يتكون المفهوم من خلال التعلم والمعرفة والخبرة الحياتية للفرد، فمثلا نجد أن المتعلم يكتسب عدة مفاهيم من خلال تعلمه ومعرفته، بينما يختلف المفهوم عن المصطلح أن المفهوم يكون تركيزه الأكبر على الصورة الذهنية، بينما يهتم المصطلح بشكل كبير على المعنى اللفظي.
أولا: تعريف المفهوم :
هو مجموعة من الآراء والأفكار التي تساعدنا في فهم الأفكار وتوضيحها، كما أن المفهوم هو عبارة عن صورة أو فكرة تتكون من خلال العقل اكتسبها من خلال خبرات سابقة مر بها، و قد تكون هذه الخبرات غير مباشرة أو مباشرة، فمثلا يتكون لدينا المفهوم السليم للصلاة والطريقة الصحيحة.
يتكون المفهوم من خلال الخبرات التي يكتسبها الفرد خلال مراحل حياته، و من خلال ممارسته للصلاة بشكل صحيح، فمثلا يتعلم الشخص من خلال المعرفة والتعلم الفرق بين الزكاة والحج أو الإنفاق في سبيل الله وغيرهم من المفاهيم التي يتعلمها ويكتسبها الفرد.
المفهوم في اللغة والاصطلاح :
تعريف المفهوم في اللغة، وهي تتبع في مادة (ف هـ م ) ومعانيها هي المعرفة والعلم والعقل حيث يقال فهمت الشيء والمقصود به عرفته وعلمته، وصيغة المفهوم هي اسم مفعول أي أنه به يعرف الشيء.
ثانيا: مفهوم المصطلح :
هو وصف ثابت لتعريف ليوضح المعنى، حيث توضح الأسس الأساسية للغة، وبالتالي فهي تساعد على توضيح معنى دقيق لما يوضحه المصطلح بشكل مبسط ومناسب لعدد من المفاهيم في مجتمع معين حسب ثقافة هذا المجتمع.
المصطلح في اللغة هو أصله فعل صلح وهو عكس فسد، بينما تعريفه في الاصطلاح يعني أن يقوم الأشخاص بتسمية شيء ما باسم ما قد قيل أولا عن هذا الشيء .
الفرق بين المفهوم والمصطلح :
1- هناك فرق كبير بينهما وهو أن المفهوم يطلق بشكل أعم فكل مفهوم هو مصطلح، بينما العكس غير صحيح هام وخطير، أي أن المصطلح يكون توضيح للدلالة اللفظية تخص المفهوم، وللتوضيح فإن كلمة الصلاة هي عبارة عن مصطلح و تطلق على مفهوم في أذهاننا، والذي يرتبط بأعمال الصلاة من ركوع وسجود و أيضا تلاوة القرآن الكريم.
2- وكذلك فإن كلمة الحج هي مصطلح ينتج عن مفهومنا واداركنا لعدد من الأفعال التي تتم فيه مثل الطواف حول الكعبة والإحرام والسعي بين الصفا والمروة، وأهم شعيرة بالحج وهي الوقوف بعرفات، وأيضا النزول بمزدلفة إلى باقي أعمال الحج، ونلاحظ أننا عندما أردنا معرفة خصائص كل كلمة لجأنا لاداركنا ومعلوماتنا حول هذه الكلمات.
3- كما أن الفرق بين المفهوم و المصطلح، هو أن المفهوم يكون متأثرا بالصورة التي يختزنها الفرد في ذهنه، بينما المصطلح يهتم باللفظ و يركز عليه، حيث يهتم بالدلالة اللفظية.
4- كما أن المفهوم يعتمد على الرؤية الواضحة بالمجال العلمين بينما يرتبط المصطلح بالناحية الأدبية، كما أن المصطلح هو لفظ يطلق على المفهوم.
5- كما أن المصطلح يتميز عن المفهوم بشيئين هامين وهما، أن المصطلح يجب أن تتوفر فيه النضج والاتفاق، ولكن ليس شرطا أن يتفق العلماء على معنى لفظة معينة، بل من الممكن أن ينشأ المصطلح على يد عالم وبعد ذلك ينتشر بين العلماء، أو يتم تغيره بمصطلح آخر إذا لم يتم الاتفاق عليه، بينما النضج شيء هام .
6- ويميز المصطلح عن المفهوم و بذلك فإن المصطلح يكون له صلاحياته التي اكتسبها عندما يتم الاتفاق عليه، ويصل بهذا الاتفاق للنضج، الذي يمنحه وجوده، ومن هنا تتضح أهمية النضج الذي عندما يكون حضوره بشكل تام فهذا يعطي اللفظ أو أيضا المفهوم الترقي ليصل لرتبة المصطلح، بينما في حالة في حالة عدم توفر النضج بشكل كامل فإن اللفظ وقتها يتحول ليكون المفهوم.
7- أيضا من ضمن الفروق أن المفهوم ليس من السهل تغييرهن مهما تم استحداث نظريات أو تعريفات جديدة، بينما المصطلح يعتمد في نشأته على ثقافة البيئة التي نشأ فيها، و يكون ثابت أيضا ويمثل جزء لا يتجزأ من عقيدة الأشخاص ولا يمكن تغييره.
8- أيضا من الفروق بين المفهوم والمصطلح، أن المفهوم يركز على الفكر و يتم حفظ المفاهيم بأسماء الأفراد الذين قاموا عليها من خلال مؤلفاتهم، بينما المصطلح يعتمد في الأساس على توضيح المعنى وتوضيحه، و يتم تجميع المصطلحات خلال المعاجم وهي مراجع يتم الرجوع إليها .
9- وقد ذكر الخوارزمي أن المصطلحات هي تعتبر مفاتيح للعلوم، وأيضا تعتبر المصطلحات وفهمها هي نصف العلم، حيث يشمل المصطلح معرفة عدد من المفاهيم و التي يكون بينهم ترابط، كما أن المصطلح يزداد أهمية بدوره في المجتمع، وقد قامت شبكة فينا العالمية للمصطلحات باتخاذ شعار لها يوضح أهمية المصطلح و هو لا معرفة بدون مصطلح.