مع حلول عام 2017 سوف تتغير النزعة الاستهلاكية لدى  دول الخليج العربي، حيث يصاحب العام الجديد قفزات في أسعار الكثير جدا من المنتجات والسلع الغذائية، أهمها السجائر والتبغ والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة ، وهو الأمر الذي تم مناقشته مؤخرا من قبل دول مجلس التعاون وذلك بعد تراجع أسعار النفط حيث كان الحل الأفضل هو فرض ضرائب مقترحة تتمثل في ضريبة المبيعات على سلع بعينها وهو ما يسمى ب ” ضريبة السلع الانتقائية” وهي شكل جديد من أشكال ضريبة المبيعات ومختلف أيضا عن ضريبة القيمة المضافة والتي قد تناولتها بشكل مفصل في مقال آخر، وهو ما تناوله بشئ من التفصيل

ضريبة المبيعات
تعرف ضريبة المبيعات بأنها القيمة المضافة التي تفرض على السلع وتنقسم إلى نوعين هما :
1- الضرائب الخاصة والتي تعني الضرائب التي يتم فرضها على سلع معينة بحيث تكون بنسبة محددة أو على أساس القيمة .
2- الضرائب العامة وهي تلك الضرائب التي يتم فرضها على المبيعات والتي تأخذ أشكالا متنوعة مثل الضريبة على المصنع للسلعة أي التي يدفعها الصانع ويحصلها من المستهلك، أو الضريبة التي تفرض على المستهلك بشكل مباشر عند شراءه للسلعة.

الفرق بين الضريبة الانتقائية وضريبة القيمة المضافة
حددت ضريبة القيمة المضافة على أن تكون الأقل في معدلها فمن المقترح أن تكون في حدود 5% في حين أن ضريبة السلع الانتقائية سوف يتم فرضها بمعدلات أعلى ولكنها ستكون على أنواع بعينها من السلع والخدمات والتي تكون في مجملها ضارة بالصحة، مثل السجائر فهي من أكثر السلع استهلاكا في دول الخليج لذلك تحظى بضريبة عالية.

الفرق بين ضريبة المبيعات والضريبة الانتقائية
هناك فرق واضح بين كلا من ضريبة المبيعات والضريبة الانتقائية فبشكل عام فإن ضريبة المبيعات نسبية أي أن معدل الضريبة ثابت حتى مع زيادة أساس الضريبة، أما الضريبة الانتقائية فهي الضريبة التي تفرض على السلع بعينها وتكون نسبة هذه الضريبة أعلى من النسبة المعمول بها في الدولة، فمثلا إن كانت ضريبة المبيعات 5% فإن الضريبة الانتقائية المفروضة ستكون بمعدل 15%

الهدف من الضريبة الانتقائية
لعل الهدف واضح من فرض الحكومات للضريبة الانتقائية ألا وهو الحصيلة بحيث يكون الهدف هو الحصول على أكبر إيراد ممكن من الضريبة، ومن الممكن أن يكون الهدف من الضريبة الانتقائية هو الحد من استهلاك سلعة محددة مثل السلع الفاخرة أو التي تؤدي إلى الاستهلاك الضار، أو أن يكون الهدف منها هو الحفاظ على الصحة العامة مثلما هو حدث في الضريبة المفروضة على السجائر ومنتجات التبغ، ففرض الضريبة الانتقائية على السلع الفاخرة أو الكمالية هي من أهم النقاط لأن غالبا المستهلك يشتري سلع غالية الثمن بهدف التفاخر أو إيهام الآخرين بمستوى دخله على الرغم من قلة دخله وهو ما يعرف بدافع المحاكاة وهو إقدام الأفراد ذوي الدخول الأقل على تقليد سلوك مرتفعي الدخول بشراء هذه السلع غالية الثمن، وهو ما يجر كثيرا من المستهلكين إلى فخ الديون أو انخفاض مستويات ادخارهم.

آلية تطبيق الضريبة الانتقائية
عملية تطبيق الضريبة الانتقائية ليست بالأمر اليسير لأنها تحتاج إلى معرفة حجم مرونة الطلب على السلع في الأسواق، فإذا ما كان الطلب على السلعة مرتفع المرونة، فإن المستهلك؟ في هذه الحالة يستطيع الاستغناء عن استهلاك السلعة، في مثل هذه الحالة يقع العبء الأكبر للضريبة على البائع، أما إذا كان الطلب على السلعة غير مرن، وهو ما يعني أن البائع يمكنه رفع سعر السلعة بنقل الجانب الأكبر من الضريبة أو كل الضريبة عليها بدون أن تتأثر مبيعاته، أي أن المستهلك هو من يتحمل العبء الأكبر من الضريبة .