولو مت معذور

يالله يا نور العذاري والأقمار
من وين يا بدر تكامل بديجور

قالت سنا شمس العرايس والأقطار
تاج الجمال ومنتهى الحسن والنور

أهلي رجال المجد وافين الأشبار
لطّامة العايل فنا كل طابور

يا ما تفانوا وأرخصوا غال الأعمار
من شأن شاني وإسمي اليوم مشهور

حايل فخر شمّر هل الدار والجار
يوم اللقاء صبيان حايل على سور

قوم إلى ثاروا هل الدار للدار
تفرح بهم عيني وأفاخر هل الدور

قوم تجر الضيف لكتار وابهار
طبع تواصوا فيه غيّاب وحضور

يا دار حاتم لو تنحيت مقدار
القلب بين السمر والحمر مأسور

دار نشينا به مواليد واكبار
حقه كبير وعقها زور وفجور

أم لنا نفخر بها سر وأجهار
أهل الجبل دونه سبيل عن الجور

يا ما وطوا دونه من النار والحار
أحد فنى وأحد بذل كل مذخور

واليوم عز الدار من روس الأخبار
من صلب أبو تركي مناعير ونمور

صاروا عيال العود له مثل الأسوار
وقرت بهم نجد بعد كل محذور

4- وقال في الغزل
ألا يامل عين عن لذيـذ النـوم مشطونـه
وجار النوم عن موقه وزاد الويل ولوالـي

وحياة اللي تخضع له جميع الخلق يرجونه
فلا احسب الهوى يذبح لمني شفت انا حالي

انا توي عرفت ان المـوده جايـر كونـه
تسل الروح برموع له المعلـوق ينشالـي

نطحني فارع دالع يشوح الريـح بقرونـه
مغر يطرق القذله يحسب المطـرق خالـي

تضمضم يوم لاقيته وضف الراس بردونـه
تذّير قلت لاتزمل انـا المملـوك يالغالـي

غرير غر في زوله وعيني فيـه مفتونـه
مغر بالهـوى تـوه غرامـه لاح باقبالـي

فتـاة يزملـه ظلـه شـذاة مايعقلـونـه
غرير بالهوى كله غرامـه لاحـق تالـي

اعيذك يانظر عيني عن الحسـاد وعيونـه
كما انك مع هلا الدنيا غريب مالك امثالـي

الا يازين ماترفق بـروح فيـك مرهونـه
دخيلك لاوليت ارحم ترى حبل الهوى بالي

تبسم وارتخا الملثم غـزال معجبـه لونـه
طلبته يدفع السايل يقول الخيـر بأقبالـي

5- وقال أيضا في الغزل
ياعيال شيلو مابقي عمر طويل
هذي عمار قافــــــــــــي ديانها

ونحمداللى لعطـــــي مهو بخيل
يعطي العطايـــــا مايرد اثمانها

اللي جعل لى لابــــة ماله مثيل
بين القبايـــــــل راجح ميزانها

صبيان حايل باللقآ تشفي العليل
عوج المراقب لصفـــــا دخانها

ناطي الموت الحمر والله دليـل
والروح لـــه رب يقوم بشانها