حفل التاريخ الأغريقي بالعديد من المعارك الحربية و الأحداث الهامة ، و قد كانت هذه السلسلة من الحروب واحدة من أهم الحروب التي عرفت في التاريخ الاسبارطي على وجه التحديد .
اسبارطة قبل الحرب
– سكن أهل اسبارطة في المنطقة الجنوبية من اليونان ، و قد عرفوا باستعباد الأشخاص الذين هم أقل منهم مرتبة ، هذا فضلا عن أن هذا الشعب عرف بقلة الاهتمامات الفنية و العلمية ، و قد قامت حياتهم على الحروب و الغزوات و تعلم فنون القتال ، و بالفعل كان لهم جيش مدرب قوي من أشد المقاتلين .
– كان من أبرز المشرعين المعروفين في اسبارطة المشرع ليكورغوس ، و الذي عرف قبل الميلاد بحوالي 800 عام ، ذلك الرجل الذي سن العديد من القوانين التي نصت على منع السفر و التجارة ، و كذلك إلحاق كافة الرجال بالجيش ، و ليس هذا فقط بل أنه أمر بتعيين ملكين على اسبارطة كل منهم يراقب الآخر ، و ذلك منعا للاستبداد بالحكم .
أثينا قبل الحرب
– كان الأثينيين على عكس الاسبارطيين تماما ، حيث أنهم عرف عنهم قلة اهتمامهم بالجيش و القتال ، و حتى تشريعاتهم كانت مختلفة ، فقد اعتمدت التشريعات عندهم على المساواة بين كافة الرعية ، و قد علموا العالم كافة الفنون و العلوم و الآداب ، و كانوا أصحاب خبرة كبيرة في البحر و لهم أساطيل كبيرة .
– كان آخر ملوكهم الملك قدروس الذي أحبه العامة و احترموه ، لدرجة أنه عندما توفى رغب الأثينيين في انتخاب حاكم من أسرته ، و استمرت الأحوال جيدة حتى عام 613 قبل الميلاد ، حيث تم تقليد تسعة أشخاص على الحكم ، و بدأ الصراع بين كل من حزب العامة و النبلاء ، حتى قام رئيس حزب الخاصة بالاستنجاد بالاسبارطيين .
حرب سهل الماراثون
– في هذه الحرب ساند الأثينيين حلفائهم من الأيونيين في تلك المعارك التي دارت بينهم و بين الفرس ، مما أثار غضب ملك الفرس داريوس .
– بمجرد أن انتهى داريوس من حروبه مع الأيونيين أعد جيش كبير و توجه به إلى مقدونيا ، حتى تمكن من الوصول إلى منطقة سهل الماراثون التي تقع في شمال أثينا ، و لكن الجيش الأثيني تمكن من التصدي لهم ، و كان ذلك دون مساعدة الاسبارطيين ، مما عزز قوتهم العسكرية و كذلك قوى أسطولهم البحري .
– أثارت هذه القوة التي ظهرت من أثينا خوف الاسبارطيين على مستقبلهم ، و هنا بدأت ظهور فكرة حرب البيلوبونيز .
حرب البيلوبونيز الأولى
– بدأت تفاصيل هذه الحرب بالهجوم من الجانب الاسبارطي على منطقة أتيكا التي تقع على مقربة من أثينا ، و التي كانت على حلف مع الأثينيين ، وقتها كانت اسبارطة تعتمد على القوة البرية لأنهم كانوا على دراية بأن الأثينيين متفوقين بحريا .
– كانت الاستراتيجية الموضوعة هي غزو الأراضي المحيطة بأثينا بغرض منع المدد ، و لكن هذه الحرب انتهت بخروج الاسبارطيين من أتيكا ، و كان ذلك نتيجة انتشار العدوى بالطاعون .
حرب البيلوبونيز الثانية
كانت الحرب عبارة عن حملة تم إرسالها من أثينا بغرض دعم الأيونيين في صقلية ، ليتمكنوا من مواجهة جيش سيراكوز ، و لكن الجيش السرقسي تمكن من هزيمة الجيش الأثيني ، و قد تبعت هذه المعركة عدة معارك أخرى ، و كلها شهدت هزيمة الأثينيين ، حتى أجبروا على خوض معركة بحرية كبرى كانت نتيجتها أسر و استعباد العديد من الجنود الأثينيين ، و أخيرا قام الاسبارطيين بتوجيه الضربة النهائية للأثينيين ، و كانت هذه الحرب قد انتهت فعليا بفوز الأسطول الاسبارطي ، و قد امتدت هذه المعارك لفترة بداية من عام 410 قبل الميلاد ، و حتى عا 406 قبل الميلاد ، و قد انتهت المعارك بأسر 3000 جندي أثيني ، و أخيرا انتهت باستسلام الأثينيين تماما .