ان التعاون بين الافراد هو ضرورة اجتماعية وانسانية في هذه الحياة، وان المرء لا يمكن العيش بدونه، فبالرغم ان الله سبحانه وتعالى منحه الكثير من سبل العيش، إلا انه لا يمكن العيش منفردا وذلك لأن الإنسان في طبيعته كائن اجتماعي، وان الله قد خل فيه الحاجة إلى لآخرين لمعاونته كي تساعده على إنجاز أموره ولكي تكون حياته بشكل أفضل، كذلك أمرنا الله عز وجل بالتعاون، ولكن يشترط أن يكون على البرِ، والتقوى، وكذلك فعل الخيرات، وان الله عز وجل نهى في القرآن الكريم عن التعاون على المنكرات، والمحرمات.
فوائد التعاون
ان للتعاون الكثير من الفوائد التي تعود على المجتمع والفرد ، ومن هذه الفوائد :-
1- ان يقدر الفرد على إنجاز الأعمال الكبيرة التي لا يقوى على انجازها لوحده.
2- انه بالتعاون يمكن مواجهة الأخطار التي يمكن ان تحط بالأفراد.
3- النجاح والتقدم في العديد ومختلف المجالات.
4- يساعد على ان الأفراد يشعرون بالمساواة الإنسانيّة، وكذلك تحقيقها.
5- انه بالتعاون تزيد قوة الفرد، وكذلك تخليصهم من الشعور بالعجز.
6- انه يساعد على المحبة و الالفة بين الأفراد.
7- إزالة الحقد والتخلص من الحسد من القلوب.
8- ان الافراد يستفيدوا من خبرات بعضهم البعض، ومن تجاربهم في مختلف الأمور.
9- كما انه يساهم في رفع الظلم عن الآخرين.
10- انه يعمل على توفير الجهد وتنظيم أوقات الأفراد.
11- تخفيف العبء عن الافراد وذلك نتيجة تقاسمهم الاعمال.
12- اظهار قوة افراد المجتمع وذلك لزيادة تماسكهم.
13- ان الفرد يتخلص من الانانية وحب الذات.
14- كذلك بالتعاون يحقق الفرد الرضا عن نفسه مما يؤدي لزيادة شعوره بالسعادة.
15- انجاز الأعمال، وتنفيذها بسرعة أكبر.
16- كما انه يساهم في تحقيق استثمار أكبر في مختلف الأمور.
17- يساعد في تسريع عمليات التقدم العلمي و التقني والتطور.
18- تحفيز الأفراد لبذل المزيد من الجهد ، وزيادة قوتهم، وزيادة قوتهم وإتقان أعمالهم.
19- انه يساهم ان الأفراد تكتشف ذواتهم، وما يملكون من قدرات، و طاقات وخبرات كامنة.
20- التقليل من الازدواجيّة في العمل وكذلك تسهيل الأعمال، وتيسيرها.
التعاون في الإسلام
الله سبحانه وتعالى جعل التعاون صفة في الإنسان، فهو يعتبر فطرة حيث ان جميع المخلوق، صغيرها وكبيرها، مجبولة على هذه الفطرة، وعلي حد سواء كانت هذه المخلوقات من الجن أو الإنس، فكلهم لا تستطيعوا العيش، وكذلك تحمل أعباء الحياة فرادى.
و لكن كل فرد يحتاج إلى من يعاونه في كل أموره، وانه جاءت الكثير من النصوص الشرعية بصيغة الجماعة وذلك لتدل على أهمية تعاون الأفراد، واجتماعهم مع بعضهم البعض في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ) في القرآن الكريم 89 مرة، كما جاء قوله تعالى: (أَيُّهَا النَّاسُ) في القرآن الكريم 20 مرة، وغيرها من الكثير من الآيات التي تدل على أهمية التعاون بصورة صريحة، هذا و بالإضافة إلى ان النبي صل الله عليه وسلم حثنا على التعاون في الكثير من الأحاديث النبويّة.
احاديث نبوية عن التعاون
حيث انه جاء عن النبي احاديث نبوية تحثنا على التعاون بين الافراد ومنها:-
– أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: “إنَّ المُؤمِنَ للمُؤْمِنِ كالبُنيانِ، يَشُدُّ بَعضُهُ بَعضًا، وشَبَّكَ أصابِعَهُ” .
– وجاء في الحديث النبوي فيما ارواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم-: “انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، أنصرُه إذا كان مظلومًا، أفرأيتَ إذا كان ظالمًا كيف أنصرُه؟ قال: تحجِزُه، أو تمنعُه، من الظلمِ فإنَّ ذلك نصرُه”.
– وجاء كذلك في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمرو قال: إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “المسلمونَ تتَكافأُ دماؤُهم يسعَى بذمَّتِهم أدناهُم ويُجيرُ عليهِم أقصاهُم، وَهم يدٌ علَى مَن سِواهُم، يردُّ مُشدُّهم علَى مُضعفِهم، ومُتسرِّيهم علَى قاعدِهم، لا يُقتلُ مؤمنٌ بِكافرٍ ولا ذو عَهدٍ في عَهدِه” .
ـ وقال صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والحمى”.
ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – عَنْ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: “مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِما سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاَللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ؛ إلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ أَبَطْأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ”.
ـ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومَن كان في حاجة أخيه،
كان الله في حاجته، ومَن فرَّج عن مسلم كربةً، فرج الله عنه كربةً مِن كربات يوم القيامة، ومَن ستر مسلمًا، ستره الله يوم القيامة “.