تلجأ العديد من الأسر للاستعانة بخادمة أو مربية لتربية الأطفال، وهناك العديد من الأسباب التي تضطرهم لذلك منها على سبيل المثال : كثرة الأعباء المنزلية على الأم أو كثرة الأبناء وما إلى ذلك من مبررات مشابهة، لكن الدراسات والأبحاث العلمية أكدت سلبية هذا الأمر على شخصية الطفل وصحته النفسية،لذا خصص هذا المقال لتوضيح بعض الأثار السلبية لوجود مربية أو خادمة في حياة الطفل .
وجود الخادمات في المجتمع :
تواجد الخادمات في أي مجتمع لا يعد ظاهرة مرضية أو نمطا سلبيا من أنماط المجتمع الإنساني،حيث يعد نمطا من أنماط الحياة الاجتماعية العادية والتي لا يكاد يخلو منها أي مجتمع، ويعتبر وجود الخدم ضرورة اجتماعية واقتصادية، تفرضها طبيعة الحياة الاجتماعية والظروف الاقتصادية ، ولا يوجد أي سبيل للقضاء عليها كظاهرة إنسانية .
وليس هناك أدنى شك أن تربية الخادمات للأطفال تترك أثر كبير على نفسية الطفل، حيث أثبتت التجارب العملية أن وجود الخادمات بالمنزل لفترات طويلة مع الأطفال دون تواجد الآباء والأمهات يؤثر بالسلب على نفسية الطفل .
التأثيرات السلبية العامة للخادمات على الاطفال :
اولاً الآثار السلوكية :
– أكدت الدراسات والأبحاث التربوية أن وجود المربية أو الخادمة يترك أثرا سلبيا على المفردات اللغوية التي يكتسبها الطفل حيث تستخدم الخادمات الكثير من المفردات اللغوية الركيكة والغير متماسكة، ويكتسب الطفل مصطلحات ومفاهيم لغوية غير مرغوب فيها، نتيجة لكثرة جلوس الأطفال مع الخادمات، وقد تكون هذه المصطلحات غير أخلاقية في الكثير من الأحيان .
– هناك العديد من الدراسات النفسية والسلوكية التي أثبتت أن نسبة من الأطفال يعانون من عيوب في النطق نظرا لوجود الخادمة في المنزل كالثأثأة أو الفأفأة أو التهتهة كبير، كما أن تربية الخادمة للطفل تؤثر سلبا على سلوكه الاجتماعي وتجعله يميل للانطواء والعزلة بنسبة قد تصل إلى 14% وذلك وفقا للأبحاث والدراسات .
– قد تسبب إلى نمو الميول العدوانية لدى الطفل وبنسبة تصل إلى 20%، كما قد تجعل من الطفل شخصا كسولا، يميل إلى الخمول وبنسبة 10% .
ثانياً الآثار النفسية :
– قد يتعلق الطفل في سن الرابعة أو الخامسة بالمربية التي تتولى أموره وعندما يكبر ويزداد بها تعلقا وينتهي عقد عملها وتعود من حيث أتت، وتختفي من حياة الطفل فجأة فيشعر الطفل بالإحباط وقد يدخل في حالة من الحزن والاكتئاب .
– وجود الخادمات بالبيت يشكل عبئا نفسيا على الأطفال، حيث يتعرض الطفل لمشكلات نفسية ،نتيجة غياب الوالدين عنه وعن متطلباته واحتياجاته .
– شعور الطفل في كثير من الأحيان بعدم الاطمئنان والشعور بالذنب، فهو يجلس كثيرا وحده مع الخادمة، وقد تترسب لديه أشياء بالعقل الباطن ،ويحتفظ بها ولا يخبر والديه عنها .
– قد يصبح الطفل عرضة للانحرافات السلوكية ، في المستقبل في حالة تراكم الإحباطات والمواقف المؤلمة مع الخادمات .
– قد يتعرض الطفل للإيذاء البدني، نتيجة لضرب الخادمة له عند رفضه الانصياع لأوامرها .
– يكبر الطفل معتمدا على الخادمة كليا، سواء كان في الأكل أو اللعب حيث يلعب ويترك ألعابه مبعثرة، وينهض من فراشه دون أن يرتبه، ويرمي ملابسه على الأرض أو السرير،وعندما يكبر تكبر معه هذه العادات .
– يعيق حضور الخدم النمو الإدراكي والعاطفي الطبيعي للأطفال .
تأثير المربيات الأجانب على الأطفال :
– تعد المربية الأجنبية مصدر أساسي وربما يكون الوحيد الذي يكتسب الطفل من خلالها قيمه وتقاليده وعاداته .
– قد يتأثر الطفل باللغة الداخلية التي تستخدمه الخادمة، مما يجعل الطفل يشعر بالتناقض والاختلاط، بين ما يسمعه من والديه في طريقة الكلام والتعامل، وبين ما يسمعه من الخادمة وعادة ما تكون لغة الخادمة مختلفة عن اللغة والمفردات المحلية .
– قد يتسبب وجود الخادمات لفترات طويلة في المنزل بحدوث اختلال للقيم الدينية عند الطفل، نتيجة لاختلاف ديانة وأخلاقيات معظم الخادمات العاملات بالبيوت عن ديانة الطفل ومعتقداته .
تأثير الخادمة على الأطفال من الإناث :
– وفقا لما أثبتته معظم الدراسات السلوكية والنفسية للأطفال أن تأثير الخدم على الإناث من الأطفال، يتخطى بكثير حدود اللغة بل أنه يترك العديد من السلوكيات النفسية والاجتماعية السلبية على الطفلة ومنها :
– قد تصبح شخصا خجولا وقليل الكلام .
– تفضل الهدوء، وكثيرة النفور من الكبار، خاصة الغرباء .
– قد تؤثر أيضا على أسلوبها في التعامل مع المحيطين بها سواء كانوا من أصدقاء وزملاء .
– قد تصبح شخصا عدوانيا حيث يصبح العدوان وسيلتها لإفراغ شحنات الغضب الكامنة في نفسها، كما بينت دراسات أخرى أن الطفلة قد تصبح عدوانية مع إخوتها فقط، عصبية وعنيدة إذا أرادت شيئاً وصممت عليه ولا بد أن تحصل عليه .
– تمنع الخادمة الأطفال من دخول المطبخ أو المشاركة في تجهيز بعض الحلويات البسيطة أو السلطات، خوفا من بعثرته، مما يقتل بعض المواهب التي تكمن داخل معظم الفتيات، فتكبر الفتاة وينقصها خبرة التجريب والإخفاق وطعم التميز في الطبخ والابداع فيه .
طرق القضاء على التأثير السلبي للخادمات على نفسية الطفل :
– حرص الأبوين على توفير جو من الحب والرعاية والحنان والعطف للأطفال و تعويضهم عن فترات غيابهم عن المنزل .
– حرص الأبوين على الاحتفاظ بأدوارهم داخل الأسرة، في تربية وتنشئة الأطفال، وعدم التخلي عنهم بأي شكل من الأشكال .
– عدم التهاون في العبارات التي قد تنطق بها الخادمات أمام الطفل .
– عمل ضوابط وقواعد صارمة لمظهر الخادمات وأسلوب حديثها وطريقة تعاملها مع الطفل .
– متابعة طريقة تعامل الخادمة مع الطفل ودورها في تربيته للاطمئنان عليه أثناء فترات الغياب عن المنزل .