أسامة بن عبد المجيد شبكشي، حائز على دكتوراه من جامعة إرلنغن الألمانية، في الأمراض الباطنية، وزمالة فخرية من الكلية الملكية بدولة أيرلندا للجراحين، وسفير المملكة السابق بألمانيا نموذج يحتذى به في المثابرة والجد في تحقيق الهدف والنجاح والوصول إلى أعلى المراتب، فقد تحولت حياته من محنة المرض إلى منحة إلهية، وأصبحت قصة نجاحه جديرة بالاحترام والتقدير.

الطب الشعبي التي لم تؤتي بأية فائدة، ولم تكسبه سوى ألم على ألمه.

محنة تحولت إلى منحة

كانت تلك التجربة سببًا هامًا في اهتمامه الكبير وحبه للعلم، وبعد عدة سنوات انتقلت أسرة أسامة إلى مصر بسبب ظروف مادية صعبة، أما أسامة فقد بقى بمفرده داخل مدينة جدة بالمملكة، وكان عمره وقتها 16 عام وكان في مرحلة الثانوية، ونتج عن الظروف المادية الشديدة الصعوبة، التي كانت تمر بها أسرة أسامة عدم توفيقه في الدراسة، وعدم التوفيق هذا تسبب في هدم حلم البعثة لإكمال الدراسة على نفقة الدولة، وأصبح تحقيق هذا الحلم أشبه بالمستحيل.

وقتها أحس أسامة بأن حياته قد دمرت قبل أن تبدأ، وكان هذا سبب في عودة والده من مصر مسرعًا ليبحث عن حل يستطيع من خلاله مساعدة ابنه في تحقيق حلم البعثة، وبعد محاولات عدة لم يستطيع الأب فعل شيء، مما اضطر الأسرة لبيع كل ما هو غالي ونفيث لتحقيق حلم ابنها بالابتعاث إلى ألمانيا وإكمال دراسته بها.

العمل والدراسة طريق النجاح

ترك ما فعله والد أسامة أثر كبير في نفسه، وأحس أن نجاحه لم يعد متعلقًا به وحده وإنما هو متعلق برد الجميل لوالده وأسرته التي ضحت بكل ثمين من أجل سعادة ابنها، ولذلك أخذ على نفسه عهد بأنه لن يعود إلى وطنه إلا وقد حقق النجاح الباهر، وإذا لم يتمكن من ذلك فسوف يعود جثة هامدة تحملها الأعناق، وبالفعل سافر أسامة إلى ألمانيا، ولكي يتمكن من مواصلة الحياة هناك اضطر إلى العمل خلال الدراسة.

امتهن أسامة أكثر من مهنة تساعده على مواصلة الدراسة فمرة يقوم ببيع الآيس كريم، ومرة يعمل كمزارع بأحد الحقول وقد تسبب هذا بآلام شديدة بظهره، ومرة أخرى قام أسامة بالعمل داخل مصنع من مصانع البسكوت، وبسبب حب زملائه الألمان له ومعرفتهم بظروفه الصعبة، كانوا يقومون بإلقاء بعض علب البسكوت على الأرض، ليأخذها أسامة لتساعده بعض الشيء على أمور المعيشة، لأنه كان من قوانين العمل بهذا المصنع أن أي علبة بسكوت تسقط على الأرض يمنع إعادتها مرة أخرى، ورغم كل ما مر به أسامة من ظروف قاسية لم ييأس وأصر على مواصلة طريقه، والوفاء بالعهد الذي قد قطعه على نفسه.

بكالوريوس الطب جامعة ايرلنجن

أجاد أسامة اللغة الألمانية ببراعة، ولكي يقبل بالجامعات الألمانية قرر أن يعيد الصف الثالث الثانوي بمدرسة كيل الألمانية وكان هذا في عام 1943م، وبالفعل تم قبوله بكلية الطب هناك بجامعة ايرلنجن، وحصل على شهادة التخرج من تلك الكلية مع مرتبة الشرف الأولى، وبسبب حصوله على الدرجات العليا، قامت الجامعة بإعادة بعض الرسوم المالية له، وعاد الدكتور أسامة لوالده يحمل شهادة الطب، وكانت فرحت والده لا تقدر بثمن وتلك الفرحة أنست أسامة ما مر به من شقاء لا حدود له ببلاد الغربة.

لم يكتفي أسامة بذلك، ولكنه أصر على مواصلة مشوار النجاح،  فقام بالعمل كأستاذ مساعد بكلية الطب، في جامعة الملك عبد العزيز بمدينة جدة بالمملكة، وواصل التدرج بالسلك الأكاديمي، حتى أصبح وكيل بكلية الطب، ثم عميد كلية الطب، إلى أن أصبح وكيل جامعة الملك عبد العزي ، وفي عام 1993م تم تعيينه مدير للجامعة ثم وزيرًا للصحة في عام 1995م.

المؤهلات العلمية

دكتوراه من جامعة إرلنغن الألمانية، في الأمراض الباطنية، وزمالة فخرية من الكلية الملكية في أيرلندا للجراحين.

مناصب الدكتور أسامة شبكشي

– عضو مجلس إدارة مركز الملك فهد للعلوم الطبية.
– عضو مجلس المستشفى الجامعي.
–  محاضر بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة.

–  عضو مجلس كلية الطب والعلوم الطبية.
– عضو لجنة التنسيق بين المستشفيات بالمنطقة الغربية.
– وكيل جامعة الملك عبد العزيز للدراسات العليا والبحث العلمي.
–  مشرف على مستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة.

– عميد كلية العلوم الطبية بجامعة الملك عبد العزيز.
– وزير الصحة.
– مستشار بالديوان الملكي.
– سفير المملكة بدولة ألمانيا.