في غياب أي استراتيجية حقيقية، فإن العديد من الآباء يقومون باختيار نمط تربية عشوائي حسب التيار والميول الفكرية لهم، وهذا يعني أنهم يتفاعلون مع سلوكيات طفلهم مع مجموعة من العبارات، التي قاموا بالتقاطها على مر السنين، ولا يوجد شيء خاطئ بطبيعته في هذا النهج، ولكن للأسف فإن العديد من الأفكار تقوم على افتراضات عفى عليها الزمن، وينتج عن هذا عبارات ليست منتجة فعلا في آذان الأطفال، بل هي ردود فعل عاطفية فقط من قبل الآباء، وهذه هي ثمانية من أسوأ وأكثر العبارات شيوعا والتي يجب تجنبها وعدم قولها للأطفال .
8 عبارات لا يجب على الوالدين قولها لأطفالهم
1- اخرج هذه العادة من نظامك
إن أحيانا الأطفال ما يقومون بمحاربة الرغبة في الركض في جميع أنحاء المنزل عراة، وجعل المكان مزعج وبه ضجيج عالي، ويستجيب بعض الآباء لهذه التصرفات من خلال تقديم إرجاء مؤقت للعواقب، حتى يمكن للطفل ” إخراج هذه العادة من نظامه “، ولكن للأسف هذا المفهوم يقوم على سوء فهم مأساوي للدماغ البشري ومفهوم التنفيس عن الطاقة، والحقيقة هي أن الأطفال لا يولدون مع رغبة في الركض عراة في المنزل، فهذه ليست الطريقة التي يعمل العقل البشري، لذلك إخبارهم بالتوقف عن هذه العادة وإخراجها من نظامهم من المرجح أن تأتي بنتيجة عكسية .
وأفضل فكرة لمعالجة السلوكيات هي ممارسة السلوك المعاكس الإيجابي، قد يكون ذلك عن طريق تشجيع الطفل بدلا من الركض بملابسه الداخلية، القيام بتحديه للحفاظ على ملابسه كاملة لأن هذه هي الطريقة التي يفعلها الأطفال الكبار، وهذه الفكرة تقوم بتعزيز السلوك الجيد وليس السلوك المزعج عند الطفل .
2- أنت طفل سيء
في أحلك اللحظات قد يشعر الآباء أن طفلهم هو حقا شخص سيء،و قد يشعرون بأنه حاقد ويميل إلى السلوك السيء، وعندما يعاني الآباء من الغضب في تلك اللحظات المظلمة، تتعاظم لديهم رغبة في طرح طفل أرضا والتفكير لماذا هو سيء للغاية، وتكون الرغبة في قول ذلك له مباشرة لا تقاوم .
لكن الاضطراب الأبوي الناجم عن سلوك الطفل الشاذ يقوم على افتراض غير صحيح بالتأكيد، حيث الأطفال يسيئون التصرف لمجموعة هائلة من الأسباب ولا يكون السبب لأن أحد منهم مملوء بالكراهية، ولكن قول ذلك للطفل يمكن أن يؤدي إلى سلوك أسوأ، وقائمة من القضايا النفسية بما في ذلك الاكتئاب والقلق، أفضل تكتيك يمكن اتباعه هو استدعاء سلوك ما على أنه سيء ومواصلة تعزيز شعور الطفل بأنه في الواقع شخص جيد قادر على فعل الخير، إن استدعاء هذا السلوك يسمح أيضا للوالدين بتطبيق العواقب الطبيعية والصحيحة .
3- وإلا أيضا
مصطلح وإلا أيضا هو جسر غير مطابق للمواصفات بين السلوك والنتيجة في كثير من الأحيان، حيث أنه يقال في لحظات الغضب ويشير إلى التهديد والوعيد، ولكن التهديدات هي طريقة غير فعالة للوالدين، فالشخص الذي دائما ما يقول التهديدات، نادرا ما يتصرف بطريقة عقلانية .
أفضل من تهديد أطفالك ومنحهم شيئا للبكاء حوله، قم بالتأكيد على العواقب الطبيعية لأفعال الطفل، ولكن هناك بعض القواعد لتنفيذ ذلك وهي : يجب على العواقب أن تكون ذات صلة منطقية بالسلوك، وأن تكون فورية ويتم تنفيذها بهدوء، لكي تعمل على تغيير فكر الطفل، ومن المهم أيضا أن تأتي العواقب مع التأكيد على أن الطفل لا يزال محبوب جدا .
