نور القطامي رائدة أعمال وسيدة أعمال كويتية، استطاعت في فترة قصيرة أن تصبح من أنجح سيدات المجتمع العربي، على الصعيد المحلي والعالمي من خلال شركتها الناجحة Saveco ، تم تصنيفها ضمن مائة امرأة قوية، كما حصلت على درع الجودة الأوربية، بجانب العديد من الجوائز والتكريمات التي استحقتها وعن جدارة، وفيما يلي سوف نتناول الخطوات الأولى على سلم النجاح التي اجتازتها نور القطامي واستطاعت من خلالها أن تصبح نموذج قوي وناجح رائد في مجال الأعمال.

من هي نور القطامي ؟
نور فيصل القطامي فتاة كويتية الأصل والمنشأ، والدها هو فيصل القطامي رجل الأعمال المعروف، وهو أيضا صاحب شركة القطامي للحديد، أنجزت نور مراحلها الدراسية داخل موطنها الأصلي وهو الكويت، ثم بعد ذلك قررت السفر خارج البلاد لاستكمال رحلتها الدراسية، وبناءً عليه فقد ذهبت إلى أمريكا لتحقيق حلمها، وبالفعل حصلت نور القطامي على شهادة جامعية في إدارة الفرق من جامعة بنتلي الأمريكية، وكان هذا في عام2007 ميلادية.

إصرار على تحقيق الحلم :
بعد حصول نور على تلك الشهادة العلمية لم تقرر العودة إلى موطنها، ولكن طموحاتها كانت أكبر من ذلك فهي تحلم بأن تكون إحدى سيدات الأعمال الناجحات، ومن النساء أصحاب البصمات الواضحة في المجتمع، لذلك فقد همت بأول خطوة في طريق حياتها العملية، وكان هذا عن طريق إقامة شركة تدعى Expansion International ، مع شركائها George Ndaf وRobert Grayson، وكانت تلك الشركة متخصصة في ربط العلامات التجارية الشهيرة بالبلاد الأوربية ،مع مجموعة من الشركات العائلية الموجودة بالكويت.

وقد أقامت تلك الشركة بمدينة بوسطن الأمريكية، ولكن تلك العلامات التجارية المعروفة رفضت أن يمثلها أي نوع من الشركات كنوع من الوساطة، وبذلك انهارت أولى أحلام نور العملية، ولكنها لم تيأس ولم تقرر إغلاق الشركة، بل أصرت على النجاح ولذلك فقد قررت تغيير نشاط الشركة إلى نشاط أخر، وذلك عن طريق قيامها بمساعدة من يملكون شركات أو متاجر صغيرة على زيادة نشاطهم في جميع أرجاء أمريكا وبذلك تكبر شهرتهم وتتوسع تجارتهم.

وكان من بين المتاجر الصغيرة التي من تخصص الشركة أن توسع تجارتها، متجر  لمستحضرات التجميل يدعى Prefix Cosmetex، ولكي يصبح هذا المتجر ذو شهرة أكبر وتتوسع تجارته أكثر فكروا في إدخاله داخل احدى المناطق السياحية الصيفية المعروفة بكاليفورنيا، وتلك المنطقة تسمى سوق New Port Beach، ولكن للأسف كانت تلك هي المرة الثانية التي تتعرض فيها أحلام نور للفشل، حيث أنه في ذلك الصيف بالتحديد قررت الحكومة ترميم المنطقة السياحية بالكامل، مما تسبب في انقطاع الطرق الرئيسية، وبناءً عليه فقد تعرضت جميع المتاجر هناك للإفلاس وبالطبع كان متجر نور من بين من أصابهم الإفلاس.

نور القطامي تشعر بالإحباط :
شعرت نور بالإحباط الشديد وقررت العودة إلى موطنها الأصلي الكويت، وهي يمتلكها حالة من الأسف عما حدث لها في المرتين، وظلت تسأل نفسها هل هي حقا غير مؤهلة للعمل وما هو السبب وراء ما يحدث.

لم يكن أمام نور سوى حل واحد وهو العمل تحت عباءة والدها، ولذلك فقد تسلمت منصب إدارة شركة القطامي ستيل كما كان يخطط والدها، وقد كان تخصص الشركة هو استيراد جميع المنتجات المصنوعة من الحديد.

ظلت نور على هذا الحال لمدة عام كامل، ولكنها لم تشعر بالارتياح فهي رغم أنها مديرة الشركة، وبيدها زمام الأمور، إلا أنها لم تحقق كيانها الخاص بها، فوالدها ناجح من الأصل وعملها معه لم يزده نجاحًا، ولذلك ظلت تسأل نفسها طويلا أين ما حققته أنا.

نور القطامي تحقق نجاحاً باهراً :
نظرًا لأن نور كانت تقيم بالولايات المتحدة الأمريكية وشاهدت الأسواق التجارية هناك ومحلات السوبر ماركت، فقد قارنتها بالمتاجر الموجودة بالكويت، فلاحظت أن جميع المتاجر الموجودة بالكويت لا ترتقي إلى نفس مستوى المتاجر الموجودة في مدينة بوسطن، ولذلك فقد توصلت نور إلى ما سيكون سببًا في تحقيق ذاتها وكيانها الخاص، ولذلك ففي عام  2014ميلادية، قامت نور بإنشاء سوق متكامل يتم فيه بيع جميع المواد الغذائية، بالإضافة لجميع مستحضرات التجميل والعطور بجميع أنواعها، ليس هذا فقط ولكن يتم فيه بيع جميع الأجهزة الإلكترونية والأجهزة الكهربائية.

كما يحتوي السوق على مجموعة من الكافيهات الرائعة، وأكاديمية تقوم بتعليم أصول الطبخ، كما تم عمل مكان مخصص للأطفال يترك فيه الأهالي أبنائهم حتى ينتهوا من عملية التسوق كأسلوب من أساليب المتعة في التسوق، باختصار تام المكان يوجد به جميع كل ما يخص الأسرة من احتياجات، وأطلقت نور على هذا السوق اسم سيفكو Saveco، وأصبح من أشهر الأسواق بالكويت.

جوائز وتكريمات دولية ومحلية :
في عام 2016 حصل السوق التجاري Saveco على العديد من الجوائز، ومن أهمها أن لجنة سقراط بمدينة أكسفورد قد صنفته كـ أفضل شركات البيع بالتجزئة، وعلى أثر حصلت نورا القطامي على جائزة من قادة المجتمعات الدولية في مجالي التجارة والعلوم، كما تم اختيارها في نفس العام ضمن قائمة أقوى مائة امرأة عربية قامت بالتأثير في العالم عامةً وفي الشرق الأوسط بشكل خاص.

كما تم اختيارها من قبل الجمعية الأوربية للأعمال كأفضل رئيس تنفيذي لشركة سيفكو وتم تكريمها بسويسرا عن طريق إقامة حفلة على شرفها هناك، وفي العام الذي تلاه أي في عام 2017ميلادية انهالت العديد من الجوائز على نور القطامي بسبب نجاح سوق Saveco ومن بين تلك الجوائز درع الجودة الأوربية لكون السوق يحرص على اختيار أجود السلع، ونجاح نور القطامي البارز في القيادة، وبذلك تكون نور قد حققت ما كانت تسعى إليه وأكثر، فهي لم تستسلم للإحباط أو الهزيمة، ولكنها كانت تصنع من كل كبوة تتعرض لها خطوة أكبر نحو النجاح.