هناك فرق بين الطب النفسي وعلم النفس وكثيرًا من الأشخاص لايفرقون بينهم، وذلك لتداخل الفرعين معا، ويرجع ذلك إلي اهتمامهم بالمريض النفسي ومساعدته على التخلص من تخطي الصعوبات التي تواجه، وعلى الرغم من أن الطبيب النفسي والأخصائي النفسي يلعبان دورًا مهمًا في مساعدة كثير من الأشخاص ليعيشوا بشكل متميز و مريح.
أولا الطب النفسي :
تعريف الطب النفسي:
هو فرع من فروع الطب متخصص في دراسة وتشخيص ووقاية وعلاج الاضطرابات النفسية، ويشتمل الطب النفسي على مختلف التشوهات ذات الصلة بالمزاج والسلوك والإدراك والفهم، فهو يتعلق بدراسة معالجة الدماغ والجهاز العصبي وتأثير الجهاز العصبي علي التصرفات والعواطف والنفسية .
الجدال حول الطب النفسي:
انتشر الجدال في كثير من الأحيان حول الطب النفسي، وتمت صياغة مصطلح “مناهضة الطب النفسي” من قبل الطبيب النفسي (ديفيد كوبر) في عام 1967، وتَعتَبر حركة مناهضة الطب النفسي أن العلاجات النفسية هي أكثر ضررًا في نهاية المطاف وأقل فائدة للمرضى، ويتضمن تاريخ الطب النفسي ما يمكن الآن أن ينظر إليه باعتباره علاج خطير، والآن أصبح عدد من مجموعات من المرضى السابقين مناهضين للطب النفسي، وكثيرا ما يشيرون إلى أنفسهم على أنهم الناجحون.
مفهوم الطب النفسي في بعض الدول :
أولًا : رومانيا :
انتشرت الادعاءات حول بعض حالات إساءة استخدام الطب النفسي مما يزيد عن عقد من الزمان، بالإضافة إلى بعض القضايا الخاصة، أقيم الدليل على أن مستشفيات الأمراض العقلية قد استخدمت كمراكز للاعتقال قصير المدى.
و على سبيل المثال، اعتقال ما يزيد عن 600 شخص من المعارضين السياسيين قبل أولمبياد الألعاب الرياضية الدولي لطلبة الجامعة لعام 1982، وإبعادهم عن الرأي العام في مستشفيات الأمراض العقلية.
ثانيًا : الاتحاد السوفيتي :
كان يقوم في الاتحاد السوفييتي عشية الأعياد الشيوعية، حيث كان يتم اعتقال “مثيري الشغب” المحتملين، ويتم إرسالهم إلى مستشفيات الأمراض العقلية في حافلات، ثم يُطلق سراحهم بعد انتهاء الأعياد .
ثالثًا: الصين :
هناك باحث بريطاني وهو عالم في الحضارة الصينية قد سافر عدة مرات للبحث في مكتبات القرى وجمع كمية كبيرة من الدراسات التي تحمل الطابع “سري”، ولكنها في الوقت ذاته متاحة للعامة.
تضمنت هذه الدراسات تحليلا تاريخيًا يعود تاريخها إلى أيام الثورة الثقافية والمقالات والتقارير الخاصة بعدد الأشخاص الذين تم احتجازهم في مستشفيات الأمراض العقلية لأنهم اشتكوا من سلسلة من القضايا، ووفقًا لما ذكره الباحث البريطاني، تبين أن الاحتجاز إجباري للجماعات الدينية والمعارضين السياسيين، والذين يقومون بالإبلاغ عن الأعمال غير القانونية.
ثانيا: علم النفس :
يرجع تاريخ علم النفس إلي اللغة اليونانية القديمة، وأطلق على مصطلح علم النفس كلمة فراشة وهي تعني الاطمئنان والسكينة والهدوء.
تعريف النفس :
تعرف النفس بأنها مصطلح مشتقٌ من المصدر الثلاثي (نَفَسَ) وتعني الجسد، والذات؛ ويشار للفرد بنفسه أي بذاتهِ والنفس، فهي تعني كيان الإنسان، وأساس وجوده، وما يدل على تأثيره في بيته، وعمله.
تتكون كلمة علم النفس في اللغة الإنجليزية من مقطعين :
1- أصل يوناني هي:(Psyche) وهى تشير إلى الحياة أو الروح.
2- المقطع الثاني (logos) فهو يفيد معنى العلم أي البحث الذي له أصول منهجية علمية.
تعريف علم النفس :
علم النفس هو الدراسة العملية للسلوك والعمليات العقلية، ويقوم علم النفس عمومًا بدراسة الإنسان و يمكن تطبيقه على غير الإنسان في بعض الأحيان مثل الحيوانات أو الأنظمة الذكية.
الهدف من علم النفس:
1- يهدف علم النفس إلي فهم السلوك وتفسيره.
2- التنبؤ بما سيكون عليه السلوك
3- ضبط السلوك والتحكم فيه.
مدارس علم النفس:
هناك مدرستين رئيستين لعلم النفس:
1- المدرسة التحليلية.
2- المدرسة الاشتراطية.
تطور علم النفس:
وصل علم النفس إلى تطور ملحوظ نتيجة لجهود مستمرة لعدد كبير من العلماء والفلاسفة، وأسهم فلاسفة القرن السابع عشر والثامن عشر في تطور علم النفس عن طريق ظهور اتجاه جديد في دراسة عقل الإنسان، من أجل فهم السلوك الإنساني.
و من المعروف أن العالم فونت وضع في عام 1861م، أول جهاز في خدمة البحث السيكولوجي التجريبي، وبعد ثمانية عشر عاماً، أي في عام 1879 م، وأقام أول مختبر للدراسات السيكولوجية .
و كان لهذا الدور الايجابي الذي قام به (فونت) أثرًا كبيرًا في حسم الصراع لصالح استقلال علم النفس العام، والنهوض بعلم النفس التجريبي خاصة.