الشخصيات الإنسانية التي تأخذ لقب المنظمون هم كثيرون وينقسمون لأكثر من شخصية فرعية، فمنهم شخصية اللوجيستي هو الشخص العلمي الذي لا يمكن الشك في مصداقيته وكفاءته، وشخصية المدافع وهو مصدر الحماية والدفاع عن ذويه لأقصي درجة، وشخصية التنفيذي، هذا الرجل الإداري من الطراز الأول الذي يملك القدرة على إدارة الفرق والمؤسسات المختلفة، وفي الأخير نجد شخصية القنصل الذي يهتم بغيره بشكل غير عادي وهو حريص دائماً على تقديم العون للمحيطين.

وإذا نظرنا نظرة ثاقبة بعالم شخصية المدافع نجد أن أهم ما يميز شخصية “المدافع” هو كون الحب ينمو لديه فقط من خلال المشاركة، ولا يستطيع أن يستمتع بمزيد من الحب إلا إذا منحه للآخرين.

السمات العامة بشخصية المدافع

نوع شخصية المدافع فريد من نوعه تماماً، لأن هناك الكثير من الصفات التي توضح سماتهم الفردية، وعلى الرغم من أن المدافعون من هؤلاء الشخصيات المتفهِّمة التي تعمل على مراعاه المشاعر، إلا أنهم قد يصلوا إلى حد الشراسة عندما تضطرهم الظروف إلى حماية معارفهم وعائلاتهم وأصدقائهم .

وعلى الرغم من حالة الهدوء التي تسود على  المدافعين وتحفُّظهم، عادةً ما نجدهم يتمتعون بعدد من المهارات المتقدمة في التعامل مع الأخرين وفي بناء العلاقات الاجتماعية القوية، وعلى الرغم من كون شخصية المدافع ترغب وتنشُد الأمن والأمان والاستقرار، إلا أنها تستطيع تقبل التغيير بشكل ملحوظ وواضح ما دامت تشعر بأنها على قدر وافي من التفهم والتقدير، وكما هو الحال في أشياء كثيرة، فالناس من أمثال نوع شخصية المدافع هم الأكثر من مجموع الأجزاء التي تدخل في التكوين البشري، والطريقة التي يستخدمون ويوظفون بها نقاط قوتهم هي ما تعرفنا بهم.

الجانب العاطفي بشخصية المدافع

المدافعون يؤثرون بشكل كبير وهم أيضاً محبون للغير بكل صدق، فهم يقابلون الإحسان بإحسان بشكل أكثر مبالغة وترحيب ويشاركون العمل مع الناس الذين يؤمنون بهم بكل حماس ومحبة وكرم.

الجانب التنظيمي بشخصية المدافع

ليس هناك نوع شخصية أفضل من هذا النوع ليحتل بهذه النسبة الكبيرة الهائلة من البشر ما يقارب من 13٪، فهؤلاء يجمعون بين أفضل ما بداخل التقاليد وبين رغبتهم في عمل الخير، ولذا تجد شخصية المدافع في صفوف العمل الأولى مثل الطب أو الأكاديميين أو العمل الاجتماعي الخيري.

شخصية المدافع، وخاصةً المتمرد منهم، غالبًا ما يتسم بالدقة لدرجة تقارب الكمال، وعلى الرغم من كونهم مسوِّفين للأمور، مما يعمل على إضاعة الوقت، فإنك تستطيع الاعتماد عليه في إنجاز مهمة من المهام في وقت محدد.،فشخصية المدافع على قدر من المسؤولية، وهو يبذل باستمرار أقصى قدر من الجهد على مدار الوقت، ويقومون بكل ما في طاقتهم لتجاوز كل التوقعات ونشر السعادة على الآخرين، في كل من العمل أو المنزل أو أي مكان أخر.

تحديات بشخصية المدافع

شخصية المدافع لديها تحدي وهوأ “يجب أن يرانا الناس لكي يصدقونا”، بمعنى أن التحدي الذي يواجه شخصية المدافع هو أن يضمن أن ما يفعله قد لوحظ. فلديه ميل إلى توجيه التقليل من إنجازاته، بينما غالبًا ما تنال طيبتهم الاحترام، فمن المرجَّح الاستفادة من تفاني شخصية المدافع وتواضعه من قبل الناس الأكثر إتكالية أو سخرية أو أنانية عن طريق توكيل العمل لهم  ومن ثم نسب كل الفضل لأنفسهم، ويحتاج المدافع إلى أن يعرف متى يقول لا ويدافع عن نفسه إذا أراد الحفاظ على ثقته في نفسه وحماسه الدائم.

الجانب الإجتماعي بشخصية المدافع

شخصية المدافع اجتماعية بطبعها، وتلك سمة من السمات الغريبة على نوع الشخصية النطوائية، حيث يستطيع كل منهم الاستفادة من ذكرياته الممتازة ليس بغرض الاحتفاظ بكافة الحقائق أو توافه الأمور، ولكن بغرض تذكُّر الناس وكل تفاصيل حياتهم، وعندما يتعلق الأمر بالموهبة، فليس هناك مثيل لشخصيات المدافعين في توظيف واستخدام خيالهم والاحساس الجياش الطبيعي لديهم في التعبير عن الكرم بطرق تلمس كل قلب من قلوب المتلقين له.

وفي حين أن ذلك صحيح لدي زملاء العمل، فهم هؤلاء الأشخاص الذين يعتبرهم الأشخاص ذوي شخصية المدافع أصدقاءً بشكل شخصي لهم، وتتجلى وتبدو مظاهر المودة بكل أشكالها لدى تلك الشخصية في النطاق العائلي.

العمل الدؤوب لدى شخصية المدافع

شخصيات المدافعين هم مجموعة رائعة من البشر، فنادرًا ما تجلس في كسل أو خمول في حين لا تزال توجد قضية نبيلة بلا حل. وهي قدرة المدافع على التواصل مع الآخر على المستوى الحميم والقوي لا مثيل لها بين فئة الشخصية الانطوائية، كما أن السعادة التي يقضونها عند استخدام هذه العلاقات للحفاظ على بناء أسري سعيد داعم هي منحة ربانية لهم جميعاً المعنيين. ولا يمكن لتلك الشخصيات أن تشعر قط بالراحة في وسط دائرة الضوء .

وقد تشعر بالذنب بسبب نسب فضل جهود الفريق لها ولكن إذا كان باستطاعة المدافعين ضمان أن يتم تُقدّيَر جهودهم، فمن المحتمل أن يشعروا بمستوى من الراحة في ما يقومون به وهو ما تحلم به الكثير من أنواع الشخصيات الأخرى.