قد يدل تعلق الطفل بأشيائه على صدقه وإخلاصه ، فمنذ ولادته يتعلق بأمه ،ويدل هذا التعلق على المشاعر البريئة والصادقة التي يمتلكها الأطفال ، ولكن قد يبدو الأمر غريبًا وأحياناً يدفعنا للانزعاج . وذلك عندما يتعلق الطفل بالأشياء المختلفة من ألعاب إلى غير ذلك من الأشياء التي قد يبدو التعلق بها أمر غير منطقي .

ويظهر التعلق بالأشياء تدريجياً ، و يبدأ الطفل بداية رحلة تعلقه بالأشياء بعد تعلقه المباشر بأمه وينتقل التعلق ليشمل ألعابه ، وتعلقه بالأشياء يشعره بالطمأنينة ، لأنها أصبحت شيئاً مألوفاً له ، وقد يثور ويغضب إذا بعدت عنه .

أسباب تعلق الطفل بالأشياء :
هناك سببان يدلان على تعلق الطفل بالأشياء .

فالأول : نمو طبيعي ويمثل النمو العاطفي للطفل ويترجم على أنه الشئ الانتقالي من تعلق الطفل بأمه الذي يشعر بدونها بالخوف والقلق ، ويبدأ في التعلق بأشياء تشعره بالاستقلالية ، وأنه كائن مستقل ، قادراً على العيش بمفرده ، مع وجود هذه الأشياء حوله والتي تعوض نسبياً غياب الأم .

والثاني : الفطام النفسي ،وهذه المرحلة أكثر ما يسبب ألم نفسي للطفل ، وهذا ما يجعل الطفل ، والذي يمتلك مشاعر إيجابية لتوجيه تعلقه بأمه لتعلقه بأشياء أخرى تشبع عواطفه ، وعادة كلما كبر الطفل تزول هذه التعليقات ويستطيع التخلي عن هذه الأشياء ، ولكن إذا استمر هذا التعلق لمراحل نضج الطفل ووصوله لمرحلة المراهقة فيعود هذا لأسباب نفسية .

فائدة التعلق للأطفال :
– تعمل على تعزيز ثقة الطفل بنفسه .
– تعمل على تنمية أخلاقه واتجاهاته الفكرية ، وتنمي مشاعر الحب والتعاطف .
– تضع حجر الأساس للعلاقات العاطفية في المستقبل .
– تمنح القدرة بمواجهة الضغوط النفسية والصدمات .
– تجعل الطفل قادراً على رسم هويته ، واكتشاف قدراته .

أنماط التعلق :
قد تختلف أنواع التعلق تبعاً لظروف كل طفل ونشأته ، وتعتبر عاملاً أساسياً في تكوين شخصيته منذ طفولته حتى بلوغه ، للتعلق نوعان أحدهما آمن ، والأخر غير آمن .

– التعلق الآمن : ينمو الطفل متعلقاً بأمه ، مستشعراً حنانها ودفئ أحضانها ، وهذا القرب قادراً على تنشئة  طفل سوي الشخصية ، وتعود هذه النشأة على الطفل بالنفع فتجعل منه شخصية ودودة ، ومتعاونة ، ومحبة للأخرين ، وعندما ينمو الطفل بعيداً عن أمه ، يفتقد للتعلق الآمن ، وينشأ أطفال غير أسوياء ، فيكون الطفل غير مستقر عاطفياً، وغير سعيد وغالباً ما يكون عابساً ولا يستطيع النوم وتظهر هذه الأعراض لدى الأطفال ابتداءً من سن الثلاثة أعوام .

وعندما ينتقل الطفل لمرحلة المدرسة ، يعاني من قلة التركيز ، وقد تنشأ لديه مشاعر العدوانية والكره للأخرين ، ودائماً ما يعاني من التأخر الدراسي ، وغالباً ما يميل للعزلة ، وعند البلوغ يعاني من الشعور بالقلق المستمر ، وتكبر لديه مشاعر الاحتياج لوجود شخص بجانبه ، وتضطرب سلوكياته .

– التعلق الغير آمن : عندما يتعرض الطفل للحرمان الجزئي وليس الكلي من الأم ، ويظهر نتيجة لعدم بث الأم مشاعرها تجاه طفلها على الرغم من تواجدها معه ، فيشعر بالقلق من ترك أمه له نتيجة لعدم شعوره بحبها له .ويؤثر هذا على نموه النفسي ، فينشأ أطفال يفتقدون الثقة بأنفسهم .

كيفية التعامل مع ظاهرة تعلق الطفل بالأشياء :
1-  اختيار الأشياء القريبة من الطفل :
بأن تقوم الأم باختيار ألعاب آمنة لطفلها لا تسبب له أي أذى ، وذلك يكون عادة في السنة الأولى من عمر الطفل .

2 – التحكم في سلوكيات الطفل : كلما نضج الطفل ، وجب على الأم توجيه سلوكياته ، وذلك بتحديد أوقات اللعب وأماكن وضعها ، وعدم تركها في أي مكان سوى أماكنها المخصصة ،وذلك لتقليل فرصة حمل الطفل لأشيائه ، وتقليل التعلق بها تدريجياً .

3- إشغال الطفل بالأنشطة المختلفة : عدم توجيه أمر مباشر للطفل بأن يترك شيئه المفضل ، ولكن يجب تجاهله تماماً ، والعمل على تنمية مهاراته بإحضار ألعاب الذكاء ، وتوجيه للقيام بالأعمال والأشغال اليدوية ومشاركته فيها .

4- استغلال تعلق الطفل ونفعه به : فمثلاً عند تعلقه بشخصية كرتونية علينا توجيهه للصفات الجيدة فيها ودفعه لتغير سلوكياته السيئة إقتداءً بها .

5- بث مشاعر الحنان والأمان في نفس الطفل : عندما يشعر الطفل بالحنان والحب ، وأنه يمتلك الملجأ والملاذ الذي يبثه حبه وتعلقه ، يستطيع التخلي عن أي شئ مقابل هذا الشعور .