عبد المحسن القطان هو رجل أعمال فلسطيني المولد كويتي الجنسية، وهو أحد أبرز رجال الاقتصاد والثقافة، حقق العديد من الإنجازات الهامة، لاسيما في المجال السياسي، فقد شغل عدة مناصب سياسية فلسطينية وكويتية .
نشأة رجل الأعمال عبد المحسن القطان
ولد عبد المحسن القطان في مدينة يافا الفلسطينية في الخامس من نوفمبر عام 1929، وكان والده تاجر برتقال كبير، ووالدته فلسطينية مصرية، حيث أن أبويها مصريين المولد لكنهم قضوا حياتهم في فلسطين، وذلك للفرار من مخيمات العمل الاستعمارية التي تم إنشائها لبناء قناة السويس في أواخر القرن التاسع عشر .
الحياة العلمية لرجل الأعمال عبد المحسن القطان
التحق عبد المحسن القطان في بداية مراحل تعليمه بالمدرسة الأيوبية في يافا، ثم دخل الكلية العربية في القدس حينما بلغ 15 عام، والتي كان يديرها آنذاك المربي الشهير خليل السكاكيني، وقد اهتم القطان اهتمام خاص بالشعر والتاريخ العربي والإسلامي، وكان من أشد المعجبين بالسكاكيني حتى وفاته، وقد توفى والده في خلال فترة إقامة القطان بالقدس، في أواخر الحرب العالمية الثانية، حيث تم استدعاؤه لكي يودعه، بعد تعرضه لجلطة في الدماغ، انتقل بعد ذلك القطان إلى بيروت للالتحاق بالجامعة الأمريكية هناك، وكان ذلك نحو عام 1947، حيث بدأ بدراسة الاقتصاد والعلوم السياسية .
ولم يستطع العودة إلى يافا مرة أخرى إلا بعد مضي 51 عام، حيث أن حرب 1948 أجبرت والدته على مغادرة يافا التي اشتد فيها الهجوم، إلى مدينة اللد أحد أقدم مدن فلسطين، وعندما حاول القطان بصعوبة العودة إلى اللد للقاء عائلته، كانت قد رحلت مرة أخرى إلى الأردن، حيث اجتمع شملهم هناك في أوائل عام 1949، ولكن وضعهم المالي كان صعبا وقاسيا، مما جعل القطان في تحدي كبير ليعول أخوته ووالدته، حيث عاد إلى بيروت ليدرس إدارة الأعمال بدلا من الاقتصاد والعلوم السياسية .
الحياة العملية لرجل الأعمال عبد المحسن القطان
بعد تخرج القطان في عام 1951 عاد إلى الأردن حيث يوجد أهله، وعمل مدرسا في الكلية الإسلامية في مدينة عمان، ولكنه تورط في السياسة البعثية، التي جعلت منه هدفا للاستخبارات الأردنية، بجانب أن راتبه البسيط لم يكن يكفي شيئا، فاقترحت والدته عليه أن ينتقل إلى الكويت ليعمل هناك، خصوصا أنها كانت بلد حديثة الثراء، حيث كان طلب الكويت على المدرسين الفلسطينيين عاليا، فانتقل القطان إلى الكويت ليعمل مدرسا للعلوم التجارية، ويلتقي بزوجته ليلى التي كانت تعمل مدرسة أيضا، وهي ابنة درويش مقدادي الذي كان رئيس دائرة التربية في هذا الوقت، حيث تزوجا عام 1954، وأنجبا أربعة أبناء هم : نجوى عام 1956، وهاني عام 1958، ولينا عام 1960، وعمر عام 1964 .
حصوله على الجنسية الكويتية
بدأ عبد المحسن القطان يفقد رغبته بالتدريس وشعر بالضجر منه، لذا عينه الشيخ جابر علي آل صباح رحمه الله مدير عام لوزارة المياه والكهرباء، إلا أنه ورغم الراتب الكبير الذي حصل عليه لم يحب هذا المنصب، فاستقال وأسس شركته الخاصة عام 1963، وأطلق عليها ” شركة الهاني للإنشاءات والتجارة “، بمبلغ 10 آلاف دينار، وبشراكة من صديقة الكويتي الحاج خالد المطوع، ثم حصل في عام 1964 على الجنسية الكويتية، وقد تطورت شركته التي أنشأها بصورة كبيرة، بسبب الطلب الكبير في سوق الكويت النفطية، وأصبحت شركته من أكبر شركات المقاولات في الكويت .
وقد انخرط القطان في العمل الوطني في الكويت، حيث قام بدعم حركة الفتح الجديدة التي ولدت فيها، وكان له آراء سياسية حاسمة، حيث كان نشطا في السياسة الفلسطينية والعربية، ومثل فلسطين في عدد من الزيارات الدولية، وقام بوصف الغزو على الكويت بأنه النكبة الثانية بعد غزو فلسطين، وقال جملته الشهيرة في عام 2014 ” كنت رئيس المجلس الوطني وأنا كويتي، وكنت عضو المجلس الوطني وأنا كويتي، وأنا في النهاية فلسطيني الهوى وولائي للكويت “، وقد عاش القطان في الكويت 63 عام .
الأعمال الخيرية للقطان
شارك عبد المحسن القطان في عدد كبير من الأعمال الخيرية الاجتماعية والتنموية، ففي عام 1993 قام بتأسيس مؤسسة عبد المحسن القطان، وفي عام 2011 قام بإنشاء صندوق لاستدامة المؤسسة، كما قام بتأسيس معهد متخصص لدراسة القضية الفلسطينية، وغيرها الكثير من الأعمال .
وفاة عبد المحسن القطان
توفى رجل الأعمال عبد المحسن القطان أول أمس الموافق الرابع من ديسمبر الجاري، عن عمر ناهز الـ 86 عام، وذلك في العاصمة البريطانية ” لندن ” .