تعتبر قيعان البحار والمحيطات من المناطق الغريبة التي لم يعتد الإنسان رؤيتها، ونادرًا ما تتاح لأشخاص بعينهم إما مستكشفين او باحثين أو غيرهم فرصة الهبوط لقاع البحر او المحيط عبر غواصات تتحمل ضغط المياه وما إلى ذلك من أجواء وعرة أسف المياه بمسافات طويلة تتجاوز عدة كيلومترات، وللمحيط سمات وخصائص تميزه عن باقي البحر وهو ما سنوضحه فيما يلي :
قاع المحيط
تتميز البحار والمحيطات بوجود قيعانها على مسافات بعيدة للغاية وسحيقة جدا قد تصل لمسافة 6 آلاف كيلومتر، وهناك اسماء أخرى لقاع البحر مثل قاع البحر أو أرضية البحر أو المحيط، وتلك القيعان تتميز غالبا بأحياءها البحرية الجميلة كالنباتات التي تنمو في تلك الأرضيات وغيرها من المحار والأسماك الملونة وغيرها من الأحياء البسيطة أو الضخمة، وفي الغالب لا تنتشر الحياة في الأسفل بقدر كبير خاصة أنها قيعان مظلمة تماما لصعوبة وصول ضوء الشمس لتلك المناطق.
الأحياء الموجودة في قاع المحيط
يطلق العلماء على الكائنات التي تعيش بالقرب من قاع المحيط اسم مجتمع الأحياء التي تعيش فوق أو في أو بالقرب من قاع البحر، وهذه المنطقة تعرف علميا باسم منطقة الأعماق، وهذه الأحياء تعيش غالبا في المناطق الرسوبية وخنادقها وأخاديدها وانحناءاتها المختلفة، وتتوطد علاقة تلك الأحياء مع قاع المحيط والمواد الموجودة فيه بشكل كبير لدرجة أن الكثير من هذه الكائنات تعيش ملتصقة بالقاع.
وتتميز تربة القاع بعدة صفات تجعل من الأحياء المائية عاشقة لها رغم صعوبة الحياة في تلك المنطقة عالية الضغط ومنخفضة البرودة ومظلمة جدا، فالطبقة السطحية لبطانة التربة الخاصة بالبيئة المائية الملاصقة للقاع تؤثر كثيرًا على النشاط البيولوجي في هذا المكان، وتختلف أنواع التربة المائية في قاع المحيط ما بين قيعان الرمل، والنتوءات الصخرية، والشعب المرجانية، وخلجان الطين، وغيرها من الأخاديد.
خصائص قاع البحر
1- تتميز المحيطات بوجود تلال محيطية كبيرة، وتلك التلال بها فتحات تهوية متصلة بقاع البحر.
2- توجد في قيعان البحار والمحيطات بعض الأجزاء والطبقات المتشابهة مع المناطق السطحية من البحار.
3- غالبا ما تتشابه قيعان البحار والمحيطات جميعها من حيث وجود عدة سمات رئيسية مثل التكوين العام للتربة، والتضاريس التقليدية، ونسب ملوحة طبقات الماء فوق القاع، وأيضا من حيث الحياة البحرية، والاتجاه المغناطيسي للصخور والترسبات.
4- تختلف أشكال تضاريس القاع من مكان لآخر داخل البحر أو المحيط، فقد تكون مستوية أو على هيئة تلال؛ وتلك التضاريس تعتمد على مدى وجود الرسوبيات سواء ثقيلة أو خفيفة، وعلى هذا الأساس تكون مستوية أو غير مستوية.
5- تتميز قيعان البحار ولمحيطات بأنها شديدة الظلمة لصعوبة وصول ضوء الشمس إليها.
مصادر الأرض الرسوبية في قاع المحيط
1- الرسوبيات الناتجة عن تآكل الأرض، وهي التي تحملها الأنهار إلى البحار التي تصب فيها.
2- الرسوبيات الناتجة عن ظهور صخور حديثة نتجت عن الحمم البركانية المكونة من البازلت.
3- الرسوبيات الناتجة عن الرماد البركاني الذي اعتاد الخروج من خلال الفتحات الحرارية المائية.
4- قد تتسبب الكائنات الحية الدقيقة على مدى سنوات عديدة في أنشطة تنتج موادًا رسوبية عديدة.
5- تعمل التيارات البحرية المختلفة على تآكل قاع البحر ونقله من مكان لآخر، فتترك أراضي رسوبية جديدة.
6- هناك العديد من الرواسب البيولوجية التي تنتج من تراكم الأحياء البحرية كالشعب المرجانية.
7- النباتات البحرية التي تنمو في قاع البحر تشكل تربة رسوبية نباتية بعد موتها.
ملحوظة :
في بعض المناطق من المحيطات العميقة للغاية لا نجد أراضي رسوبية عليها مثلما الحال في المحيط الأطلنطي وبالتحديد في المناطق الشمالية والشرقية منه، وفي تلك المناطق التي تتميز بعدم وجود أراضي رسوبية قد نلاحظ وجود الأراضي والألواح التكتونية الأصلية، وتظهر على هيئة خط مستقيم ومتوازي يتكون من “التصدعات” أو “فتحات التهوية” المتصلة بالقاع مباشرة بطول آلاف الكيلومترات.