يجب أن يستعد الأب لاستقبال مولوده الجديد ، ويجب أن يعي أهمية ، وخطورة الدور الذي سيسند إليه منذ اللحظة الأولى من عمر طفله . وأن لهذا الطفل حقوق عليه يجب عليه عدم نكرانها ، أو التغاضي عنها لأسباب أخرى يزعمها معظم الآباء عند انخراطهم في عملهم ، وعدم تـخصيص أي وقت لأبنائهم .
فدائماً الآباء مرآة أبنائهم ، فيجب أن يعمل الأب بجانب الأم على تربية أبنائهم وبث فيهم المبادئ والخلق الحسن منذ نعومة أظفارهم ، وعد ترك الأم وحدها في دوامة التربية ، فعاطفة الأم تدفعها بالقيام بواجباتها نحو طفلها وهو جنين مازال في أحشائها ، على النقيض تماماً يظل الأب متفرجاً ، وأحياناً تطول فترة مشاهدته حتى بعد إنجاب الأطفال .
فيعتبر دوره الوحيد هو توفير الاحتياجات المادية ، غير مكترث لمشاعر أبنائه ، واحتياجهم للعاطفة أكثر من المادة . أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين ينشأوا في مناخ أسري يقوم كلاً من الأم ، والأب بدورهما فيه تجاه أبنائهم ، غالباً ما يتميز أطفالهم عن من تلقوا تربيتهم بدون دور للأب فيها .
ما يجب على الأب فعله تجاه أطفاله في العام الاول :
– خاب وخطئ من قال أن الأطفال لا يفهمون حوار الكبار ، بل يشعر الأطفال بكل شئ ، ويتحسسونه فيجب على الأب احترام زوجته وعدم توجيه أي إهانة لها أمام ابنائه مهما صغر سنهم ، فيجب أن يشعر الأطفال بالحب المتبادل بين الأب والأم ، والذي ينشأ داخله عواطف الحب والاحترام للأخرين .
– تخصيص وقت للعب مع الصغير ومداعبته غالباً ما سينشئ طفل سوي ، لا يحمل أي مشاعر من النقص .
– يجب أن يعلم الأب جيداً أنه قدوة لأبنائه ، فيجب أن يرى الطفل من أبيه ما يريد الآباء بثه فيهم ، فيجب أن يرى الرضيع أبوه وهو يصلي مثلاً ، أو الانتباه لمستوى الصوت عند الحوار يجب التحدث بهدوء أمامه ، كل فعل بدر من الأب سيرى طفله يقلده مهما صغر سنه ، فإنه يقوم بتسجيل كل شئ في عقله ، وعند نطقه سيظهر لنا ما زرعناه فيه من تصرفات صالحة أو طالحة .
– يجب على الأب أن يشارك أطفاله فراشهم ، مما ينمي غريزة الحب والانتماء الأسري .
– يجب أن يشارك الأم في تبديل ملابس طفلهما ، فعادة ما تقوم الأمهات بهذا الدور ، ولكن فعل الأب لهذا بضع مرات ، يكسب الطفل مشاعر الثقة في الأخرين ، ويوطد علاقته بأبيه ، ويعمل على نموه بصورة صحية .
– يجب أن يتشارك مع الأم في قراءة القصص لأطفاله ، فغالباً ما تنشئ القصص جو من الود والحب بين الآباء والأبناء .
– منذ ولادة الطفل وأول رغبة تولد معه هي الرغبة في الطعام ليشبع بها غريزته ، فيجب على الأب مشاركة الأم في إطعام طفلهما ، حتى يستطيع كسب ثقته ، وإشعاره بالأمان والانتماء ، فعادة ما يشعر الطفل بهذه المشاعر تجاه أمه لقربها منه ، ولأنها تشبع غريزته ، فيجب على الأب عدم التغافل عن هذا الدور .
– من الممكن أن يحمل الأب طفله ، ويقص عليه أحداث يومه ، وبذلك يستطيع التقرب لطفله ، حتى وإن كان رضيعاً لا يعي ما يقول ، ولكن هذا التصرف سينشأ علاقة وطيدة بين الأب وطفله .
– يجب أن يعي الأب دوره الأساسي بجانب الأم فإشعار طفله به غالباً ما ينشئ عنه التطور الفكري ، والبدني ،والحركي ، والعاطفي .
– يجب أن يعلم الأب أن قربه من طفله يعمل على نمو معدل الذكاء بطريقة أكبر .