لقد خلق الله تعالى عدد كبير جدًا من أنواع الكائنات الحية بأحجام وأشكال وصفات ووظائف مختلفة ، كما أن بعضها مُفيد ونافع والبعض الآخر يؤدي إلى الكثير من الأضرار ، وهناك بعض الكائنات الحية التي تُستخدم في إطعام كائنات أخرى أكبر حجمًا وأكثر قدرة على هضمها ومن أبرز الأمثلة على ذلك الدود القباني .
ما هو الدود القباني
الدود القباني أو كما هو معروف في الكثير من البلدان العربية باسم يرقات خنفساء الميل ورم Mealworm التي تعتبر أحد مراحل دورة الحياة الخاصة بهذه الحشرة والتي تحتوي على مجموعة من المركبات الغذائية مثل البروتينات الهامة من أجل تسمين وتربية الدواجن والطيور عامة .
فوائد واستخدامات الدود القباني
لقد أشار المتخصصون إلى أن الدود القباني يحتوي على نسبة وافرة من العديد من المركبات الغذائية الهامة والتي تمثل حوالي 50 % من البروتينات ، وحوالي 25 % من الدهون ، إلى جانب نسبة منخفضة من الألياف تعادل ما يقرب من 8 % ، ولذلك فهي تُعتبر غذاء مثالي لعدد كبير جدًا من أنواع الطيور التي لا بُد أن يتوافر لها بعض أنواع الغذاء الحية الآمنة في صورة وجبة غذائية حتى تنمو وتكبر خلال وقت قصير ، وقد وصفها بعض المربيين بأنها عبارة عن كبسولة غذائية صغيرة وذو فائدة عالية في نفس الوقت لأنها تمد الطيور والدواجن بنسبة بروتين لا يُمكن الحصول عليه من أي وجبات غذائية أخرى .
ويُعد دود القباني من أنواع الوجبات الغذائية التي يُمكن تقديمها للطيور سواء حية أو مُجففة ، فضلًا عن إمكانية تربية هذا النوع من الديدان في المنازل بسهولة فائقة ، وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن الطيور وخصوصًا الدواجن التي تتغذى على الميل ورم ( الدود القباني ) تكون ذات صحة أفضل وإنتاج أكبر وفائدة غذائية أعلى أيضًا ، ولذلك ؛ فإن العديد من مزارع الطيور والدواجن تعتمد على الدود القباني كوجبة أساسية للطيور .
دور الدود القباني في القضاء على السموم
تواصلت الدراسات والأبحاث في مجال الثروة الحيوانية والدواجن من أجل اكتشاف أهم أنواع الوجبات الغذائية التي يُمكن أن تكون عاملًا على تحسين وزيادة ومضاعفة الإنتاج أيضًا بشكل امن ، ولم تغفل تلك الأبحاث عن أن تتناول فوائد دود القباني أيضًا .
ومن ضمن هذه الدراسات هي دراسة أجريت في التاسع عشر من شهر ديسمبر من العام الجاري ، ونُشرت في مجلة النشر العلمي والدولي Environmental Science & Technology ؛ وقد أكدت تلك الدراسة على أن الدود القباني لا يكون مُفيدًا في توفير قدر كبير من البروتين الحيواني والدهون من أجل تسمين الدواجن والطيور فحسب ؛ بل إنها تُساعد أيضًا على حماية الطيور التي تتغذى عليها من بعض أنواع السموم ولا سيما الموجودة في العبوات البلاستيكية .
حيث أنه من المتعارف عليه أن يتم حفظ الديدان ووجبات الطيور الغذائية في بعض العبوات البلاستيكية ، والكثير من هذه العبوات تحتوي على مادة بلاستيكية سامة تُعرف باسم مادة الستايروفوم Styrofoam أو مادة البوليسترين polystyrene ، وعند وصول هذه المادة إلى الخلايا الحية فإنها تلحق بها عدد كبير من الأضرار لأنها من المواد السامة .
ومن هنا ؛ فقد أفادت هذه الدراسة إلى أن الدود القباني قد أثبت قدرته في القضاء على مادة الستايروفوم من خلال تناولها وهضمها وتحويلها إلى مركبات كيميائية أقل تعقيدًا وأقل سمية أيضًا ، وبالتالي ؛ فإن هذه النتائج تؤكد أن الدود القباني ليس وجبة غنية بالبروتين فقط ؛ وإنما هو وجبة غذائية مُفيدة وامنة في نفس الوقت .