خلال شهر رمضان، يتطلب من الملايين من المسلمين البالغين الأصحاء الامتناع عن الطعام والشراب من الفجر إلى غروب الشمس يوميا. وبطبيعة الحال، يسبب الصيام تغييرات كبيرة في التغذية العادية، وفترات النوم والسلوك الطبيعي. ومع ذلك، لم يكن هناك سوى عدد قليل من الدراسات التي فحصت تأثير الصيام على الوظائف الحيوية التي تؤثر على صحة الانسان.

وهنا نتطرق إلى جانب المرأة بشكل خاص  لأنه قد يؤدي انخفاض استهلاك الطعام إلى تنشيط عمليات التمثيل الغذائي وتغييرات في الغدد الصماء العصبية مما يؤدي إلى انقطاع الطمث، ولان  الدورة الشهرية دورا هاما في صحة المرأة وفي وقايتها من الامراض ركزت الدراسات الطبية على التأثير السريري للصيام على الفتيات الأصحاء لأن تقييم تأثير الصيام كان أمراً ضروريا.

ما هو الحيض؟
هو عملية فسيولوجية طبيعية يتم التحكم بها عن طريق الهرمونات الصادرة عن المهاد والغدة النخامية والمبايض ويظهر تأثيرها على بطانة الرحم، الحيض وهو يسمى بالطمث هو عبارة عن تمزّق في جدار الرحم بعد تهيئته لمرحلة الإخصاب وامتلاء خلاياه بالدم بعد قذف البويضة في جوف الرحم في انتظار حدوث الإخصاب وتكون الحمل وإحتضان الجنين بداخله.

وعندما لا يحدث إخصاب تتمزق بطانة الرحم  التي إستمر بنائها شهر تقريباً، محدثة آلاماً وأوجاعاً في أسفل البطن والظهر و آلاماً نفسية فيدفع الرحم الخلايا الممزقة خارجا وحيث تنزل على شكل دماء تختلط مع بعض الإفرازات المهبلية وخلايا الدم الفاسد.

أهمية دورة الطمث
وتلعب دورة الطمث دورا هاما في الصحة الانجابية للاناث، واحدة من العديد من العوامل التي تسهم في التأثير على تغير دورة الطمث هو النمط الغذائي. خلال صيام رمضان، يتم تغيير كل الانماط الغذائية، والنوم، والأنشطة اليومية وبالتالي تساهم في تغييرات في الدورة الشهرية.

ومتوسط  دورة الحيض في منتصف سنوات الإنجاب تأتي ما بين 28 و 30 يوما، ومدة فترة الحيض عادة تكون 5 أيام، في حين أن حجم فقدان الدم يتراوح ما بين 25 و 35 مل.  

علاقة الصيام باضطرابات الدورة الشهرية
وأظهرت النتائج التي أجريت على  غالبية النساء عن وجود دورة غير منتظمة في قبل وأثناء وبعد شهر رمضان، وحوالي 37٪ أفادوا عن دورات قصيرة أو طويلة. وكثيرا ما تواجه الشابات في سن الدراسة مجموعة متنوعة من الشكاوى المتعلقة بالدورة الشهرية فهناك نسبة تقدر بحوالي 19-21٪، أبلغوا عن عسر الطمث، أو غزارة الطمث، وتغيرات مزاجية متقلبة متعلقة بالطمث. 

ولتقييم تأثير مدة الصيام على نمط الطمث، لوحظ أنه في دراسة سريرية  أجريت على فئة يصومون أقل من 15 يوما، كانت النتائج غير طبيعية قبل وأثناء وبعد رمضان على التوالي، وبالنظر إلى سمات مؤشر كتلة الجسم، كان 80٪ من المشاركين يتمتعون بالوزن الطبيعي، و 17.5٪ كانوا أنحف، و 2.5٪ اكتسب وزن زائد من الدهون.

وكان من بين مجموعة الوزن الطبيعي شذوذ الحيض 12.5٪، 31.2٪ و 18.7٪ قبل وأثناء وبعد شهر رمضان، على التوالي، وتوضح النتائج أن أكثر النتائج شذوذا كانت في فترة الصيام خلال شهر رمضان حتى أنها تصل إلى ذروتها وتبدأ في أن تقل خلال ثلاثة أشهر بعد رمضان ولكن لا تعود إلى طبيعتها مرة أخرى وخلال فترة الصيام كانت هناك تغييرات في الدورة الشهرية للمراهقين وخاصة في حجم دم الحيض بالزيادة أو النقصان.

 الامراض الناتجة عن الدورة الشهرية غير المنتظمة
قد تتسبب دورات الطمث غير المنتظمة في الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وهشاشة في العظام، وأحياناً تصل إلى العقم، كما تؤثر بعض العوامل الأخرى مثل التدخين، وممارسة الرياضة، والنظام الغذائي، ومؤشر كتلة الجسم، ومدة الحيض والإجهاد النفسي والاجتماعي على عدم تنظيم دورة الطمث.