4- لا تكن خجولا
واحدة من أكثر الطرق لدفع طفل ما نحو اضطراب القلق هي عبارة ” لا تكن خجول “، وإجباره على قول مرحبا للأشخاص الذي يشعر بعدم الارتياح معهم، وعندما يتضمن الإرشاد الوالدي الإجبار على العناق أو المصافحة أو إعطاء قبلة، فإن الوالدين يوصلون للطفل معنى ” جسدك لا معنى له، ويمكن تجاوزه من قبل أي شخص يتمتع بسلطة أكثر مما تتمتع بها ” .
ما يساعد على تخطي الخجل هو الممارسة والدعم والإعداد من قبل الوالدين، الأطفال الخجولة سوف تبذل قصارى جهدها إذا كانوا يثقون بأنهم أحرار، وأن باستطاعتهم تقديم التحية براحة، حتى لو كان برفع الأيدي عاليا من بعيد بدلا من المصافحة أو الاحتضان الدافئ .
5- اذهب إلى غرفتك
إن إعطاء الطفل مهلة ووقت يتوقف فيه اللعب والاستراحة للنقاش يعطي الأطفال فرصة للتفكير في سلوكهم، وذلك عندما تدار الأحاديث مع النظر بهدوء ومناقشة ماحدث وما يمكن القيام به بشكل مختلف .
والأهم من ذلك أن المقصود من المهلة هو زيادة السلوك المؤيد للمجتمع، لذا فإن إبعاد الطفل إلى غرفته هو آخر شيء يريده أحد الوالدين، ليس هناك ما يمكن أن يحدث هناك على أي حال، فماذا سيفعل الطفل ؟ يمسك كتاب القراءة ؟ يلعب بالدمية ؟ مهما كان الطفل يفعل في غرفته فمن المؤكد أنه لا ينظر ويتفكر في سلوكه .
6- لماذا لا يمكنك أن تكون جيدا مثل أختك
منافسات الأشقاء يمكن أن تكون ضارة بشكل لا يصدق، حيث أن العنف في منزل الأسرة في الواقع يكون على الأرجح بسبب اختلافات الأشقاء، وآخر شيء تحتاجه هذه العلاقة المتوترة الضغط الإضافي من الآباء والأمهات، بسبب تعزيزهم للتنافسبين الأطفال .
فبدلا من إجراء مقارنات غير مفيدة، سينجح أداء الآباء من خلال تشجيع التعاون بين الأشقاء، إن تشجيع الألعاب التعاونية غير التنافسية أو مطالبة الأطفال بالعمل معا لاستكمال مشروع مشترك، هو أفضل بكثير من الإشارة إلى نقاط الضعف النسبية بينهم .
7- إذا كنت حقا تحبني
هناك خط رفيع بين الذنب والإكراه، الشعور بالذنب هو شعور ضروري وصحي، يجعل الطفل يتحرك نحو التفكير في التعويضات، فمشاعر الذنب تتطلب التعاطف، وهو اعتراف أساسي بأن أفعال الشخص قد تسببت في شعور شخص آخر بالضرر، ويمكن للوالدين الاستفادة من الشعور بالذنب من خلال الإشارة إلى أن أفعال الطفل يمكن أن تؤثر على الطريقة التي يشعر بها الآخرون، ولكن التكتيك يفشل عندما يهدد أحد الوالدين أو يسأل عن علاقة الحب مع طفلهما، هذا الحب هو ما يسمح للطفل ببناء الشعور بالأمن الذي يمكنه من استكشاف العالم، فهو مطمئن أن هناك دائما مكان آمن للعودة .
لذا فإن هز أساس الطفل من الحب يعني أنك تهز إحساسه بالأمن، وهذا يمكن أن يؤدي إلى القلق، بل وسوء السلوك، من الأفضل أن نعزز شعور الطفل مهما كان تصرفه بأنه سيظل محبوب، مع التذكير بأن سلوكه يمكن أن يجعل الآخرين يشعرون بالغضب أو السعادة أو الفخر أو الحزن .
8- سوف تحاسب على ذلك !
وقد أظهرت الأبحاث أن تربية طفل تحت التهديد بالعنف هي وسيلة قوية لخلق بالغين يتسمون بالعنف، لا سيما إذا كانت التهديدات تأتي بنتيجة إيجابية، لذا فإن الوالدين يحتاجون إلى التوقف عن قول هذا فورا .